د. عويس يدعو الاساتذة الجامعيين للتخلي عن مشروع النقابة ويدعوهم للإنضمام لنقابة الممرضين وربما القبالة القانونية !

خاص - في بيانٍ شديد اللهجة قياسا بما سبقه، أصدرت اللجنة التحضيرية لإنشاء نقابة الأساتذة الجامعيين الأردنيين بيانا لها استنكرت ردود فعل وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. وجيه عويس تجاه تصريحاته الأخيرة التي تبيّن موقفه إزاء إقامة النقابة ، والتي وصفتها اللجنة بأنها  تصريحات لا تعدو أن تكون مجرد فضلات كلام غير صالحة للاستهلاك الفكري والعملي لأن المتمعن فيها يستشف منها برودة التفكير في فلسفة مشروع النقابة، وإرضاء لمن أقحمه في الجلوس على عرش التعليم العالي والبحث العلمي دون معيار واحد يتفق عليه زملاؤه في المهنة.


وكان وزير التعليم العالي د. عويس ، دعا في تصريحاته الأخيرة إلى عدول الأساتذة الجامعيين عن تأسيس نقابة لهم والانضمام إلى جمعيات بدلا من ذلك والانضمام إلى النقابات المهنية الأخرى مثل نقابة المحامين والممرضين ... الخ أو الانضواء تحت لواء نقابة المعلمين ...الخ.
 
اللافت في القضية التي تصر التعليم العالي على تحويلها إلى أزمة شارع كما حصل مع مشروع نقابة المعلمين، أن د. عويس هو ذاته من تسلم مسودة المشروع قبل اكثر من عام، وهز رأسه بموافقة ضمنية باطنها نهج ترى أوساط نقابية متابعة بأنه معيب، سيّما وأن نهج التسويف والمراوغة لهو مستوى منحدر لا يليق بوزير يدير دفة أهم وأكبر الوزارات الحكومية حساسية والتي تعنى بالأكاديما الأردنية واجهة الأردن الحضاري كما هو متوجب.

مشروع النقابة كما أشرنا في تقارير سابقة عاصر أربع حكومات ولا زال قيد "صناعة الأزمة" لأردن بات شعار المرحلة فيه ( أزمة لكل صاحب حق) ..

وتاليا نص البيان الذي ننشره كما وردنا، والذي ختمته اللجنة بـأنها تهيب بالباحثين والاساتذة الجامعيين الوقوف صفا منيعا في وجه مثل هذه الأطروحات الباردة، ودعم المشروع في كل رواق ومناسبة حتى يصبح حقيقة :

بيان صادر عن اللجنة التحضيرية لنقابة الأساتذة الجامعيين الأردنيين
 
 
 
ببالغ الأسف طالعت اللجنة التحضيرية لإنشاء نقابة الأساتذة الجامعيين الأردنيين تصريحات وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأخيرة المتضمنة دعوته إلى عدول الأساتذة الجامعيين عن تأسيس نقابة لهم والانضمام إلى جمعيات بدلا من ذلك والانضمام إلى النقابات المهنية الأخرى مثل نقابة المحامين والممرضين ... الخ أو الانضواء تحت لواء نقابة المعلمين ...الخ.
 
وفي الوقت الذي تستنكر فيه اللجنة التحضيرية صدور مثل هذه التصريحات عن أستاذ جامعي أولا قبل أن يكون وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي، فإنها ترفض رفضا قطعيا هذه التصريحات ومضامينها جملة وتفصيلا، وتعتبرها مجرد فضلات كلام غير صالحة للاستهلاك الفكري والعملي لأن المتمعن فيها يستشف منها برودة التفكير في فلسفة مشروع النقابة، وإرضاء لمن أقحمه في الجلوس على عرش التعليم العالي والبحث العلمي دون معيار واحد يتفق عليه زملاؤه في المهنة، وغزل مذموم لأصحاب طروحات مسلوقة وجدت تحت مسميات مختلفة لإعاقة مشروع تأسيس النقابة، ناهيك عن ما يستشف منها من محاولة لـ"تمييـــــع" وإذابة مهنة التعليم الجامعي والبحث العلمي، وتوزيع دمائها على القبائل، والتفاف غير مستور على فكرة تأسيس النقابة الناجزة بإذن الله.
 
ولعل المتمعن في تصريحات الوزير يجد فيها أن معاليه غير مقتنع باستقلالية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي يترأسها وكأنه بتصريحاته هذه يقول يمكن الاستغناء عن وزير التعليم العالي ووزارته لأن وزارة التربية والتعليم وهيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وغيرها يمكن أن تقوم بعمل هذه الوزارة ولا داعي لوجودها أصلا!!! وإلا كيف يمكن فهم دعوة الوزير الأساتذة الجامعيين إلى الانضواء تحت لواء النقابات المهنية الأخرى مع اعتزازنا وتقديرنا لهذه النقابات المتميزة في توجهاتها المهنية وأدائها؟!
 
وكان تصريح الوزير قد سبقته تصريحات مماثلة في التشويه صدرت عن مسؤولين ورؤساء جامعات لا يروق لهم هذا المشروع الحضاري لأسباب لا نفهمها.  وقد رأت اللجنة في حينه أن الرد عليها مضيعة للوقت، وأنها لا تستحق الرد لعدم جدواها، بعد أن بذلت اللجنة التحضيرية جهودا كبيرة وخاضت نضالات شرسة، وقطعت مشواراً طويلا لتأسيس النقابة، تاركة الفرصة لهؤلاء إعادة التفكير قليلا في مواقفهم كأستاذ جامعي ودعم فكرة إنشاء النقابة، لأننا نعي أن مصلحتهم العظمى تكمن في دعم النقابة، وليس في الولاء للكرسي الأطرش غير الدائم.
 
وختاما تود اللجنة أن تؤكد أن ألأساتذة الجامعيين والباحثين الأردنيين ماضون بكل عزم نحو تأسيس نقابة مهنية لهم تؤسس لمرحلة تنويرية إصلاحية جديدة يعود فيها الأستاذ والباحث الأردني إلى دوره الطليعي في المجتمع، صانعا للعقل الفردي والجماعي، قائدا لموجات التحرر النهضوية في كل زمان ومكان، باحثا عن المشكلات والتحديات التي تواجه الأمة، عاكفا على فهمها فهما علميا دقيقا، واضعا الحلول الناجعة لها في سبيل رخاء المجتمع والأمة. وتهيب اللجنــة بجميع الأساتذة الجامعيين والباحثين الوقوف صفا منيعا في وجه مثل هذه الأطروحات الباردة، ودعم المشروع في كل رواق ومناسبة حتى يصبح حقيقة، وإن ذلك ليس ببعــــيد.
 
اللجنة التحضيرية لنقابة الأساتذة الجامعيين الأردنيين
24 تموز 2012