ﺎﺑﻌﺖ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ووﻛﺎﻻت أﻧﺒﺎء ﻋﺮﺑﯿﺔ وﻋﺎﻟﻤﯿﺔ ﺑﺎھﺘﻤﺎم ﻛﺒﯿﺮ ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ اﻻﺷﺘﺒﺎك "اﻷﻗﻮى" ﺑﯿﻦ اﻟﺠﯿﺸﯿﻦ اﻷردﻧﻲ واﻟﺴﻮري ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود اﻟﻤﻀﻄﺮﺑﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺒﻠﺪﯾﻦ. ورﻏﻢ ﻧﻔﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻮﻗﻮع ﻣﺜﻞ ھﺬا اﻻﺷﺘﺒﺎك، إﻻ أن رواﯾﺎت اﻟﺸﮭﻮد ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﻤﺎﻟﯿﺔ ﺗﺆﻛﺪ أن ﺿﺎﺑﻄﺎ أردﻧﯿﺎ ﺑﺮﺗﺒﺔ ﻧﻘﯿﺐ أﺻﯿﺐ ﻓﻲ ﯾﺪه ﺑﻨﯿﺮان اﻟﻘﻮات اﻟﺴﻮرﯾﺔ، أﺛﻨﺎء ﻣﺤﺎوﻻﺗﮫ إﻧﻘﺎذ ﻃﻔﻞ داﺧﻞ اﻷراﺿﻲ اﻷردﻧﯿﺔ، ﻣﻤﺎ ﺣﺪا ﺑﻮﺣﺪات ﻣﻦ اﻟﺠﯿﺶ اﻷردﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﺮد ﺑﻘﻮة ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدر اﻟﻨﯿﺮان. واﺳﺘﻤﺮ اﻻﺷﺘﺒﺎك، وﻓﻖ اﻟﻤﺼﺎدر اﻹﻋﻼﻣﯿﺔ، ﻟﻔﺘﺮة ﻗﺼﯿﺮة.
ﺣﺎدث ﻣﺜﻞ ھﺬا ﻟﯿﺲ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺎ؛ ﻓﻮﺳﻂ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﻮﺿﻰ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﮭﺪھﺎ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺴﻮرﯾﺔ اﻟﻤﺘﺎﺧﻤﺔ ﻟﻸردن، واﻟﻤﻮاﺟﮭﺎت اﻟﻌﻨﯿﻔﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺠﯿﺶ اﻟﻨﻈﺎﻣﻲ اﻟﺴﻮري واﻟﺠﯿﺶ اﻟﺴﻮري اﻟﺤﺮ، وﺗﺪﻓﻖ آﻻف اﻟﻼﺟﺌﯿﻦ اﻟﺴﻮرﯾﯿﻦ إﻟﻰ اﻷراﺿﻲ اﻷردﻧﯿﺔ، ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻻﺣﺘﻜﺎﻛﺎت أﻣﺮا ﻣﺘﻮﻗﻌﺎ، ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺗﻤﺮﻛﺰ ﻗﻮات اﻟﺒﻠﺪﯾﻦ ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻊ ﻣﺘﻘﺎرﺑﺔ وﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ أﺣﯿﺎﻧﺎ، وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺘﻨﻔﺎر ﺷﺪﯾﺪ.
ﻟﻜﻦ ﺗﻜﺮار ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﺘﺠﺎوزات ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺠﯿﺶ اﻟﺴﻮري اﻟﻨﻈﺎﻣﻲ ﺳﯿﻌﻘﺪ اﻷﻣﻮر ﻛﺜﯿﺮا.
اﻟﻘﻮات اﻷردﻧﯿﺔ ﻓﻲ وﺿﻌﯿﺔ ﺗﺄھﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود اﻟﺸﻤﺎﻟﯿﺔ، ﻟﻜﻦ ﻟﯿﺲ ﺑﮭﺪف اﻟﺘﺤﻀﯿﺮ ﻟﺘﺪﺧﻞ ﻋﺴﻜﺮي ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺔ، وإﻧﻤﺎ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﻠﺼﺮاع، وﻣﻨﻊ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﻮﺿﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود ﺑﯿﻦ اﻟﺒﻠﺪﯾﻦ، واﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﺗﺪﻓﻖ اﻟﻼﺟﺌﯿﻦ اﻟﺴﻮرﯾﯿﻦ، واﻟﺘﺼﺪي ﻟﻤﺤﺎوﻻت ﺗﮭﺮﯾﺐ اﻟﺴﻼح إﻟﻰ اﻷردن.
