تواطؤ نووي أميركي إيراني
ليس هناك من لايدرك الاهوال التي تترتب على نشوب حرب نووية. فالمخاطرة بنشوب حرب نووية يعني أن الطرف المعني قد وصل إلى اليأس لمعالجة قضاياه المعلقة مع الاطراف الاخرى.
إن نشوب حروب جسيمة ومرعبة ينبغي أن يدفع إلى إتخاذ تدابير واقية ومباشرة. وقد أدرك العالم على حين غرة الخطر الداهم الذي يقف فوق قمته.
كان العالم حتى قبل سنوات قليلة ينتمي إلى ناد نووي قوامه خمس دول كبرى. وفجأة ومنذ سنوات إستطاع النادي النووي العالمي أن يضم قرابة تسع دول نووية. والسؤال المطروح إذا كانت الدول النووية الكبرى تحظر قيام دول نووية عدا عن الخمس المعروفة فماذا فعلت حينما إنضمت الهند وباكستان إلى هذا النادي؟ هل حصل ذلك التصنيع النووي في الدولتين المذكورتين فجأة أم ان هناك موافقة ضمنية من الدول الكبرى على هذا التصنيع؟ فلم يسمع أن ثارت ضجة عالمية على تلك الدول.
وحين اكدت كوريا الشمالية إنضمامها إلى هذا النادي لم تحصل تلك الضجة التي رافقت إتهام إيران بتصنيع السلاح النووي. ويذكر أن محاولات إتهام العراق وسوريا بالصناعة النووية والذي لم يثبت وجوده كان موجهاً تحديداً لدول هي هدف مباشر وحقيقي لإسرائيل. وكان ذلك مقصوداً لكن الدول الكبرى حين لاتتخذ إجراء عملياً ضد إتهام إيران يعني أحد اثنين إما أنها أي الدول الكبرى ليس لديها دليل على أن ايران تسعى لصنع السلاح النووي وإما أن هذه الدول متواطئة مع إيران لتحصل على السلاح النووي كمثيلتيها الباكستان والهند
ففي كلتا الحالتين ليس من مصلحة الدول
النووية منع إيران من تصنيع السلاح النووي لأن في التوازن النووي سلاما وأمنا غير منظورين. لكن إسرائيل لم ولن يكون من مصلحتها أن تكون إيران نووية لتبقى هى الوحيدة الشرق أوسطية مالكة هذا السلاح لكونها لاتثق بالدول الإسلامية . وقد يسأل سائل لكن باكستان دولة إسلامية فالجواب السريع أن باكستان لم ولن تخرج عن الطاعة الاميركية يوماً.
إن الصمت الهائج وأعني الحركات غير الجادة التي تقوم بها الدول النووية الغربية تجاه إيران لم ولن تكون جادة ولن تمنع إيران من صناعة نووية لأن إيران لم تكن بعيدة عن التوجه الغربي وهذا مايثير التساؤل ما الذي يجري بين أميركا وإيران حول صناعة السلاح النووي؟ ماذا يمكن أن تسمى الحركات البهلوانية الاميركية تجاه إيران غير التواطؤ وغير التفاهم الاميركي الروسي حول هذا التصنيع.
إن الذي يثير الشك والشبهة حول هذا التواطؤ هو أن تحريك إسرائيل هذا الموضوع بين الحين والحين هو الذي يحرك أميركا شكلياً ضد إيران. وماذا فعل الحصار ضد إيران؟ هل يمكن أن يمنع الحصار إيران من الاستمرار بالتصنيع النووي حيث لم يفعل حتى الأن.
والسؤال الان هل التواطؤ الاميركي مع إيران او الروس حول الصناعة النووية الايرانية ؟ إن التحليل العميق والتفكير الجاد حول هذا السؤال لن يخرج إلا بنتيجة واحدة وهي أن منع إيران من التصنيع النووي يعني إستمرار الاعتراف الاميركي والروسي بالدور الشرق اوسطي الهام لإيران في المنطقة، فإيران دولة هامة في الشرق الاوسط والاعتراف العالمي بهذا الدور هو تأكيد للسيادة الإيرانية وإستقلال قرارها والاعتراف بدورها بالعراق وسوريا وتأثيرها على الخليج هو إعتراف غير مباشر لأحقية إيران في تصنيع السلاح النووي أو إمتلاكه.
صحيح أن لإيران دورا خطيرا في المنطقة من حيث هيمنتها على العراق ودوره .
النووية منع إيران من تصنيع السلاح النووي لأن في التوازن النووي سلاما وأمنا غير منظورين. لكن إسرائيل لم ولن يكون من مصلحتها أن تكون إيران نووية لتبقى هى الوحيدة الشرق أوسطية مالكة هذا السلاح لكونها لاتثق بالدول الإسلامية . وقد يسأل سائل لكن باكستان دولة إسلامية فالجواب السريع أن باكستان لم ولن تخرج عن الطاعة الاميركية يوماً.