عن الحمام


زمان كان يتم بناء الحمام خارج المنزل ، تقريبا يكون بحاجة إلى تكسي للوصول إليه ، وأحيانا ولكون الطريق طويلة وبسبب أن حموده "مزنوق" كثيرا لا يكون هناك داعي لمتابعة الطريق للحمام .


هنا تعلم الأم بأن حموده أصبح بحاجة إلى حمام ، وهذه قصة ثانية ، فبعد مطاردات طويلة ونصب كمائن والاستعانة بالجيران وعابري السبيل ، يتم القبض على حموده ، وسوقه مغفورا للحمام .


يبدأ الحمام بأشعال "البريموس" ، وتحضير " اللقن " ، وطوال هذه الفترة يكون حموده عاريا ، وفي حالة أن كان الجو باردا ، فإن حموده يلعن اليوم الذي اخترعوا فيه الحمام .


طبعا طريق الجاكوزي والبانيو والشامبو لم يكن بعد مرسوما على الخارطة ، كل المسالة تكمن في "لقن" وحجر صوان – لزوم الفرك – وصابونة " نعام " .


تبدأ الأم بغسل الرأس والوجه بالصابونة ، ولكون الصابون يسبب حرارة في العيون ، فإن حموده يعمد إلى إغلاق عيونه ، المصيبة تكمن عندما تصب الأم الماء على جسم حموده ، وتنسى تبريده ، هنا ومع حرارة الماء الساخن يفتح حموده عيونه لا إراديا ، فيدخل الصابون فيهم ويشعر بالحرقة ، ويبدأ بالبكاء واللعن والشتم على اليوم اللي صنعوا فيه الصابون .


يكبر حموده وقد نشأت لديه عقده إسمها " الحمام " وكره لشيء إسمه النظافة .

لكنه كره فقط للنظافة البدنية ، أما نظافة اليد والذمة فهما بحكم مجالسة الرجال وبحكم التربية وومفهوم العار نظيفين وبحال الوكالة .


هذا هو الفرق بين البسطاء وبين الفاسدين ولصوص الوطن ؟


عقدة البسطاء النظافة البدنية ... وعقدة لصوص الوطن ... نظافة اليد والذمة .


التي لا ينفع معها لا الصانسيلك ولا البانتين ، حتى كل أنواع الجاكوزي وحمامات الخمس نجوم لن تنفع أيضا ، ستبقيهم بالفعل ..... " قذرين " .


المحامي خلدون محمد الرواشدة

Khaldon00f@yahoo.com