عضو بالكونغرس : أمريكا اشترت الرئيس محمد مرسي بـ 50 مليون دولار..

اخبار البلد_ أشارت صحيفة الـ”واشنطن تايمز” إلى أنه في الوقت الذي انتهت فيه مراسم تنصيب محمد مرسي رئيساً منتخباً لمصر، فجّر عضو الكونجرس الأمريكي فرانك وولف قنبلة من العيار الثقيل حيث تقدم بمذكرة قانونية للكونغرس الأمريكي يطالب فيها بالتحقيق مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في المستندات المنسوبة إليهما من جهات أمنية أمريكية تفيد بدعمهما لجماعة الإخوان المسلمين بنحو 50 مليون دولار في الانتخابات الرئاسية المصرية في جولة الإعادة لصالح الدكتور محمد مرسي مرشح حزب "الحرية والعدالة”، وقال وولف الذي يعتبر واحداً من أشهر أعضاء الكونغرس عن ولاية فرجينيا إنه يمتلك الأدلة والمستندات التي تكشف كيف تلاعب أوباما وكلينتون بأموال الشعب الأمريكي لتصعيد مرشح جماعة الإخوان في مصر، وأكد أنه سيقوم بعمل حملات إعلانية في كبرى الصحف العالمية لفضح مخطط أوباما وهيلاري كلينتون.. مشيراً إلى أن البيت الأبيض قرّر التضحية بمصالح الشعب الأمريكي مقابل إقامة جسور من العلاقات مع الجماعة الإسلامية في مصر، وندد وولف بممارسات البيت الأبيض التي تسعى إلى خلق مناخ من الفوضى في الشرق الأوسط.. مشيراً إلى أن مساندة جماعة الإخوان المسلمين جاءت لنشر مسلسل من الفوضى في مصر ولزيادة الضغط على الأقباط والأقليات غير المسلمة في مصر.

وقال وولف الذي يتابع ملف الأقباط في مصر منذ سنوات إنه لن يصمت ولن يتراجع عن محاكمة أوباما ووزيرة خارجيته، مؤكداً أن أمريكا ستدفع الثمن غالياً في حالة تصعيد جماعات العنف بأموال الشعب الأمريكي حسب تعبيره. وقال وولف: إن أمريكا وافقت على مساندة جماعة الإخوان بعد تعهدات شاملة من تلك الجماعة بالحفاظ على المعاهدات الدولية خاصة اتفاقية كامب ديفيد!!.

ومازالت القنبلة التي فجرها وولف يتردد صداها في كل ولايات أمريكا، لكن لا توجد تحقيقات بشأنها كما أنه لم تتم مساءلة وولف حول المستندات التي يمتلكها وحول حقيقة الأموال التي قام البيت الأبيض بدفعها لصالح مرشح الإخوان، وتزامنت تصريحات فرانك وولف مع العديد من الزيارات التي قام بها أعضاء في حزب "الحرية والعدالة” إلى الولايات المتحدة، وكذلك التصريحات التي أدلى بها مجموعة من قيادات الجماعة وعلى رأسهم خيرت الشاطر الذي أدلى بتصريح غاية في الخطورة في شهر أبريل الماضي لصحيفة "الواشنطن تايمز” حيث قال إن الجماعة ملتزمة تماماً بالاتفاقيات الدولية وإن حماية أمن إسرائيل جزء من تلك الالتزامات، هذا وقد قام وفد من "الحرية والعدالة” أيضاً بزيارة أمريكا قبل إجراء الانتخابات الرئاسية والتقى مع عدد من المسؤولين الكبار في البيت الأبيض، ونشرت "الواشنطن تايمز” تقريراً في صدر صفحتها الأولى قالت فيه إن جماعة الإخوان المسلمين يسعون لتحالف مع الولايات المتحدة مقابل التزامهم الشامل بمعاهدة إسرائيل وحماية أمن تل أبيب مقابل الدعم الأمريكي ووصول مرشحهم إلى الحكم!!.

وكان الوفد الذي قام بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية قد ضم عبدالموجود الدرديري مع ثلاثة من نواب الإخوان المسلمين وكانت الزيارة لواشنطن تهدف إلى تحسين صورة جماعة الإخوان في الغرب. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن ممثلي "الحرية والعدالة” اجتمعوا مع مسؤولين من المستوى المتوسط من مجلس الأمن القومي، وإن هذا يعدّ انعكاساً لسياسة جديدة في مصر، ودوراً بارزاً للمجموعة اللاعبة بشكل رئيسي الآن في القاهرة، وقال كارني إن مسؤولين بالمخابرات التقوا وفد "الحرية والعدالة” لكنه لم يكشف عن تفاصيل تخص هذا اللقاء.

