من يزور العقبة ويلقي نظرة فاحصة يستطيع القول ان «الاقتصادية الخاصة» قصة نجاح وانها تستحق المزيد من الدعم والاهتمام، اذ تستطيع ان تساهم بقوة في تحسين دورة الاقتصاد الاردني، وخلال عقدين قادمين لدى العقبة مكامن قوة تؤهلها لان تصبح مركزا اقليميا تجاريا وسياحيا وخدميا متميزا، ومكاتب وفروع لكبريات الشركات العربية والعالمية، وهذا التصور بدأت ملامحه تتضح من خلال السياحة القادمة، والمشاريع الريادية التي تنفذ بشكل سلس بالرغم من الازمة المالية العالمية وانعكاسات «الربيع العربي» الذي يجتاح عواصم دول المنطقة دون هوادة، وهذا يؤكد اهمية الاستقرار السياسي والامني في تمكين البلاد من تجاوز الارهاصات الداخلية وهي مفهومة والتحديات المحيطة التي استطاع الاردن منذ تأسيس الدولة التعامل معها بكفاءة وعلى قاعدة حماية الوطن والمواطنين.
في العقبة يبلغ الاشغال الفندقي بمعدل 100% وان الحصول على غرفة فندقية امر صعب، وهذا يشير الى ان الاردن يقف في مقدمة دول الاقليم المرغوب السفر اليه لقضاء الاجازة بارتياح ويسر واطمئنان، وفي عمان يزيد الاشغال الفندقي عن 90% وهي من اعلى النسب لنفس الاسباب، وهذا مؤشر يدعونا جميعا الى التفكير مليا بان الاردن قادر على النهوض من كبوته الاقتصادية والمالية، وان السير بالاصلاح يتم من خلال العمل والمطالبات المشروعة بعيدا عن الاضرار بالمسيرة والممتلكات، فالاردن الذي استطاع مبكرا طرح الاصلاح الشامل بعزيمة وحرص ملكي، يقف اليوم محل تحريض وحقد الحاقدين، وان المسؤولية الوطنية تدعو الجميع التنبه لهذه المواقف سواء تم تسويقها بأنها في مصلحة المواطنين او الديمقراطية المنشودة او غير ذلك من المقولات التي لاتسمن ولا تغني.
وبالعودة الى العقبة الاقتصادية الخاصة فقد شهدت خلال السنوات الماضية بناء عدد من الفنادق الانيقة والجميلة، وان هناك مشاريع اخرى ضمن خطط متوسطة اي مع انتهاء ثلاث سنوات ستتم اضافة نحو الفي غرفة فندقية مصنفة، الا ان المنطقة الاقتصادية تحتاج لضعفي عدد الغرف الفندقية الراهنة لزيادة القيمة المضافة للسياحة القادمة الى العقبة ووادي رم ووادي موسى والبتراء، مع اضافة المزيد من الخدمات والمرافق السياحية، ومن المتوقع ان تتغير ملامح العقبة التي بدأت تتضح بشكل اجمل وابهى، واكثر نضجا وقناعة لزوار المنطقة وتنامي قدرتها على استقطاب المزيد من الاستثمارات الجديدة في قطاعات مختلفة.
قبل عقد من الزمن كان الحديث عن العقبة الاقتصادية الخاصة بمثابة حلم يمتزج مع الخيال، واذكر في حينه خلال تجولنا في الاسواق التجارية للعقبة كان التجار يتحدثون بصورة مختلفة، اما هذه الايام ومع هذا التنوع التجاري والمولات والماركات التجارية العالمية الحديث اكثر تفاؤلا وقناعة، وبالرغم من هذا الانجاز الا ان المراقبين يتطلعون لدور انشط لسلطة العقبة التي تظهر تباطؤ غير مبرر وغير مفهوم لا سيما في ظل ظروف تحتاج لشحذ الهمم وتسريع وتيرة العمل وتقديم التسهيلات والحوافز للمستثمرين المحليين وغير الاردنيين، وهذا ما نتوخاه.