انقلاب فاشل
أربعاء شهداء المقاومة في دمشق، كان موعدا لانقلاب منسق في غرفة عمليات سوداء في تركيا ( يشارك فيها ضبّاط إسرائيليون) بين الأجهزة الاستخبارية الغربية والخليجية، والمجموعات الإرهابية الإجرامية العاملة في سورية، والشبكة الإعلامية المموّلة بالبترودولار. وتفاصيل الخطة الانقلابية كانت كالتالي:
ـ الدفع ببضعة آلاف من الإرهابيين المدربين إلى الاستيلاء على عدد من أحياء دمشق في وقت واحد، وعلى نقاط حدودية مهجورة،
ـ تنفيذ عملية اغتيال القيادات العسكرية والأمنية،
ـ إطلاق آلاف الأكاذيب والشائعات من بينها " أنباء" عن انشقاقات عسكرية واسعة، وفرار ضباط وجنود وانفجارات في مواقع للجيش السوري، واختفاء الأسد أو استعداده للفرار في طائرة روسية جاهزة في المطار وانشقاق نائب الرئيس فاروق الشرع الخ
ـ تصوير سورية كدولة فاشلة، ما يسهّل استصدار قرار دولي بالتدخل فيها تحت الفصل السابع
وكان المخطط له إحداث حالة من الهلع والفوضى في صفوف النظام والجيش والدفع بأهالي دمشق إلى التمرد في لحظة هيجان. وقد فشل المخطط الإنقلابي للأسباب التالية:
(1) فقد أظهر النظام السوري، مرة أخرى، صلابة تماسكه وديناميكيته ومؤسستيه، وقدرته على استيعاب ضربة موجعة بحجم تفجير غرفة خلية الأزمة في وقت قياسي، وأظهر الجيش العربي السوري جاهزية عالية لم تهتز للحظة واحدة، وشنت هجوما معاكسا وسريعا لسحق الإرهابيين المتسللين.
(2) وأظهر أهالي دمشق، على الأقل، الحياد الإيجابي إزاء الصراع. لم ينزلوا إلى الشوارع لدعم النظام، ولا العكس، وامتنعوا عن تقديم العون والحضانة للإرهابيين.
(3) واتضح أن الفضائيات ووكالات الأنباء والإذاعات ومواقع النت المرتبطة بغرفة التنسيق الاستخبارية، فقدت صدقيتها وتأثيرها في الشعب السوري.
(4) وحسم الفيتو الروسي الصيني ضد القرار الغربي الهادف إلى تشريع التدخل الاستعماري في سورية، أن النظام السوري لم يخسر حلفاءه الدوليين. ومعنى ذلك أن هؤلاء الحلفاء ما زالوا يثقون بقدرة الرئيس بشار الأسد على النصر.
العملية الانقلابية فشلت، واستردت دمشق، المبادرة السياسية والأمنية والميدانية، وتحررت من الالتزامات المكبّلة، وانتقل القرار، بالتالي، إلى المستوى العسكري المخوّل تخويلا كاملا بسحق الإرهابيين بأي ثمن وفي أسرع وقت.
من الآن وصاعدا، سوف ينتقل التركيز الغربي على ملف الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية. وستغدو هي القضية، وليس الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان الخ. وقد بدأت، بالفعل، مشاورات أمريكية ـ إسرائيلية ـ أردنية للبحث في تأمين الأسلحة الإستراتيجية في سورية لدى سقوط النظام. لكن ليس بالضرورة أن يكون سقوط النظام فعليا، بل افتراضيا من خلال خلق حالة تلفزيونية مركزة، تسمح بالتدخل العسكري الذي سينفّذ الانقلاب الفعلي من خلال عملية قصف جوي مركزة لمفاصل السيطرة والتحكم والقواعد العسكرية ودخول بري بواسطة قوات خاصة. وقد ألمحت واشنطن إلى أنها سوف تتجه إلى العمل خارج مجلس الأمن لإطاحة الأسد. وهو ما حذّر منه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وينبغي أخذ تحذيره على محمل الجد.
لا يمكن تنفيذ عملية عسكرية ضد سورية من دون إسرائيل. وتحضّر شبكة الدفاع الجوي السوري المحدّثة، مفاجأة غير سارة للطائرات الإسرائيلية والأطلسية، كما أن أي عدوان على سورية سيؤدي، أوتوماتيكيا، إلى شنّ هجوم من قبل حزب الله على الإسرائيليين سيلحق بهم مرة أخرى هزيمة لا يحتملونها، ويعيد ترتيب الأوراق الإقليمية.
