الشعب يسأل والرئيس يجيب!

يجتهد الرئيس المصري محمد مرسي لتنفيذ كل ما وعد به وأكثر، وهو يواجه قوى شرسة تجتهد في إفشاله ووضع العراقيل في طريقه، غير آبهة بمصلحة مصر وشعبها!

قبل أيام اقترح الرئيس مبادرة لا مثيل لها في بلاد العرب، وربما في بلاد العجم أيضا، وهو برنامج إذاعي يومي يجيب فيه الرئيس عن أسئلة المواطنين، اسمه: الشعب يسأل والرئيس يجيب!

فكرة البرنامج تقوم على إرسال المواطنين أسئلة تعبر عن انشغالاتهم اليومية ويقوم الرئيس مرسي بالرد عليها، وتبلغ مدة البرنامج خمس دقائق فقط مراعاة لعمل ووقت الرئيس، وتتلقى الإذاعة أسئلة المستمعين يوميا، وقد تم تشكيل لجنة من كبار الإذاعيين مهمتها تفريغ أسئلة المواطنين وحصرها لإرسالها إلى مكتب الرئيس ليقوم بالرد عليها، قبل أن تذاع الحلقات يوميا عقب أذان المغرب.

طبعا أسئلة المواطنين التي تبث على الهواء هي أسئلة تهم الشأن العام، أما الأسئلة الشخصية التي يتوجه بها المواطنون للرئيس، فيتم تسليمها في ملفات يدا بيد للرئيس مرسي!

من خلال متابعتي الحثيثة لشبكات التواصل الاجتماعي بخاصة «فيس بوك» و «تويتر»، لم أكد أجد ناشطا ليبراليا أو علمانيا واحدا يمتدح هذه الخطوة الثورية، أو حتى ينتقدها، بل انشغل هؤلاء بنهش لحم مرسي بعد تكليفه د. هشام قنديل برئاسة الحكومة، ولو كلف أي شخصية أخرى لوجد منهم ما وجده اليوم، لأنهم يتصرفون على قاعدة: مهما فعلت لن نرضى عنك، لأن وجودك هو المرفوض!

مرسي ماض بطريقه، خفف العبء عن أهل غزة، وسمح لهم بدخول مصر بلا تأشيرة مسبقة، (رغم النفي «الرسمي») ويستقبل رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية، ومن قبل استقبل رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، ويرفض الرد على تليفونات نتنياهو، وبدأ بشكل فعلي بتنفيذ كل وعوده الخاصة بالمائة يوم، لاستعادة الأمن والقضاء على البلطجة وإزالة أكوام القمامة من الشوارع وتوفير المتطلبات الأساسية للمواطنبن.. حيث بدأت بالفعل الأجهزة المعنية باتخاذ الخطوات العملية لتنفيذ الخطة، ولكن الغريب انه كلما تم رفع القمامة من منطقة ما تأتي الأيادي الخفية بأكوام جديدة مكانها حتى زادت المخلفات بشكل مخيف، ولكن هذا لم يمنع من الاستمرار بتنفيذ الخطة، وفي هذا يقول محمود غزلان، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، أن هناك من يسعي «جاهدا» إلى إفشال خطة الـ 100 يوم للرئيس محمد مرسي، مستشهدا بأكوام القمامة التي تلقى، بالجزيرة الوسطي في عدد من الشوارع الراقية بمحافظة الجيزة، أثناء الليل الأمر الذي يوحي بأن «هناك من يمر متعمدا لإلقاء القمامة بكثافة في سعي واضح من البعض لإفشال خطة الرئيس»، وهو الأمر الذي دفع به، إلى أن يطلب ممن يقابلون محافظ الجيزة أن يؤكدوا له أن المهم ليس فقط جمع القمامة من الشوارع بل متابعة دورية طول فترة الليل لما يحدث في الشوارع!

تخيلوا معي لو أن الناصريين والقوميين والثورجيين الذين ينهشون لحم مرسي الآن بمناسبة وبغيرها، كانوا على أيام عبد الناصر، أو حتى مبارك، ونهشوا لحمهما على هذا النحو، تخيلوا معي كيف كان سيكون مصيرهم؟؟

هل كان هؤلاء ليجرؤون على شتم الريس «ع الحامي والبارد» أو حتى مجرد نقده بشكل بناء؟؟

هل يذكر هؤلاء ماذا كان مصير من رفع عينيه في وجه الزعيم «الخالد»؟

لوعرف المصريون قيمة النعمة التي هم فيها لحملوا مرسي على أعناقهم، ولكنهم سيدركون هذا الأمر على كل حال، ولو بعد حين!