اخشى على الملك من اصدقائه من الببة

كلكم يعرف قصة الشاب الذي وجد جرو دب فرباه حتى كبر وألِفه الدب حتى كان لا يطيق فراقه وكان يرافقه في حله وترحاله. وفي احد الأيام خرج الشاب للنزهة, وبعد ان سار بين الحقول مدة من الوقت أدركه التعب, فقصد شجرة باسقة واضطجع تحتها وراح في نوم هانئ بعد ان أوكل أمر حراسته لصديقه الدب الوفي. في أثناء نوم الشاب حطت ذبابة على وجه الشاب الملائكي ولكن الدب كان لها بالمرصاد فقام وطردها , ولكنها عادت مرة أخرى وثالثة. وهنا فكر الدب بحل جذري لمشكلة الذبابة, فكر وقدر. فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر. قام الى صخرة كبيرة وحملها ووقف ينتظر الذبابة ليلقنها درسا قاسيا بل ليربي كل الذباب في الغابة بما سيفعله بها.في تلك اللحظة أفاق الشاب من غفوته ورأى الدب على هيأته تلك فصرخ به " ماذا تريد ان تفعل أيها المجنون؟ أشار الدب الى الذبابة, ضحك الشاب ضحكة كالبكاء. وقال له ارم ما بيدك بعيدا أيها الغبي. أنا اعرف كيف أتخلص من الذبابة. لابد أنكم لاحظتم تغييري للقصة لكي لا تصل الى نهايتها المأساوية. خاصة مع إسقاطها على الوضع الأردني. المشاكل التي تواجه الملك ليست أكثر من ذباب يمكن التخلص منها وتخليص الشعب منها بشيء من الحكمة والصدق والصبر.الدببة حول الملك لا يعرفون إلا العنف لمواجهة المشاكل. الشعب لا يرسل الذباب ليحط على وجه الملك من باب الفلسفة الزايدة والتنكيد عليه. بل تلك الذبابة ما هي إلا عينة من ألاف الذباب الذي ينكد عيشة الشعب. الشعب أرسل ذبابة واحدة ليذوق الملك طعم الحياة اليومية للشعب مخففا ألف مرة. يجب ان يعرف الملك ان الدببة لا تصلح لحماية الملوك.
عبدالله البركات