تطور ارعن



من باب الفضول لا اكثر قمت بجولة للدول التي ضربها الربيع العربي بجناحه ، وجدت فكرة التعايش ونمط الحياة بينها متشابه لحد التطابق ، لكنه غريب عنا نحن ساكني موطني الاردن ، فالغالبية العظمى من قاطني مصر وسوريا بسطاء بالتعامل مع الحياة وفكرة العيش ولقمة الزعتر .


هناك لاتزال الارياف والقرى تعج بدخان خبز طابون ، وصوت معول ورائحة زيت الزيتون وصحن زعتر وخزانة المؤن من خيرات الارض امتلأت ، وزرائب الخراف تزف حليب فوق حبات رز يتبخر .


واريافنا تعج بقوارير حليب مبستر ، وخبز لمصابي سكر واخر لعسر هظم محمص ، وبعضها معد لشوي برغر ومن شاء سيجد مياه بطعم الخردل .


نحن شعب متكلف حتى بالتعايش اصابنا داء التطور ، اقتحمت المدنية حقولنا وزرعت فوق الزرائب ورد لن يكبر ، حتى تركنا المعول وحرثنا الارض ملل وانتظار ، وحصدنا الجوع مئونة والكسل بيدر ، واختزنا بالذاكرة بأننا شعب قد تطور .


بعض رشات ثلج ستربك الشوارع ، اتسأل ماذا سيتراكم سوى زحام على مطعم ودقر على باب مخبز وطابور على مضخة وقود لن ينتهي ، وفوضى في الشوارع مروراً بباب المخفر ، وبهجة رمضان بوطني تتكسر ، شتائم ، وشجار ، ووحام ، وزحام ، وفقراء الوطن اطفالهم تنام دون ان تتسحر ، وشيوخنا تنام من فرط سمنه ووحام .


نحن بحاجة لنتحرر من انفسنا وتقاليد التطور الاعمى وبعض التقليد الارعن ، كل شخص فينا بذاته موطن فساد ومنبع ترهل ، ويحتاج لاجتياح ليتحرر من الرتابة وسرعة التطور ليعود ويعشق البساطة ، ويترك سباق التطور لعلنا عندها نعشق الوطن اكثر .


لاسمح الله اذا ضرب الربيع بمخلبه ارض الوطن .......كيف سنجلب لاطفانا خبز محسن


المحامي
معن فرحان العموش
maenalfarhan@yahoo.com