مجزرة ترميسة واللاجيء الفلسطيني

مجزرة ترميسة واللاجيء الفلسطيني

أحمد هاشم أبوسل

إلى شيخ عشيرة أبوالسل وقائد كتيبة النووي غازي أبو السل والد الشهيد محمد

قبل نحو ثلاثة عقود من الزمن . كانت رواية الفيلسوف الفرنسي جان جاك ( مزرعة الحيوانات ) تدرس لطلبة التوجيهي ضمن منهاج اللغة الإنجليزية . والرواية تتحدث عن الثورة البلشفية والبطش الشيوعي والإستبداد الماركسي .
ألجهل والجبن صفتان متلازمتان , ما اجتمعتا هاتان الرذيلتان في شعب إلا وأهلكتاه وفي الرواية المذكورة فإن الشعب يتحول إلى مجموعة من الحيوانات يسوقها راعيها وهي عمياء .

عندما اعترضت الأكاديمية الفلسطينية كلثوم عودة نصر فاسيليفا وهي إبنة مدينة الناصرة ومن أرقى عائلاتها على مواقف الجزار ستالين المتذبذبة تجاه قضيتنا الفلسطينية العادلة كاد ذلك الدكتاتور شنقها لولا تدخل كبار المثقفين الروس والأكاديميين الذين أبلغوه أنه يجب عليه إحترامها فهي فلسطينية الأصل روسية الجنسية وهي التي قامت بإثراء المكتبة الروسية بالمراجع والمجلدات العربية وكذلك العكس أيضاً . فنجت من إعدامه .

أقر اليسار الفلسطيني بجهله في السياسة في أواخر ثمانينيات القرن الماضي , بعدما مضى على نضالات إبنة فلسطين البارة ألمسيحية كلثوم عودة طويلاً . ولم نجد منهم أحداً لا اليسار الفلسطيني ولا العربي دافع عنها . بل والتزموا الصمت إزاء إعتراف الإتحاد السوفييتي بالكيان الصهيوني ليفتتح باكورة الإعتراف الدولي بهذه الدولة المصطنعة إستعمارياً .

هذا اليسار بجهله , يقف الآن ضد شعبه ببقاياه الهزيلة فنجده يدافع عن نظام الدكتاتور بشار الستاليني في إبادته لشعبه وللاجئين الفلسطينيين في بلده كما يجري في مخيمي اليرموك وفلسطين في العاصمة دمشق .

لقد كشف الراحل والمفكر اليساري العربي الكبير هادي العلوي عن مسؤولية كافكا في قتل الشعب العربي الفلسطيني . وكان كافكا يمثل الأنموذج الأعلى للثقافة اليسارية , فحاربه اليساريون الجهلة .
وأنا إذ أعلن تضامني مع الشعب العربي السوري واللاجئين الفلسطينيين المقيمين على الثرى السوري الطهور فإنني لا أخشى ردة فعل اليسار الهالك لا محالة مثله مثل النظام السوري .. لا فرق .

وأدعوا الله العلي القدير أن يزيل عنا الجهل والجبن ونحن على أبواب الشهر الفضيل , وأن يتمم علينا نصره المبين وقد روعتنا مجزرة قرية الترميسة .