CNN:جرائم الشرف لا تزال كابوسا للنساء في الأردن
اخبار البلد_ تبدو
العاصمة الأردنية عمّان جميلة وحديثة، لكن هناك وجها آخرا للمملكة عند
التوغل في الصحراء نحو العراق وسوريا، حيث تسود البداوة، وتعاني النساء
هناك من مخاوف عدة، بخاصة فيما يتعلق بالحقوق.
إحدى
السيدات، اللاتي قابلناهن، تخشى كشف وجهها أمام الكاميرا، فهي هاربة من
أسرتها، بعد أن أهدروا دمها. فمنذ تسع سنوات، هربت من سوء معاملة والدها،
وتزوجت الرجل الذي أحبته بعد رفض والدها زواجها منه.
عانت
هذه السيدة طوال حياتها، وفقاً لما قالته لنا، من اختلاف أسلوب تفكير
الجيل القديم، علاوة على قولها بأن حياة الفتاة مهددة بالقتل إن غادرت
البلدة بمفردها، مشيرة إلى مقتل عشر نساء العام الماضي فقط، في قضايا توصف
'بجرائم الشرف.'
ولذلك،
توجهنا إلى شمالي الأردن، لمعرفة سبب ارتباط القبائل بمثل هذه العادات
والتقاليد، التي تصل إلى حد القتل في بعض الأحيان، رغم أننا في القرن
الحادي والعشرين.
وفي محافظة المفرق، نجد أن البدو يمنحون النساء مساحة قليلة للتكلم بحرية.
سألنا لهيب بني صخر عن مبدأ الشرف، فأجابت بالقول: 'الشرف بالنسبة لنا، هو حين تكون الفتاة غير عذراء يوم زواجها.'
وتعيش لهيب في عمّان، لكنها هنا تزور أحد الأقارب خارج العاصمة، وبالتالي عليها ارتداء ملابس محتشمة.
تقول لهيب: 'للرجال هنا السلطة الأقوى، وهم يتحملون مسؤولية صون وحماية المرأة، وإن حدث أي خطأ فالرجل هو المسؤول.'
أما
عايدة سليم البالغة من العمر 53 عاما، فقد أنشأت قبل عقدين من الزمن،
مركزا لتعليم النساء بعض المهارات التي تمكنهن من الاستقلال المادي
والإنفاق على أنفسهن.
تقول عايدة: 'التعليم هو الوسيلة التي تمكن المرأة من تحقيق طموحها.'
ابنة
عايدة، ميس، البالغة من العمر 32 عاماً، فتعمل مهندسة وهي غير متزوجة،
وتعيش بالمنزل مع والدتها، وتشعر بالإحباط، إذ أن شقيقها يمنعها من السفر
بمفردها وبدون رجل بصحبتها.
ولكن لهيب ترى أن التقاليد لا تشكل عقابا، إذ تقول: 'هناك قواعد للمكان، ولكن مخالفة القواعد لا يعني القتل كما يحدث بالبلاد.
لم
تكن الحياة سهلة بالنسبة للعديد من النساء ممن تمكن من كسر هذه القواعد،
فالفتاة التي رفضت كشف وجهها، قالت إن الحرية هي التي تجعل للحياة قيمة
لنعيشها، إلا أنها مهددة دائماً وتخشى أن يكتشف والدها أمرها ويقتلها.(CNN)