مروا فوق أجسادنا .. وارموا فوقها المال !

لم تهتز أنظمة في العالم كما اهتزت وضعفت وترهلت ويتحسر عليها الناس هنا في الأردن صورة الأمن لدينا ، بضعة ليبيين يقدمون على حرق أكاديمية الشرطة ، وقبلها اعتداء على مركز تدريب الشرطة ، وقبلها اعتداءات بالجملة على مرافق مراكز التدريب ورجال الأمن ، وكذلك فعلوا بالمطار وهم يغادرون بعد أن انهوا التدريب ، الليبيون يقولون أن الأردن لا يهتم بما يجري له ، وكل ما يريده النظام هو المال ، فلماذا الغضب والمال حاضر!! 
كرامتنا ُتشترى من قبل عابثين مرتزقة من برابرة البحر المتوسط، يستكملون مراسم حرق مؤسسات الدولة الأردنية والاعتداء على أجهزتها ورجالها، فهل ما يجري وجرى كان جزءا من خطة تدريبية لأولئك البرابرة !!
كرامة أي وطن من كرامة قائده ، وكرامة أي جهاز أو تنظيم من كرامة من يقوده ، فلماذا لاتنتصروا لكرامة جهازكم وسمعته ! هاهم " برابرة ليبيا " يهلّون علينا، يعرفون أن المال هو مفتاح كل شيء في البلاد، بلد الشحاذين ! فلا ضير لو حرقوا أجسادنا و "مرمغوا " بكرامتنا الأرض مقابل تعويض مالي يلقونه على الأرض نتراكض خلفه لنجمعه ، والسؤال : من يستفيد من تلك الأموال ! ولمن تذهب أصلا ، يفرح بها متنفذ أو غير عابئ بما يجري لكرامة مواطنيه وسمعة من كان أفضل أجهزة الأمن في المنطقة كما كان متعارف عليه ، وقد اتت من جهد وعذاب وصبر رجال الأمن ! وهل سيتحمل رجالنا أفعال وسلوك أولئك البرابرة وهم يدّمرون ويحرقون مؤسساتنا الأمنية ويعتدون على رجال أمننا ، لا اعتقد أن بلادا في العالم قد طأطأت رأسها لبضعة " حوش " برابرة كما فعلنا نحن مقابل المال ! ألا لعنة الله على مالهم ، و على من يقبل به على حساب شعبه وسمعة وكرامة مواطنه .
ما بال حسين ألمجالي صامت " خانع " لسلوك أولئك البرابرة ! وكيف يقبل من استشهد والده دفاعا عن كرامة الوطن ، أن لايحرك ساكنا أمام بضعة مجرمين يبهدلون جهاز أمن وطنه ! ، ام لا طائل ولا قدرة له في مواجهة متنفذين يسرقون كرامة وسمعة جهاز الأمن مقابل بضعة ملايين تأتي على أنقاض سمعتنا وشرف جهازنا لتوضع في أرصدتهم حسابات ملطخة بسمعة غير طيبه !
ألمجالي عايش كل أحداث البرابرة الليبيين ، ولم يصدر عنه موقف ولا تصريح ، فمن يعد العصي غير الذي يأكلها ! كرامة جهازنا باتت في خطر ، جعلت ليس من كل بربري عابر إلى بلادنا يتحدى أفضل ما كان من جهاز أمن في المنطقة ، بل من كل عابث ومختل ومخدر ومخمور يتحدى بكل وقاحة رجل الأمن صاحب الهيبة والعزة والرأس المرفوع دون أن يعتريه القلق او الخوف !! ، فأين ذهبت هيبة الأمن ورجال الأمن ! وأين ذهبت رجولتنا ! أم هي الأخرى باتت سلعة بيعت مع ما بيع في البلاد من ثروات ومؤسسات وحتى كرامات !!
بضعة طلبة وبلطجية يحتلون جامعاتنا لخلافات تحدث بشكل عادي ، تتعطل فيها الدراسة وُتحرق فيه الكليات وتستخدم فيه الأسلحة الرشاشه ، حالة استمرت لثلاثة أيام دون أن يحرك أحد ساكنا ، فلا مشتبه بهم ، ولا معتدين ولا معتدى عليهم ، وستنطوي القصة كما انطوت ما قبلها ، لننتظر حادثة أخرى في جامعة او قرية أو مؤسسة كما جرى من اعتداء صارخ على مكتب أمين عمان وضح النهار من قبل بلطجية آخرين من أبناء الوطن غير عابئين بدولة أو أمن أو قضاء ! ، سابقة لم تسجل عبر تاريخ الوطن ، وغدا ستتحول مؤسساتنا إلى ثكنات ومراكز أمن يداوم بها رئيس الوزراء والوزراء والبرلمان خشية أن يصل إليهم من ينزعهم عن مقاعدهم ويحتل مكاتبهم كما حال أمين عمان !! حيث سجلت القضية ضد مجهول !!!
إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، هو عنوان المرحلة القادمة والبرنامج الذي على رجال الدولة والأمن أن ينهجوه دفاعا عن كرامة الوطن وعزته ، ودفاعا عن رجل الأمن ، وحفظا لسمعة مؤسساتنا الأمنية والرسمية وسمعة شعبنا ، فلا ضير من نقل التدريب الى بلادهم حتى لو فقد الجهاز أو من يستفيد من تلك الأموال بضع ملايين حفاظا على كرامة مؤسساتنا وسمعة جهازنا الأمني ، وكذلك ، فأن ما كنا نتفاخر به من أمن واستقرار تعيشه البلاد والعباد ، بات حلم الطالب في الجامعة ، والمواطن في الشارع ، والمسئول في مكتبه ، والسائح والعابر إلى بلادنا ، فهل ستتخذون الإجراء اللازم بما يحفظ ما تبقى لكم ولنا من كرامة ، ولا اعتقد أن هناك مواطننا مخلصا يعارض الضرب بيد من حديد واستعادة الهيبة التي فقدت لكل مؤسسات الدولة والأمنية منها خاصة ، ، أعيدوا للبلاد عزتها وهيبتها ولمؤسساتنا سمعتها وكرامتها ، لأن الحال لايبشر بخير على مستوى السياحة ولا الطلبة الوافدين الذين نفرض عليهم ثقافة الحرب والمواجهة في الجامعات بين جموع طلبة كان نظام قبولهم أصلا مناف لكل شروط كل القبولات في جامعات العالم !