اخبار البلد_ شهدت جامعة مؤتة في محافظة
الكرك، امس الأربعاء، أعمال عنف غير مسبوقة استخدمت فيها العيارات النارية
والاسلحة البيضاء والحجارة إثر تجدد مشاجرة طلابية شارك فيها مئات الطلبة
وأقاربهم من خارج الجامعة، وأدت إلى إصابة 15 طالبا، بالإضافة إلى عميد
شؤون الطلبة بالوكالة، الدكتور محمد المحاسنة الذي تعرض للطعن في منطقة
الظهر، حيث تم نقله إلى المستشفى العسكري.
وتعرضت مباني بعض كليات
الجامعة إلى الحرق والتكسير، وخاصة المنطقة المحيطة بين كليات العلوم
الادارية والاقتصاد والتربوية والمكتبة فضلا عن حرق بعض الاشجار.
وقام عاملون في الجامعة بعمل سلسلة بشرية حول مبنى المكتبة التي تم تحطيم نوافذها خوفا من الإقدام على حرق ممتلكاتها.
وتواجدت
قوات الدرك بشكل كثيف على بوابات الجامعة، إلا أن إدارة الجامعة رفضت
دخولها، فيما قامت فرق الدفاع المدني متأخرة بإخماد الحرائق المشتعلة في
الأشجار والممتلكات.
وعقب السيطرة على احداث المشاجرة التي استمرت
قرابة ثلاث ساعات بسبب عدم السماح لقوات الدرك واجهزة الامن دخول الحرم
الجامعي لفض المتشاجرين قدم عميد شؤون الطلبة الدكتور مصلح الطراونه
استقالته من منصبه وتم رفعها الى الجهات المختصة لاتخاذ القرار المناسب
بشأنها وفقا لمصادر مأذونة في الجامعة والتي أضافت أن حالة من الرعب والذعر
دبت في أوساط الطلبة الذين كانوا يتلقون محاضرات في كلياتهم حيث تعرضت بعض
الطالبات الى حالات اغماء نقلن على أثرها الى مركز صحي الجامعة.
واكد رئيس جامعة مؤته الدكتور عبد الرحيم الحنيطي عدم وجود اية اسباب
لتعليق الدراسة في الجامعة اليوم الخميس، مبينا انه تم اتخاذ الاجراءات
الامنية الكفيلة بتمكين الطلبة من مواصلة دراستهم في الجامعة بعد ان تم
تعليق الدراسة ليوم أمس لافتا الى انه قام ومساعدوه بزيارة الحرس الجامعي
الذين أصيبوا جراء المشاجرة ونقلوا على اثرها الى مستشفى الامير علي بن
الحسين في الكرك مطمئنا على صحتهم ومتمنيا لهم الشفاء العاجل.
وأشار
الحنيطي ان المشاجرة كان مدبرا لها بشكل مسبق وبتخطيط من خارج الجامعة
لاحداث الفوضى والبلبلة، مبينا أن اجراءات رادعة ستتخذ بحق كل من يثبت
تورطه في المشاجرة او كان طرفا محرضا فيها مبديا استياءه مما حدث وداعيا
ابناء المجتمع المحلي الى التعاون مع الجامعة لحمايتها من عبث العابثين من
خلال استغلال الطلبة بافتعال مثل هذه المشاجرات نافيا دخول قوات الدرك أو
الأجهزه الأمنية الى الحرم الجامعي.
الأمن العام
من جانبه، نفت مديرية الأمن العام وقوع وفيات في المشاجرة.
وقال
المركز الاعلامي في المديرية أن ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن وقوع
وفيات عار عن الصحة تماما، وانما اصيب 15 طالبا في هذه المشاجرة التي وقعت
على خلفية مشاجرة سابقة حدثت بداية هذا الاسبوع.
وأشار المركز في
بيان أصدره الى انه تمت السيطرة على المشاجرة، لافتا الى ان الاوضاع عادت
لطبيعتها داخل الحرم الجامعي وبوشرت التحقيقات من قبل المعنيين للوقوف على
تفاصيل المشاجرة وما رافقها من اعمال تخريب وشغب.
وحسب مصدر أمني مطلع فان الاجهزة الامنية ضبطت عددا من المشاركين في المشاجرة وباشرت التحقيق معهم لمعرفة ملابساتها.
«الدفاع المدني»
من
جانبه، بين مدير دفاع مدني الكرك المقدم عبدالهادي الصرايره الذي كان
متواجدا منذ بداية أحداث المشاجرة أن اجهزة الدفاع المدني سارعت الى نقل
الاصابات الى المستشفيات ومركز صحي الجامعة لتلقي العلاج اضافة الى اخماد
الحرائق التي اشتعلت في الاعشاب المحيطة بثلاث كليات والمكتبة وهي الساحة
التي وقعت فيها المشاجرة بزمن قياسي اضافة الى نقل عدد من الطلاب والطالبات
من غير المشاركين في المشاجرة والذين اصيبوا بحالات من الخوف والذعر
الشديد وخاصة ممن هم من خارج المحافظة. وصرح مدير الإعلام الناطق الإعلامي
في المديرية العامة للدفاع المدني العقيد فريد محمود الشرع أن كوادر
الإطفاء في مديرية دفاع مدني الكرك أخمدت حريقا شب بأشجار وأعشاب جافة
ومجموعة من الكراسي داخل حرم الجامعة اثر المشاجرة.
