شغب الصغار !

مؤسف هذا الذي يحدث في ملاعب كرة اليد من شغب بات وكأنه لازمة لا تستقيم معها اللقاءات الرسمية دون حدوثها .. ومؤسف اكثر عندما يتعلق الأمر بلاعبين صغار لم يتشربوا بعد فنون اللعبة ويكتسبوا الخبرة لتبدأ مسيرتهم بالشجار والتعدي على حرمة المكان وإفساد أجواء اللقاءات التي يفترض أنها حميمة هدفها الرئيس اكتشاف المواهب وبناء قاعدة قوية للعبة التي لم تشهد بالأصل أي تقدم على الصعيد الفني منذ سنوات !

ما حدث بعد مباراة عمان والكتة في نهائي دوري الأشبال لكرة اليد حدث مثله مرات عديدة خصوصا في لقاءات الكبار وآخرها مباراة الأهلي والسلط التي ما زالت تداعياتها تتفاعل بدليل قرار الاتحاد بإقامة لقاءات الفريقين من دون جمهور .. لكن ما يثير في النفس الحزن والكثير من الشجن ان نرى مشاهد الشغب من لاعبين صغار لم يدخلوا معترك الحياة ولم تفسدهم بعد تصرفات ونزق الكبار حدًا يجعلهم يدخلون الموجة وينطلقون من دون رادع يعتدون ويمارسون ابشع التصرفات بمساندة غير كريمة من جمهورهم الذي تحوّل بعضهم إلى فتوات عندما نزلوا ارض الصالة وشاركوا بالشغب وكم كان المنظر مؤلما عند رؤية احدهم وقد اقتلع مقاعد اللاعبين وتوجّه بها نحو لاعبي الفريق المنافس ان لم نقل الخصم بهدف الإيذاء باعتبار ان الخسارة عند بعضهم مرفوضة تماما .. الفوز وإلا ...!!

نشفق هنا على اتحاد اللعبة الذي نطالبه دوما بالحزم والتشدد بالعقوبات ، فهو ما ان يخرج من مشكلة حتى يقع في مصيبة يفتعلها اللاعبون خصوصا في لقاءات الحسم النهائية .. فهل عليه ان يغلق أبوابه وينفذ بطولاته وفق سياسة الباب المغلق؟ أي بغياب الجمهور أم ان الحزم والتشدد في العقوبات بحق الأندية واللاعبين يردع البعض عن ممارسة هذا النزق غير المبرر..؟

نعتقد بان تغليظ العقوبات من شأنه ان يحقق الكثير من الأهداف التي نسعى إليها جميعا ..لكن، ماذا عن الأندية التي غاب دورها التربوي وبات هدفها خلق جيل يؤمن بالإنجاز قبل التفكير بقيم الرياضة ومفاهيم الروح الرياضية العالية و تحقيق البطولات خصوصا عندما نتحدث عن صغار فعلوا كل هذا أمام اعين الناس قبل امس ..!!! .