وقال الدرديري في تصريحات للصحف الأمريكية: إن جماعة الإخوان المسلمين تلتزم بوضع اتفاقات كامب ديفيد وإنها ترفض إجراء أي تعديلات عليها أو طرحها للاستفتاء كما يشاع!!.

وعلى الرغم من أن الرئيس مرسي أكد في أول خطاب له عقب إعلان النتائج الرسمية أنه ملتزم باتفاقيات مصر الدولية، وهو ما يؤكد أن التفاهم بين البيت الأبيض والجماعة تم قبل إعلان النتائج، فإن تصريحات فرانك وولف التي هزت البيت الأبيض مازالت مجرد تصريحات لم يتم التحقيق في المعلومات الواردة بها، ولاشك أن كثيراً من أوراق اللعبة الانتخابية وما جرى في الكواليس قبيل إعلان النتائج الرسمية مازال مجهولاً وغير معروف، وإن كانت بعض التصريحات والتقارير المنشورة بالصحف الغربية تكشف جانباً من بعض تفاصيل تلك اللعبة.

لقد أدى مرسي اليمين الدستورية وتم الانتقال السلمي للسلطة في أجواء شهد العالم بأنها غير مسبوقة، ولكن سيظل السؤال حول مستقبل مصر في علاقاتها مع أمريكا قيد البحث كما سيظل السؤال حول ما جرى في الكواليس محل جدل لن يتوقف في الوقت الحالي، فماذا حدث؟!.. ولماذا تخرج تلك التصريحات في هذا التوقيت؟!..

البعض يرى أن البيت الأبيض كان يفضل "شفيق” باعتباره ورقة مبارك القوية وباعتباره الرجل الأقرب إلى واشنطن والذي لن يمانع في أي إجراءات قد تتخذها واشنطن، ولكن الحقائق التي تتكشف حالياً تؤكد أن أمريكا هي الأخرى توقفت عن دعم رجال النظام السابق وبدأت تلعب بأوراق جديدة لتضمن ولاءهم للسياسات الأمريكية، ويعتقد البعض أن أمريكا لا يمكن أن تقيم علاقات مع جماعة الإخوان وأنها تقف منهم موقف العداء، ولكن العلاقة بين الإخوان والأمريكان ليست مفاجأة بالنسبة لمن يعرفون تاريخ الإخوان السياسي، فالتاريح شهد وقائع عديدة، فقد التقى مرشد عام الجماعة مأمون الهضيبي بمسؤولي السفارة الأمريكية في القاهرة وعقد معهم اجتماعاً استمر 3 ساعات وطلب منهم تصفية بعض عناصر الثورة خاصة جمال عبد الناصر، بل وطالب الهضيبي عبر ممثله الشخصي لدى الخارجية الأمريكية بتأييد الإخوان لمساعي التسوية مع إسرائيل من خلال اتصالات بزعماء اليهود في الخارج وفي إسرائيل، وتلك المعلومات كما أوردها الكاتب عبدالفتاح عساكر في مؤلفاته وهي عبارة عن الوثائق الأمريكية السرية التي تم الإفراج عنها عام 1984، وكان الباحث المصري الدكتور رضا أحمد شحاتة أستاذ العلاقات الدولية والسفير بوزارة الخارجية المصرية آنذاك قد جمع تلك المعلومات الموثقة من الوثائق الأمريكية وقارنها بعشرات الوثائق المكتوبة والمحفوظة في لندن وواشنطن وأصدر كتابه المهم "تطور واتجاهات الخارجية الأمريكية نحو مصر منذ الحرب العالمية الثانية وحتى انتهاء حرب السويس” المودع بدار الكتب تحت رقم 1784/1995 وأكد فيه الباحث أن اتصالات مندوب الهضيبي محمود مخلوف الذي تربطه علاقة مصاهرة بالهضيبي لم تتم مع السفارة الأمريكية بالقاهرة فقط بل مع إدارة الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية ليؤكد الفائدة من توثيق صلات الولايات المتحدة بالإخوان، وأكد الدكتور رضا شحاتة أن التقارير الأمريكية المرسلة من وإلى الخارجية الأمريكية كان مرفقاً معها تقارير بخط اليد لبعض الإخوان الذين كانوا على اتصال بالسفارة مع الهضيبي ومخلوف، ولاشك أن التطورات الأخيرة سوف تتضح أكثر في الفترة المقبلة!!.