و الله يا خالتي هالدنيا ما هي نافعة. إمبارح جارنا كان و هو ماشي تقول عنه جمل، و طب ساكت من الجلطة.
يا ويلي عليه و على شبابُه !
طلعوا بجنازته شوية موظفين من إللي كان مديرهم، و شوية جيران، مش كلهم، بقولوا كان شايف حالُه على جيرانُه و بيظلم الموظفين.
أخ يا هالدنيا شو غروره !
مسكت أحمد بعد العزا و حكيتلُــه: "و الله براو عليك يا خالتي، الله من فوق يُجبر خاطرك. مع إنه رحمة مديرك كان ظالمك و مورجيك نجوم الظهر، بس إنت رجال طيّب، معدنك كويس، و شلت العزا عظهرك. الموت ما حدا بيتشفى فيه يا خالتي”.
حكالي أحمد: " بالله عليك يا خالتي ما تجيبي سيرة الأموات إلا بالخير. خلص، الرجّـــال في دار الحق، و أنا من عندي مسامحه على كل ظلمُه إلي ليوم الدين”.
بنت أحمد، مقصوفة العمر، لسانها طوله شـبرين مش فــتـرين !، قويه مثل إمها.
قالتلي بعد ما راح أبوها: " و الله إذا أبوي مسامحُه، لا أنا و لا أمي مسامحينه يا خالتي.
كيف بدي أسامحُه و جاب لأبوي السكري من عمايلّه معاه، هاظا يا خالتي جمّــد أبوي من خمس سنين، مع إنُه أبوي متعلم و فهمان و كل الشغل عظهره، بس بدون فايده، و أخوي بدل ما يكمّل تعليمُه، راح يشتغل عامل بلاط، معــناش يا خالتي ندرسُه، و الموظف إللي دخل مع أبوي تخرج إبنه مهندس، و عندهم مرسيدس، من الزيادات و الترقيات وحده ورا الثانية، و غير السفريات و لمياومات، و أبوي عمره ما طلع و لا مره، و إحنا بنستحي نطلع بسيارتنا مع إنها بالتقسيط.مهي الناس بتعمل الواحد مسخرة !
هظول يا خالتي المدرا إللي بيظلموا الناس لازم يجيبوا غيرهم، لأنه لقمتنا بيعطوها لغيرنا، و هُم مش مستحقينها، و بدل ما نطلع عوجه الأرظ بنزلونا لتحت. بنَزْلوا جيل بحالُه من ظلمهم. طيب يا خالتي لمين نشكي؟”.
قلت: " و الله يا مقصوفة العمر ما إنتِ قليله، يعني بدّك تحكيلي لازم يكون عندنا مسؤولين نرجعلهم إذا وقع ظلم في المؤسسات؟، و الله فكرتك مش بطّـاله بس إلمدير إللي مات شو إستفاد ؟