ونتج عن الحادث
إصابة (3) أشخاص بضيق في التنفس اثر استنشاقهم الغازات المنبعثة عن الحريق
كما أصيب (7) أشخاص آخرين من المشاركين في المشاجرة برضوض بسيطة في الجسم،
حيث قامت فرق الإسعاف بتقديم الإسعافات الأولية اللازمة للمصابين ونقلهم
الى مستشفى الأمير علي العسكري ومركز صحي الجامعة وحالتهم العامة جيدة.
الى
ذلك، عقد محافظ الكرك الدكتور محمد سميران اجتماعا امنيا تم خلاله بحث
الوسائل والأليات الكفيلة بالحد من العنف الجامعي، مشيرا الى انه كان
متواجدا في رئاسة الجامعة اثناء وقوع المشاجرة والتقى رئيس الجامعة ونوابه
ومساعديه لبحث السبل الكفيلة بوقف المشاجرة والتوصل الى المتسببين بها
لينالوا عقابهم وفق القوانين والانظمة الناظمة لذلك. وعبر مواطنون في
محافظة الكرك عن استيائهم واستنكارهم لما يحدث داخل الحرم الجامعي مشددين
على ضرورة الحفاظ على امن الوطن واستقراره وصيانة دور العلم من العبث حيث
اشار رئيس غرفة تجارة المزار الجنوبي زهير البطوش وعدد من وجهاء وشيوخ
المحافظة الى اهمية سرعة البت في العقوبات التي ستتخذها الجامعة بحق
المتورطين وتشديد اجراءات الدخول للجامعة سواء للطلبة أو غيرهم للحفاظ على
أمن الجامعة ومكتسباتها.
وجهاء وشيوخ عشائر الكرك
أجمع
ممثلو الفعاليات الرسمية والنقابية والحزبية ووجهاء وشيوخ عشائر محافظة
الكرك على أهمية الخروج من بوتقة الأمن الناعم الى الأمن الذي يحفظ للمواطن
حياته وممتلكاته وحرية حركته، مطالبين الحكومة باستعادة هيبتها وتحمل
مسؤولياتها تجاه تصرفات فردية أساءت للتقاليد والعادات الحميدة والأخلاق
النبيلة التي يتصف بها أبناء الأردن عامة المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف.
وأشاروا
خلال الاجتماع الحاشد الذي عقد مساء أمس في مبنى المحافظة برئاسة محافظ
الكرك الدكتور محمد السميران على خلفية أحداث المشاجرة الطلابية الكبيرة
التي وقعت داخل الحرم الجامعي الى أهمية افساح المجال للجامعة ومجالسها
المختلفة لاتخاذ الاجراءات الكفيلة بوقف العنف الجامعي من خلال العقوبات
الرادعة بحق المتسببين مشددين على رفض الواسطة والمحسوبية المطالبة بالعدول
عن العقوبات أو تخفيفها.
ولفتوا في مداخلات عدة الى استنكارهم
الشديد لما حدث في الجامعة واصفينه بنذير الخطر الذي يهدد أمن واستقرار
الوطن أجمع خاصة بعد أن دخل العنف الجامعي معظم جامعاتنا الأردنية ومحاولات
البعض استغلال مثل هذه الأحداث لاثارة الفتن والنعرات بين أبناء الوطن
الواحد.
وكان محافظ الكرك الدكتور محمد السميران أكد في مستهل
الاجتماع حزن وأسى أبناء محافظة الكرك العميق بخاصة والوطن بعامة جراء
أحداث المشاجرة وما نجم عنها من اصابات وأضرار في الممتلكات العامة وتحولها
من مشاجرة فردية بين طالبين الى وطن بأكمله.
ولفت الى عدم وجود أي
صلاحية للمحافظ أو أي جهة أمنية اتخاذ أية اجراءات لما يحدث داخل الجامعات
وأن رئيس الجامعة هو المعني باتخاذ الاجراءات الرادعة من خلال مجالس
العمداء والتأديب والجامعة، مشددا على أهمية اتخاذ القرار بحق من تثبت
ادانته دون ظلم أو اجحاف بل استنادا الى الأدلة الدامغة.
مجلس عشائر الكرك
أصدر
مجلس عشائر الكرك امس بيانا استنكر فيه الأحداث التي وقعت في الجامعة
والتي أوقعت خسائر في الممتلكات العامة والخاصة وتم العبث خلالها بمقدرات
هذا الصرح العظيم وإثارة الرعب والخوف في نفوس الدارسين في الجامعة
والاعتداء على الموظفين وهيئة التدريس وفق رئيس اللجنة التاسيسية للمجلس
سليمان الضمور.
واشار البيان إلى ان اعمال الشغب لا تصدر الا من
اشخاص غير منتمين لوطنهم والهدف منها الاساءة لامن واستقرار الوطن من خلال
اجندات خاصة.
