الحل خو


كان يقال فيما مضى ان خو مصنع الرجال وخو لمن لايعرفها هي منطقة صحراوية تقع شرق مدينة الزرقاء يوجد بها الكثير من مراكز التدريب العسكرية التي خرجت الاجيال, تلك الاجيال التي خاضت حروب ال 48في اللطرون وباب الواد وال67 والكرامة والكثير من الفزعات مع الجيوش العربية, خو التي تخرج منها ابطال الجيش الاردني الباسل والتي لم تستقبل حينها من يضع الجل او يلبس البنطلون الساحل او يقص قصة العفريت او السبايكي او من يتشبه بزميلته بالجامعة ويضع احمر الشفاة ويقلم حواجبة بقصة الجقل ويقصع في مشيته وكأنه يلبس تنورة ضيقة لا يستطيع معها ان يمشي مشية الرجال.

نعم الحل في خو مصنع الرجال بعد ان عجزت ماتسمى بوزارة التعليم العالي والتي لم يستطع من تولى منصبها حتى اليوم على ان يضع ضوابط لمخرجات التعليم فقد برع وزرائها بوضع قوانين عكست ضعفهم القيادي ولم يتجرا أي منهم على اتخاذ اية خطوة من شانها ان تضع حدا للعنف الجامعي الذي اصبح وبالا على الدولة الاردنية وكارثة حقيقية كادت ان تقترب من حرب العائلات وان تخرج من اسوار الجامعات الى القرى والمدن والمخيمات بفعل اؤلئك (الولدنه) الذين ذهبت من وجوههم معالم الرجولة والحياء.

اصبحت مشاجرات الجامعات ظاهرة يومية وكأنها مقرر دراسي لا ينجح الطالب فيه الا بعد ان يتجاوزه باربع او خمس (فشخات) او طعنة موس كباس او بحرق كليته او تكسير وتدمير المقعد الذي يستخدمه لتلقي العلم الذ ي نعول على من يتلقاه الكثير ونحلم بان يكون هؤلاء هم قادة المستقبل، واي مستقبل سيقوده اولئك المناضلين الأبطال.

لم نسمع بمشاجرات وقعت بكليات الطب او الهندسة او العلوم او علوم الحاسوب فجميعها تقع في الكليات الانسانية التي يقل معدل القبول فيها عن 70 بالمئة، فما السبب ياترى اليس هذا طالبا وذاك طالبا اليس الجو هو الجو والجامعة هي الجامعة والمدرس هو المدرس, اذا الاختلاف بنوعية الطالب وتحصيله العلمي وبيئته وتربيته البيتية ورقابة ولي امره له بعد قبوله في الجامعة.

قد يسأل احدهم وما علاقة خو بكل ذلك فاقول له ان وزارة التعليم العالي يجب ان تسن قانون يلزم الجامعات الحكومية والخاصة ان ترسل وعلى حسابها من يتم قبولهم ومن تكون معدلاتهم دون السبعين الى مصنع الرجال في خو لمدة فصل كامل حتى تكسر تلك النفوس العالية وتبعث فيها الثقة بالنفس بدل التعالي (والفشخرة) الفاضية وحتى تنقلهم من الدلع والغنج الى الرجولة وتحمل المسؤولية وتعلمهم كيف يلبسون الفوتيك الذي يتحول العرق فيه الى طبقة اسمنتية بفعل درجة الحرارة والغبرة التي يتشرف كل من يستنشقها بانه صار في عداد الرجال فلا جينز ولاجزرة ولا قصة الوطواط ولا ضربة جقل في خنادق الرجولة، نعم مكانهم هناك حتى يصبح اؤلئك الاطفال العابثين رجالا يتحملون المسؤولية, نعم فلنجهز لهم الكونتنتال وليكن في استقبالهم الوكيل فلاح والرقيب مدالله الذين لاتعرف جباههم السمراء الغالية سوى صناعة الرجال وكسر المنافس الحامضة.

هلال العجارمه
helalajarmeh@yahoo.com