إن ﻣﺨﺎوف اﻷردن ﻣﻦ اﻧﮭﯿﺎر ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻟﻠﻨﻈﺎم ﻣﺸﺮوﻋﺔ. وﻧﻘﻞ ﺗﻘﺮﯾﺮ ﻟـ"ﺳﻲ. إن. إن"، ﻋﻦ ﻗﺎدة ﻋﺴﻜﺮﯾﯿﻦ أﻣﯿﺮﻛﯿﯿﻦ ﻗﻮﻟﮭﻢ: "إن اﻟﻘﻮات اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ ﺗﺘﻮﻟﻰ ﺗﺪرﯾﺐ ﻗﻮات أردﻧﯿﺔ وﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﻤﺸﻮرة ﻟﮭﺎ ﺣﻮل ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﮭﺎم اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ اﻟﻤﺤﺪدة اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺒﺮز اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻣﺘﺪاد اﻟﻌﻨﻒ ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺔ إﻟﻰ اﻷردن، أو ﺷﻜﻞ ﺗﮭﺪﯾﺪا ﻟﮫ".
إن ﺣﺪود اﻟﺘﺪرﯾﺐ واﻟﺘﻌﺎون، ﻛﻤﺎ ﯾﺆﻛﺪ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﻣﯿﺮﻛﻲ وﻟﯿﺲ اﻷردﻧﻲ، ﻻ ﺗﺘﻌﺪى اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ، وﻟﯿﺲ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﻌﻤﻞ ﻋﺴﻜﺮي داﺧﻞ اﻷراﺿﻲ اﻟﺴﻮرﯾﺔ. وﯾﺼﻒ اﻟﺘﻘﺮﯾﺮ ﺳﯿﻨﺎرﯾﻮ ﻗﯿﺎم وﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﺠﯿﺶ اﻷردﻧﻲ ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺔ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ ﻣﻮاﻗﻊ أﺳﻠﺤﺔ ﻛﯿﻤﺎوﯾﺔ أو ﺑﯿﻮﻟﻮﺟﯿﺔ ﺑﺄﻧﮫ "ﺑﻌﯿﺪ اﻟﺘﺤﻘﻖ".
ﻟﻘﺪ أﻋﻠﻦ اﻷردن ﻣﺮارا رﻓﻀﮫ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺔ، وﺧﯿﺎر ﺗﺴﻠﯿﺢ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎﺗﻞ ﻧﻈﺎم اﻷﺳﺪ. ﻣﺎ ﺗﺰال ھﺬه اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷزﻣﺔ اﻟﺴﻮرﯾﺔ، وﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﺒﺮر ﻟﻠﺘﺮاﺟﻊ ﻋﻨﮭﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن، وھﻲ ﺗﻨﺴﺠﻢ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﯿﺮ ﻣﻊ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﻤﺼﺮي اﻟﺬي أﻋﻠﻨﮫ اﻟﺮﺋﯿﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺮﺳﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة.
ھﻨﺎك أﻃﺮاف ﺗﺮﯾﺪ ﺗﻮرﯾﻂ اﻷردن ﻓﻲ اﻟﺼﺮاع اﻟﺴﻮري. وﯾﺒﺪو أن ﻧﻈﺎم اﻷﺳﺪ اﻟﺬي ﯾﻌﯿﺶ أﺻﻌﺐ أﯾﺎﻣﮫ، ﯾﻔﻜﺮ ھﻮ اﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﺗﺤﻮﯾﻞ اﻟﻤﻮاﺟﮭﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ إﻟﻰ ﺻﺮاع إﻗﻠﯿﻤﻲ، ﺑﻤﺎ ﯾﻤﻜﻨﮫ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﺘﺮة أﻃﻮل. ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال، ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻷردن ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻀﻐﻮط اﻟﮭﺎدﻓﺔ إﻟﻰ ﺟﺮه إﻟﻰ اﻟﺼﺮاع، واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺤﻜﻤﺔ ﻣﻊ اﺳﺘﻔﺰازات ﻗﻮات اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري، ﺑﺪون اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ دوره اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﺘﺴﮭﯿﻼت ﻟﻸﺷﻘﺎء اﻟﺴﻮرﯾﯿﻦ، وﺗﻮﻓﯿﺮ اﻟﻤﻼذ اﻵﻣﻦ ﻟﻠﮭﺎرﺑﯿﻦ ﻣﻦ ﺟﺤﯿﻢ اﻟﻘﺘﻞ واﻟﻘﻤﻊ. اﻟﻤﮭﻤﺔ اﻟﻤﺎﺛﻠﺔ أﻣﺎﻣﻨﺎ ھﻲ ﻣﻨﻊ اﻧﺘﻘﺎل اﻟﻔﻮﺿﻰ واﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ إﻟﻰ اﻷردن، وﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﺴﻮرﯾﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻨﺐ أھﻮال اﻟﺤﺮب اﻷھﻠﯿﺔ، وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺳﯿﻜﻮن ﻓﻮق ﻃﺎﻗﺘﻨﺎ وﻣﺼﻠﺤﺘﻨﺎ أﯾﻀﺎ.