على الجميع التعايش مع فكرة أن الأسد باق.
ـ الدفع ببضعة آلاف من الإرهابيين المدربين إلى الاستيلاء على عدد من أحياء دمشق في وقت واحد، وعلى نقاط حدودية مهجورة،
ـ تنفيذ عملية اغتيال القيادات العسكرية والأمنية،
ـ إطلاق آلاف الأكاذيب والشائعات من بينها " أنباء" عن انشقاقات عسكرية واسعة، وفرار ضباط وجنود وانفجارات في مواقع للجيش السوري، واختفاء الأسد أو استعداده للفرار في طائرة روسية جاهزة في المطار وانشقاق نائب الرئيس فاروق الشرع الخ
ـ تصوير سورية كدولة فاشلة، ما يسهّل استصدار قرار دولي بالتدخل فيها تحت الفصل السابع
وكان المخطط له إحداث حالة من الهلع والفوضى في صفوف النظام والجيش والدفع بأهالي دمشق إلى التمرد في لحظة هيجان. وقد فشل المخطط الإنقلابي للأسباب التالية:
(1) فقد أظهر النظام السوري، مرة أخرى، صلابة تماسكه وديناميكيته ومؤسستيه، وقدرته على استيعاب ضربة موجعة بحجم تفجير غرفة خلية الأزمة في وقت قياسي، وأظهر الجيش العربي السوري جاهزية عالية لم تهتز للحظة واحدة، وشنت هجوما معاكسا وسريعا لسحق الإرهابيين المتسللين.
(2) وأظهر أهالي دمشق، على الأقل، الحياد الإيجابي إزاء الصراع. لم ينزلوا إلى الشوارع لدعم النظام، ولا العكس، وامتنعوا عن تقديم العون والحضانة للإرهابيين.
(3) واتضح أن الفضائيات ووكالات الأنباء والإذاعات ومواقع النت المرتبطة بغرفة التنسيق الاستخبارية، فقدت صدقيتها وتأثيرها في الشعب السوري.
(4) وحسم الفيتو الروسي الصيني ضد القرار الغربي الهادف إلى تشريع التدخل الاستعماري في سورية، أن النظام السوري لم يخسر حلفاءه الدوليين. ومعنى ذلك أن هؤلاء الحلفاء ما زالوا يثقون بقدرة الرئيس بشار الأسد على النصر.
العملية الانقلابية فشلت، واستردت دمشق، المبادرة السياسية والأمنية والميدانية، وتحررت من الالتزامات المكبّلة، وانتقل القرار، بالتالي، إلى المستوى العسكري المخوّل تخويلا كاملا بسحق الإرهابيين بأي ثمن وفي أسرع وقت.
من الآن وصاعدا، سوف ينتقل التركيز الغربي على ملف الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية. وستغدو هي القضية، وليس الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان الخ. وقد بدأت، بالفعل، مشاورات أمريكية ـ إسرائيلية ـ أردنية للبحث في تأمين الأسلحة الإستراتيجية في سورية لدى سقوط النظام. لكن ليس بالضرورة أن يكون سقوط النظام فعليا، بل افتراضيا من خلال خلق حالة تلفزيونية مركزة، تسمح بالتدخل العسكري الذي سينفّذ الانقلاب الفعلي من خلال عملية قصف جوي مركزة لمفاصل السيطرة والتحكم والقواعد العسكرية ودخول بري بواسطة قوات خاصة. وقد ألمحت واشنطن إلى أنها سوف تتجه إلى العمل خارج مجلس الأمن لإطاحة الأسد. وهو ما حذّر منه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وينبغي أخذ تحذيره على محمل الجد.
لا يمكن تنفيذ عملية عسكرية ضد سورية من دون إسرائيل. وتحضّر شبكة الدفاع الجوي السوري المحدّثة، مفاجأة غير سارة للطائرات الإسرائيلية والأطلسية، كما أن أي عدوان على سورية سيؤدي، أوتوماتيكيا، إلى شنّ هجوم من قبل حزب الله على الإسرائيليين سيلحق بهم مرة أخرى هزيمة لا يحتملونها، ويعيد ترتيب الأوراق الإقليمية.
على الجميع التعايش مع فكرة أن الأسد باق.