إلى صاحب المقام السامي من جنود الاقتصاد الوطني

ملفات على مكتب عطوفة مدير عام دائرة ضريبة الدخل والمبيعات

(الحلقة الرابعة )


سيدي صاحب الجلالة :نحن جنودك من رجالات الاقتصاد الوطني موظفوا دائرة ضريبة الدخل والمبيعات , نخوض مئات المعارك بشكل يومي من اجل رفد الخزينة بالمال العام لتعيدها الحكومة سلعا عامة إلى المواطنين , بقلة الإمكانات وبدون أي دعم لوجستي , كمن يذهب إلى المعركة اعزلا بدون أي سلاح , وهذا ما تشهد عليه كل الجهات المانحة والداعمة , حيث أن كلفة تحصيل الدينار للخزينة قد سجلت أدنى الحدود مقارنة بجميع دول العالم عبر تاريخ الدائرة العريق , وبالرغم من أن هذا ليس بالضرورة مؤشرا يعكس كفاءة التحصيل , إلا انه يمكننا الخروج بقاعدة اقتصادية عامة مفادها أن أي زيادة على كلفة تحصيل الدينار تزيد بالضرورة من حجم الإيرادات المستهدفة وذلك واضح من خلال السيرة التاريخية للدائرة فعلى سبيل المثال: تقوم الدائرة بتنفيذ حملة إعلامية هي الأولى من نوعها في تاريخ الدائرة , بهدف تعريف المكلف أين تذهب أموال دافعي الضرائب, ويمكن للمطلع أن يلمس من خلالها أنها قد ساهمت في تحسين مستوى الوعي الضريبي لدى المكلفين وتفعيل الاستجابة الطوعية, وهذا بدوره قد أنتج نوعا من التقدير لموظفي الدائرة على دورهم الوطني , حيث شعر المواطن من خلالها أن الأموال التي يدفعها للخزينة تذهب لبناء المدارس والجامعات والمستشفيات العامة وما يتبعها من نفقات وتجهيزات ناهيك عن الأمن والدفاع والرواتب وتمويل الخدمات العامة, علما بان مخصصات هذه الحملة الإعلامية قد خطط لها أن تكون بمبلغ أربعة ملايين دينار, وليست على نفقة الخزينة, وان ثمار تلك النفقة ستعود على الوطن بأضعاف ما تم إنفاقه, ومن هذا المنطلق يا سيدي : فان أية زيادة في نفقات هذه الدائرة سينعكس إيجابا على الخزينة والوطن في الأجل القريب والبعيد . سيما وأنها تنفرد عن غيرها من مؤسسات الدولة بوجود نظام لتقييم عمل موظفيها بموجب تقارير انجاز أسبوعية وشهرية, وان تحقيق زيادة في مستوى الرضاء الوظيفي لهم سينعكس إيجابا على معدلات الانجاز.
وعليه فإننا نرفع إليكم يا سيدي شكوانا وضعف حالنا مما وقع علينا من ظلم السنين وجور من عدو وصديق , فبسبب طبيعة وظيفتنا يا مولاي بات الكل يكرهنا لأننا نأخذ حق الخزينة والمال العام ممن وجب عليهم , وتعلمون بان المال أغلى من الروح أو يعادلها , وبسبب تلك العلاقة بيننا وبين دافعي الضرائب طوعا أو كرها , لا نلقى من ذلك سوى التشويه واغتيال الشخصيات وحتى الطعن في شرف الموظفين , فأصبح الواحد منا إذا ارتدى قميصا جديدا نظر الناس إليه بعين الريبة والشك وهذا ناتج عن ضعف الحوافز المالية التي نتقاضاها , وبسبب تلك العلاقة الجدلية المبنية على اختلاف وجهات النظر وأحيانا الصراع بيننا وبين جمهور المكلفين , لا ولم نجد من ينظر إلينا ولا من يفهم دورنا والعبء الوطني الذي يقع على كاهلنا موظفين وإدارة ..
وهاهم أبناؤك من رجالات الاقتصاد الوطني ينفذون اعتصاما دفاعا عن شرفهم وسمعتهم و يودون تقديرا للدور الوطني الذي يقومون به , فلولاهم لا عين ساهرة على امن ولا مريض , ولا طرق معبدة ولا مؤسسات مشيدة ولا مدارس مجهزة ؟؟ ولا جامعات معددة ؟الخ الخ
وإذ نرفع إلى مقامكم السامي مظلمتنا هذه إيمانا منا ويقينا بأنكم المرجعية الأخيرة التي تهتم بالوطن والمواطن ولا تقبلون الضيم لأحد , فمعظم مجالس الوزراء تأتي وتذهب كمن يدير شركة خاصة ولا يهمه منها سوى تحقيق أجندات ومنافع شخصية والمحافظة على الكرسي اكبر فترة ممكنة , وترحّل الأزمات والمشاكل إلى من يليهم , فيا سيدي من السهولة على كل مواطن أن يميز المسئول الذي يعمل بانتماء وطني وهم للأسف قلة قليلة ؟؟؟ وتبدأ الحكاية يا مولاي مع صدور القانون المؤقت رقم 28 لسنة 2009 المعمول به حاليا والقاضي بأحكامه على إنشاء نظام مالي خاص بموظفي دائرة ضريبة الدخل والضريبة العامة على المبيعات بإجهاضه عن طريق الإدارة السابقة لأكثر من سنه ونصف ؟باستخدام كافة أساليب التسويف والمماطلة المختلفة , إلى أن تم إقرار نظام الهيكلة الجديد المجحف بحق الموظفين, وبالرغم من اجحافة تم تطبيقه بطريقة غير عادلة وانتقائية ,مما دفع الإدارة الجديدة للدائرة إلى إنصاف الأكثرية ممن تقدموا بالاعتراض على المسميات الوظيفية , ومع ذلك يبقى نظام الهيكلة غير عادلا مقارنة بدور الدائرة الوطني مع دوائر أخرى حصدت مميزات تفوق ما حصلت علية دائرتنا ؟؟ ويزداد هذا العبء بمرور السنين , وكل تلك العوامل مجتمعة خلقت بذور الحراك الوظيفي بين صفوف الموظفين وأدخلت الربيع العربي إلى دائرة هامة وحساسة ترفد الخزينة بما يزيد عن 70% من الإيرادات المستهدفة في هذا الوقت العصيب الذي تمر به المملكة , فالمطالب عادلة إذا ما قورنت دائرة بأهميتها النسبية وبحجم الإيرادات التي تحصلها مع دوائر أخرى تقل أهميتها عن دائرة ضريبة الدخل والمبيعات بالرغم من أن توقيت الاعتصام والحراك قد يكون غير مناسب ؟؟؟ بسبب الظروف التي تمر فيها الدولة والخزينة إلا أن جنودك من رجالات الاقتصاد الوطني يعاهدونكم على تحمل المسئولية والحفاظ على مقدرات الوطن وتعزيزها ويطمحون بتدخلكم لإنصافهم , ودمتم أبا وأخا وصمام أمان لتحقيق العدل وإنصاف المظلومين  
أبناؤك موظفي دائرة ضريبة الدخل والمبيعات