الخصاونه وعبيدات والتجارة السياسية
اخبار البلد_د. مولود رقيبات
التصريحات الصادرة عن صاحبي
الدولة الدكتور عون الخصاونه واحمد عبيدات في نادي كفرسوم بلواء بني كنانة
يوم الخميس الماضي تثير العجب والاستغراب لانها في مضامينها خالفت وتخالف
واقع الرجلين سواء اختلفنا معهما او اتفقنا الا ان التاريخ السياسي لهما
يشير بما لا يدع مجالا للشك انهما غير ذلك.ولكن لا غرابة اذا عرفنا ان هناك
نماذج من المسؤولين اصبحت معروفة ومألوفة لدى السياسيين الاردنيين وعامة
الشعب وهم اولئك الذين بعد ان يتركوا الوظيفة العامة نجدهم يمارسون النقد
لسياسات الحكومة التي خرجوا للتو من كرسيها ويطالبون بالاصلاح والقوانين
الانتخابية الاكثر ديمقراطية ويقفون مدافعين عن حقوق المواطن وحرياته
وكرامته ويظهرون على الناس في ثياب الواعظين يقدمون النصح والمشورة للحكومة
ويتهمونها بالتيه وان برامجهم هي بوصلة الانقاذ الوطني القادرة على تدبير
الازمات ووضع الحلول، في حين يتذكرهم الاردنيون من البوادي والمدن والارياف
عندما كانوا (فوق) وزراء او رؤوساء حكومات وكانت القرارات بايديهم وكانوا
يتهمون المواطن دوما بالتقصير وانه سبب الازمات وصادروا حرياته وسلبوه ادنى
حقوقه، ويأتون اليوم بمظهر المصلحين يخاطبون الناس متوهمين انهم مقنعون او
هناك من يستمع اليهم، معتقدين انهم ما زالوا (فوق) يأمرون فيستجاب لهم،
يتحدثون فيستمع لهم الناس،ونسوا او تناسوا ان زمنهم ولى بلا عوده وذاكرة
الاردنيين قوية وتعرف عنهم كل شيء.
او
لم يكن لدولة الدكتور الخصاونه في القريب البعيد من الزمن مواقف واجه فيها
الحراك باملاءات لم يقبل بها الشارع والاحزاب والقوى السياسية الاردنية،
والاردنيون لا ينسون حقيقة ادواركم بالرغم من محاولاتكم الطلب منا النسيان
واغماض العيون واغلاق الآذان على قراراتكم والتصريحات التي كان لها الوقع
السلبي على الحراك والسياسيين.هل نسيت دولتك موقفك من المتقاعدين العسكريين
والمعلمين في مطالبهم المشروعة؟ هل نسيت دفاعك تحت قبة البرلمان عن جارك
وصديقك وليد الكردي ؟وهل نسيت دورك في تهجين كل لجان التحقيق التي برأت
الفاسدين والمفسدين ؟ هل لنا ان نعرف ما هو مصير الباخرة سوار؟واين انتهى
مشروع الباص السريع ؟ هل لنا معرفة مصير الانتخابات البلدية ودورك في
تأجيلها؟ هل تسمح لنا بالتذكير باللجنة الوطنية للانتخابات التي عملت وانت
رئيس للوزراء على اجهاضها بوضع قانون للانتخاب تطالب اليوم فيه من كفرسوم؟
هل نسيت دولتك طلبك بارسال عناصر من الاجهزة الامنية ليحلوا بدل موظفي
الضمان المعتصمين مطالبين بحقوقهم؟انسيت ان قانون الانتخاب الذي توجه له
النقد اليوم هو نسخة معدلة للقانون الذي تقدمت به حكومتكم؟ هل نسيت دولتك
وجبات التعيينات في زمن حكومتكم ومنها مستشارون ومديرون واعيان وسفراء
واخرون وجميعهم على نفس الوتيرة والطريقة التي سبقت عهدكم ذلك العهد الذي
تنتقد اليوم حتى الوزراء فكان للقرابة والصداقة والنسب دور في تبوءهم هذه
المواقع ؟وهناك الكثير من (هل) والتي لا يتسع المجال لعدها وتعدادها واكتفي
بالعودة الى الرسالة الملكية السامية التي تضمنت قبول الاستقالة والتوصيف
لمسيرة حكومتكم فهي خير شاهد على عجزكم في تحمل المسؤوليات الوطنية.
اما
الاستاذ الجليل صاحب الخلق الرفيع دولة احمد عبيدات فلست مجحفا بالقول ان
اسمك ما زال في ذاكرة الاردنيين الشباب والذين اصبحوا اليوم شيوخا ومنهم
خريجو الجامعات والمعاهد العراقية والسوفياتية والدول الاشتراكية الذين
علقت باذهانهم تلك الفترة العصيبة عندما كنا طلاب علم وكلنا من الفقراء
والمعوزين ولم نجد ضالتنا الا في هذه الدول بعد ان اغلقت بوجوهنا ابواب
امريكا وانجلترا وفرنسا وغيرها من تلك الدول التي اقتصر فيها التعليم على
ابنائكم ومن هم على شاكلتكم ممن هم (فوق) لا زلنا نتذكر رفاقا لنا حرموا من
التعليم بسبب سياساتكم الامنية الجائرة ومنهم من قضى شهورا وسنين في
انفراديات الدائرة والسجون لسبب بسيط «طالب في روسيا او العراق، شيوعي او
بعثي، مئات الامهات كن يراجعن بحثا عن فلذات اكبادهن من اصحاب الراي الذي
تدافعون اليوم عنه، من الباحثين عن الحرية التي تطالبون اليوم بتحقيقها
الساعين الى الحياة الديمقراطية والتخلص من الفردية التي تنتقدون الحكومة
اليوم بتقصيرها وتباطؤها في تحقيقها.تطالبون بالاصلاح ونسيتم او تناسيتم
انكم بسياساتكم انتم اسستم لهذا الواقع السياسي المتردي لان الشعب تربى على
الخوف من السياسة فكيف اصبحتم اليوم من دعاة الاصلاح والحريات والتحزب
وانت من حاربت الحزبيين ورميت بهم في الزنازين والسجون؟ كيف تطالب اليوم
بالاصلاح وعملت في كل المواقع التي تبواءت على تكميم الافواه والحفاظ على
النمط السائد من الفردية والسلطوية ومارست الدور جنرالا امنيا يحارب
الافكار التي كانت حسب قاموسكم هدامة وتخريبية؟ الا يكفينا اصحاب الدولة
ومعكم المعالي والعطوفة من فريقكم ضحك على اللحى فالشعب الاردني سئم الكلام
والتنظير واختط طريقا واحدا لا بديل عنه، اختار طريق الاصلاح الذي يقوده
جلالة الملك عبدالله الثاني ومن ورائه الاردنيون بكل اطيافهم ومنابتهم
لانهم ما عادوا يؤمنون بالاقوال ولا بالخطابات من على المنابر واتقوا الله
وكفى متاجرة بالسياسة ايها الكبار.