السبب الحقيقي للمشاجرات العشائرية

جيل الشباب يعاني من ضياع بوصلة الولاء والانتماء الحقيقي، ويفتقد الركن الأقوى الذي ينبغي أن يستند إليه وعليه.

إذا لم يكن الجيل قد تربى على الولاء لله ورسوله والانتماء للدين العظيم، وأخلاق الشريعة الإسلامية السمحة، والانتصار للحق ونصرة المظلوم ولو على نفسه وعلى أخيه وابن عمه، فلا ننتظر حلاً لهذه المشكلة المتزايدة.

هل بات شبابنا لايدري لأي شيء ينتمي!!... في الصباح يفتخرون بولاؤهم للجيش والوطن، وفي المساء تحدث مشاجرة عشائرية فيحرقون بأنفسهم ممتلكات الجيش والوطن.

في الصباح يكون ولاؤهم أردنيا ضد الفلسطينيين !
وفي الظهيرة يكون ولاؤهم بلقاويا ضد الكركيين !
وفي المساء يكون ولاؤهم سلطيا ضد العبابيد !
وفي الليل يكون ولاؤهم للحارة ضد الأكراد !

إلى أن تطيش بوصلة الولاء لتفرّق بين أبناء العمومة والعشيرة الواحدة.

أليس هذا بصراحة مثال يحكي تشبيهامتكررا لواقعنا الأليم؟؟

والسبب أننا لم نجعل ولاءنا لله ورسوله، ولا لأخلاق الإسلام، ولم نترك عصبية الجاهلية الأولى، والافتخار بالأنساب والعشائر، ولازلنا ننصرُ القريب ولو كان ظالما، على البعيد ولو كان مظلوما، ولم نجعل الحق والعدل والصدق غايتنا، ولا زلنا نستمع للأصوات مشبوهة التي تسعى بالفتنة والتحريض وتريد إذكاء التفرقة والعداوة بيننا، وتستفيد من تأجيج الخلافات والصراع بين أبناء هذا الوطن.


لن نجد من يعطينا دروسا في التلاحم والترابط وحرمة الدماء والاعتداء، مثل تلك التي جاء بها القرآن وسيد الأنبياء.

(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)

وبعد هذا فلا نلومن إلا أنفسنا ..والسلام.