وطالب البيان الحكومة بالوقوف بحزم لكل من تسبب بهذه
الاحداث وفرض قبضتها عليهم كما طالب الجامعة باتخاذ اشد الاجراءات بحق
هؤلاء الطلبة وفرض عقوبات عليهم وعدم قبول التوسط لهم بهدف التخفيف من
عقوباتهم بأي شكل من الاشكال.
وتاليا نص البيان: نصدر نحن أبناء
عشائر محافظة الكرك عامة بياننا مستنكرين وشاجبين هذا العمل الجبان الذي لا
ينتمي إلى المواطنة الصالحة والانتماء لهذا الوطن لان هذا العمل جاء على
أيدي أشخاص تلوثت أياديهم بالإساءة لأمن هذا البلد واستقراره لتنفيذ أجندة
خاصة للاضرار بهذه الجامعة ومكتسباتها المهنية, لذا نجد أن هذا العنف
المتعمد المقصود والمدروس لبث الرعب في صفوف الأهالي والدارسين في هذه
الجامعة ليضع هذه المحافظة في منعطف خطر للانزلاق والانجراف وراء تيارات
العنف الجامعي لذا نطالب الدولة والأجهزة الامنية بفرض قبضتها الحديدية على
هؤلاء الذين عبثوا بأمن واستقرار هذه الجامعة لأنها أصبحت تتكرر من حين
لآخر دون وجود رادع لوقف هذه الأعمال الضارة بمصالح المحافظة وأهلها.
وأيضا
نطالب جامعة مؤتة باتخاذ اشد الإجراءات والعقوبات بحق هؤلاء الطلبة
العابثين ليكونوا عبرة لغيرهم ولإعادة هيبة الجامعة لتكون في صف الجامعات
الأخرى في أردننا الحبيب وذلك يتم من خلال الأمور التالية: إجراء تحقيقات
سريعة لمعرفة الملابسات التي تسببت في هذه الأحداث المتكررة ومن يقف وراءها
من أصحاب أجندة خاصة تشعل نار الفتنة في هذه المحافظة، فرض عقوبات صارمة
تتمثل بالفصل والحرمان والنقل وغرامات ما اتلف من مقدرات هذه الجامعة على
كل من شارك في هذه الأحداث، تمنع الواسطة بأشكالها للتخفيف من العقوبات
الواقعة على هؤلاء الفئة الخارجة عن القانون والنظام، نطالب أصحاب القرار
للحد من هذه الأحداث والعنف الجامعي بان يسمح للأجهزة الامنية التواجد داخل
الحرم الجامعي واستخدام القوة بأشكالها والضرب بيد من حديد على يد كل من
يعبث بأمن هذا البلد واستقراره.
نحن مع استقرار الوطن وأمنه نقف خلف
القائد صفا واحدا نحطم كل المؤامرات التي تحاك ضد أردننا الحبيب، حفظ الله
الوطن والملك وأدام عزه وملكه.
ملتقى الكرك للفعاليات الشعبية
اصدر
ملتقى الكرك للفعاليات الشعبية أمس بيانا استنكر فيه الاحداث المؤسفة التي
تكررت بجامعة مؤتة وقوبلت بالتهاون من الجهات المعنية مما ادى الى تزايد
اعمال الشغب دون اتخاذ عقوبات رادعة بحق المتسببين.
وقال البيان
نخشى أن يكون هناك اجندات خارجية يتم تنفيذها بصورة عشائرية للاضرار بامن
الوطن والمواطن ويعزز هذا الظن دخول أسلحة نارية أوتوماتيكية وخناجر
وسكاكين للحرم الجامعي في غياب تام للامن الجامعي نظرا لعدم كفاءتهم
وقدرتهم على القيام بواجبهم.
وزاد البيان أن الاساءة المعنوية لاسم
هذه الجامعة التي نعتز بها قد يؤدي الى نتائج غير محمودة لهذه الجامعة
اضافة الى الاضرار المادية التي لحقت بمباني الجامعة ومرافقها المختلفة
والتي هي خسارة كبيرة للوطن والمواطن ونخشى وباستمرار هذه الممارسات ان
نخسر مثل هذا الصرح العلمي الكبير.
وناشد البيان رئيس الوزراء
الاهتمام بمطالب وجهاء ورجالات محافظة الكرك والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:
اتخاذ الاجراءات المناسبة بحق الرئيس ونواب ادارة الجامعة لعدم قدرتهم على
ادارة الازمات المتلاحقة التي تمر بها الجامعة، تعليق الدراسة في جامعة
مؤتة لحين استقرار الامن في الجامعة وذلك لضمان سلامة ابنائنا الطلبة،
اتخاذ اشد العقوبات بحق الطلبة المتسببين لمثل هذه الاعمال، عدم قبول أي
توسط وأي كان نوعه للمتورطين في مثل هذه الاحداث، تعزيز الدور الامني بكافة
أرجاء المحافظة لكي لا يكون هناك ثغرات ضعيفة للمغرضين تمكنهم من التسلل
من خلالها لاثارة الفتن واراقة الدماء وخلق ثارات عشائرية لا يعلم عقباها
الا الله وحده.