د. موسى شتيوي يرد على عبدالهادي راجي المجالي

اخبار البلد

_عادة السيد رئيس تحرير جريدة الرأي الغراء
تحية طيبة وبعد،،
أرجو نشر الرد التالي على مقالة السيد عبد الهادي راجي المجالي المنشورة في صحيفتكم الغراء يوم 15/7/2012،
مع فائق التقدير والاحترام
بدايةً، أود أن أشكر الأخ عبد الهادي راجي المجالي على تنويهه بالمعلومات التي ذكرها د.فاخر دعاس في الندوة التلفزيونية، وأشار فيها إلى نتائج دراسة قال إنني أجريتها على طلبة الجامعات الأردنية. وللأسف فإنني لم أشاهد الندوة بسبب وجودي خارج البلاد، وأن التوضيح التالي مبني على المعلومات التي أوردها الأخ عبد الهادي في هذه الزاوية-:
أولاً: أن الأرقام التي ذكرها د. فاخر دعاس حول وجود 43% من طلبة الجامعات يُعرفوا أنفسهم «عشائرياً» قبل هويتهم الجامعية، ليست صحيحة ولا وجود لها في أي دراسة قمت بها حول هذا الموضوع، وإنني لم أقم بدراسة مسحية على طلبة الجامعات حول هذا الموضوع، بل إن دراسة العنف الجامعي كانت مبنية على الوثائق والملفات، ومن ثم لم تتعرض لهذا الموضوع.
ثانياً: لعل الدراسة التي أشار إليها د. فاخر دعاس هي دراسة الشباب التي أجريت على جميع شرائح الشباب وليس الشباب الجامعي التي أشارت إلى أن 15% تقريباً عرفوا أنفسهم أولاً عائلياً أو عشائرياً، وهذه النسبة لكافة مكونات المجتمع الأردني بخلفياته المتعددة والتي أشرنا وقتها إلى تنامي الهويات الفرعية و الجهوية على حساب الهوية الوطنية. وعليه، فإن الرقم الذي ذكر بالندوة ليس له وجود.
ثالثاً: أن الدراسة التي أشرت إليها أجريت لحساب وزارة التنمية الاجتماعية لغايات تطوير سياسات موجهة للشباب، وأن حق نشر الدراسة يعود إليها وليس لي كباحث، لأنها أجريت لغايات عمل الوزارة ولم تمنعني الوزارة من نشرها. لابل تم الإعلان عن نتائج الدراسة في مؤتمر صحفي، ونشرها بوسائل الإعلام المختلفة، وتأخر نشرها كان لأسباب لها علاقة بتغير الوزارات والبيروقراطية لا أكثر و لا أقل.
رابعاً: أما في ما يتعلق بالادعاء بأن الحكومة تحاصر الحريات الأكاديمية، وتتدخل في البحوث والدراسات، فهذا ادعاء ليس له أساس، على الأقل من خبرتي الأكاديمية: بحثاً وتدريساً والممتدة لأكثر من عشرين عاماً لم يحدث خلالها أي تدخل لا من قريب و لا من بعيد بنشاطي الأكاديمي سواء من جانب الحكومة أو إدارة الجامعة التي أعمل بها. وأود أن أعبّر عن اعتزازي وفخري بالحرية الأكاديمية التي تتمتع بها الجامعات الأردنية، ولكن الحرية الأكاديمية والبحثية تعني أيضاً الموضوعية، والدقة العلمية، والمسؤولية الاجتماعية، وهذه أعراف وتقاليد معمول بها بكل الجامعات العالمية.
أخيراً، أكرر شكري للأخ عبد الهادي راجي المجالي على الإشارة لهذا الموضوع، وأتمنى على مستخدمي نتائج الدراسات توخي الدقة والحذر في استخدامها حتى لا يساء تفسيرها من دون قصد.
مدير مركز الدراسات الاستراتيجية