المراقب العام للإخوان: الأردن يعاني أزمة حكم

اخبار البلد_ أكد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين د.همام سعيد أن الأردن يعاني من أزمة حكم حقيقية " المسؤول عنها هم مَنْ صنعوها وغذّوها، ويحصدون اليوم نتائجها"، وان الحركة الإسلامية لا تتقدم على قوى الشعب وأحزابه وهيئاته ولا تتأخر، وأن الحل ليس عندها وعند شركائها ولكنه عند النظام وأجهزته.

كما أشار رئيس الوزراء السابق عون الخصاونة إلى انه ليس للأردن تاريخ دموي وانه إذا استطاع النظام الخروج من النظرة الأمنية الضيقة ، ومكافحة الفساد " فان نجاح الإصلاح وتجنيب الأردن ما يجري حولنا وارد ممكن " مشيرا إلى انه يترك للناس الحكم على الفترة الذي تسلم خلاها رئاسة الوزراء وما يجري في الأردن حاليا.

جاءت هذه التصريحات خلال الكلمات التي ألقاها كل من سعيد والخصاونة خلال حفل الإفطار السنوي الذي نظمته جماعة الإخوان المسلمين مساء يوم أمس وحضره أكثر من 1500 من الشخصيات الوطنية وقيادات الحركة الإسلامية والحراكات الشبابية والشعبية والأحزاب ووجهاء العشائر والعلماء وممثلي مؤسسات المجتمع المدني من مختلف مناطق المملكة ، وتضمنت الفعالية التي ادارها عضو المكتب التنفيذي للاخوان سعود أبو محفوظ وصلات إنشادية قدمها المنشد يحيى حوى.

من جهته اكد الشيخ همام سعيد أن الأردن يواجه خطرين داخلي وخارجي" أما الداخلي فيتمثل بالاستبداد والفساد، ونتج عنه الفقر والمعاناة والقهر لإرادة الأحرار من خلال تزوير الإرادات وتشويه مؤسسات الدولة والتشريع والصوت الواحد.وأما الخطر الخارجي فيتمثل بالعدو الصهيوني الذي يهددنا صباح مساء" مؤكدا أن الأردن لا يستطيع أن يواجه تلك المخاطر إلا عبر إرادة الشعب بإصلاح حقيقي يشمل الدستور كما يشمل قانون الانتخابات منبثق عن إرادة صادقة تتجاوز الشكليات، وتصغي إلى صوت الشعب وإرادته.

وجدد سعيد انتقاده لقانون "الصوت الواحد المجزوء "مؤكدا ان قرار مقاطعة الانتخابات جاء تأكيدا على رؤية الحركة الإسلامية "بأن تكون شريكاً في هذا النصاب الشعبي الكامل ، قرارها من قراره، وموقفها من موقفه، فتم التشاور مع الحراكات والأحزاب والتجمعات الشعبية، حتى توصلت مع هذه الحراكات إلى مقاطعة الانتخابات ترشيحاً وانتخاباً، ودعوة الشعب الأردني لهذا الخيار" ، كما جدد التأكيد على مطالب الحراك بإجراء إصلاحات جذرية في بنية النظام تضمن إعطاء الشعب سلطته الكاملة على قراره بما في ذلك التعديلات الدستورية الكفيلة بضمان سلطة الشعب وحريته في اختيار حكومته، وصيانة مجلس النواب بقانون عادل يضمن له الاستقلالية وتأمينه من الحل .

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية دعا سعيد أبناء الضفة الغربية إلى تجديد انتفاضتهم " دفاعاً عن الأرض المباركة التي توشك أن تغيب تحت وطأة التهويد والتشريد "،مؤكدا ان ما تتعرض له القدس من التدنيس والتهويد أمر لا يجوز السكوت عليه ، كما طالب الحكومة الأردنية القيام بواجبها في بيت المقدس، مضيفا "الحكومة صاحبة الولاية رسمياً وسياسياً، ولكنها لا تمارس هذه الولاية، وهي ترى قطعان اليهود يجوسون يومياً في المسجد الأقصى ويمارسون جميع سياسات التهويد" مجددا المطالبة بإلغاء معاهدة وادي عربة " إبراءً للذمة من هذا التفريط بالولاية الأردنية على بيت المقدس " .

وفيما يتعلق بالربيع العربي هنأ سعيد الشعب المصري بفوز الرئيس محمد مرسي متمنيا ان تأخذ مصر دورها الريادي في الأمة ، كما دعا سعيد إلى نصرة الشعب السوري ودعم ثورته مطالبا الحكومات بفتح الأبواب لدعم الثورة السورية بالمال والسلاح ، مضيفا "لو كان النظام السوري فيه بقية من عقل أو ذكاء لأدرك أنه لا بقاء له بعد هذه المذابح والمجازر التي لم يسلم منها بيت من بيوت السوريين، فهل يتدارك النظام بقيته بالبحث عن خروج آمن يوفر عليه وعلى الشعب السوري المزيد من الدماء والأشلاء"،مستنكر ا الدول الداعمة للنظام السوري وخاصة روسيا والصين .

كما استنكر سعيد ما يتعرض له الشعب المسلم في بورما من تصفية عرقية ومجازر جماعية على أيدي " العصبية البوذية المقيتة " مطالباً الحكومة الأردنية وسائر الحكومات العربية والإسلامية والمنظمات الدولية بالتدخل لوقف تلك المجازر بحق مسلمي بورما .

من جهته تحدث الخصاونة حول ما شهدته عدد من الدول العربية من ثورات وانتصار للشعوب مضيفا " لقد سقط طغاة جلسوا على صدور شعوبهم لعقود من الزمن وأفقروهم ونهبوا خيرات بلادهم وحولوها إلى بلدان وظيفية البعض يتجسس على أشقائه والبعض يعذب أبنائه خدمة للغرب مخازي لم يعرف العرب والمسلمون لها مثيلا " معتبرا ان الفقر والاستبداد والعقلية الأمنية غذت شعلة الثورات.

وأشاد الخصاونه بما حققه الشعب المصري من انتخاب لرئيس جمهوريته انتخابا حرا ونزيها ، مؤكدا ان النظام السوري " فاق في وحشيته كل التصورات وهو في الأساس فاقد للشرعية " إلا انه أكد التخوفات من المؤامرات الدولية على سوريا محذرا من الاستعانة بالأجنبي .

وكرر الخصاونة دعوته إلى تفعيل الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة الذي يخول بموجبه مجلس الأمن حل المشاكل الدولية إلى المنظمات الإقليمية ومنها منظمة المؤتمر الإسلامي ، مشيرا إلى أن هذا الحل قد يكون الأنسب رغم تأخره ورغم عدم وجود توافق بين عدد من أعضاء هذه المنظمة حول الملف السوري ، كما أكد الخصاونة أن الصراع مع "اسرائيل " هو الصراع الحقيقي الذي يجب ان تبذل كل الجهود لأجله في ظل التمادي الإسرائيلي في الاعتداء على الأرض والمقدسات العربية والإسلامية في فلسطين ، معتبرا " ان انشغالنا بمشاكلنا اعطى اسرائيل فرصة قضم ما تبقى من الضفة الغربية والمقدسات الإسلامية والمسيحية " كما أكد ان فلسطين مترسخة في وجدان الشعوب العربية والاسلامية.