أمضينا سحابة يوم امس في رحاب جامعة اليرموك هذا الصرح العلمي الكبير الذي احتضن واحدة من الندوات المهمة التي تُعنى بالإعلام الرياضي ودوره الطليعي في الحد من العنف وتوجيه تصرفات الرياضيين نحو السلوك المثالي بعيدا عن ظواهر الشغب التي كثيرا ما ساهمت بإفساد أجواء المحبة والمنافسة الشريفة بين أبناء المجتمع الواحد ..عندما تنتقل تداعياتها من الملاعب الى المراكز الأمنية وأروقة المحاكم وهكذا ..!!
وعند الحديث عن ظاهرة الشغب فإن أول ما يتبادر الى الذهن تلك الأحداث والمشاهد الدموية التي كثيرا ما شاهدناها في ملاعب الغرب وادت الى سقوط قتلى وجرحى الى جانب التخريب وتدمير الممتلكات ..تلك الصور التي نحمد الله ان ملاعبنا وعلى تعدد ألوان الشغب الذي وقع فيها على قلته .. الا انها بقيت بعيدة عن كل ما يجعل من هذه الظاهرة مصدر قلق لأهل الرياضة او للمجتمع بكل مكوناته ..ورغم ذلك لا بد من تعاون الجميع للحد من بعض الحالات الفردية التي تبرز بين الحين والآخر وتعكر صفو منافساتنا الرياضية .
صحيح ان الإعلام الرياضي يلعب دورا مسئولا في الحد من شغب الملاعب مثلما يساهم بعض الأحيان في زيادة الاحتقان وتسخين الأجواء بتلك الأوصاف والمفردات المثيرة .. الا ان إعلامنا ارتقى الى قمة المسئولية بمساهمته بزيادة الوعي وتوجيه سلوك الجماهير والابتعاد عن كل ما من شأنه إخراج المنافسات الرياضية عن أهدافها السامية .
أحسنت كلية التربية الرياضية في جامعة اليرموك بتعاونها مع الزملاء من لجنة الشمال للاعلام الرياضي بالتصدي لتنظيم هذه الندوة بكل ما حملته عناوينها من مَعانٍ
مهمة الى جانب نجاح هذه الندوة بترسيخ القناعة في نفوس المسئولين لأهمية القيام بدور اكبر لجامعاتنا للحد من هذه الظاهرة . وكم كنا نود لو كان الحضور متناسبا مع أهمية الندوة لكي تكون الرسالة شاملة واكثر تأثيرا لدى جيل الشباب من طلبتنا .