تامر حسني : عبد الحليم حافظ يخيفني!

اخبار البلد 
كان نجم الشرق"تامر حسني" مفاجأة مهرجان جرش في دورته الحالية، بدءا بالحشد الكبير من المستقبلين له في المطار، وقاعات وردهات الفندق الذي أقام فيه هنا "الريجنسي"، مرورا بردوده في المؤتمر الصحفي الذي عقده عصر يوم الإثنين الماضي، وتعرض خلاله إلى نقد قاس ومغرض أحيانا من بعض الإعلاميين "المتفذلكين"، وإنتهاءا بحفله الغنائي الأول على منصة مسرح جرش، والذي شهد أضخم حضور لهذا العام، غالبيته الساحقة من جيل الشباب، بنحو(5) آلآف متفرج، أظهروا تفاعلا إستثنائيا مع غناء ورقص، وأحيانا مزاح المطرب الشاب، الذي واصل إشغالهم وشد أنظارهم ومسامعهم بأسلوبه العفوي والمرح والجاذب، عدا رقة الصوت وبراعة الأداء المصاحب للغناء، الذي جاء في غالبيته صاخبا، ليتناسب مع أجواء الحفل الحماسية.
وفي رده على سؤال" للحياة نيوز"، خلال مؤتمره الصحفي، قال تامر"بالطبع هناك شخصية من عمالقة الفن الأصيل أتمنى تجسيدها،، الفنان عبد الحليم حافظ،،،،كان عرض عليّ سيناريو لتجسد شخصيته، إلا أنني عجزت عن قبول العرض، لسبب أنه "أسطورة"، ولذلك من الطبيعي أن "يخيفني" ولا أتجرأ على تجسيده، رغم أعترافي بأنه أثر كثيرا في حياتي وفني". ورغم ما قاله عنه في المؤتمر الصحفي،إلا أن "تامر" برع في غناء ثلاث من روائع" حليم" خلال حفله الجرشي، وهي"على حسب وداد"، وسواح"، وزي الهوى".
اللافت في "تامر" إظهاره التواضع، وأحيانا المهادنة"، بل و"التردد" في الدفاع عن نفسه، وممارسة حقه في كشف وتعرية من أساؤوا إليه، حيث علق بقوله" أذا أنا غلطت أعطوني فرصة أصحح نفسي"، وذلك في رده على "إتهام" نزع لعدم الحيادية رماه صحفي في وجهه"انت جزء من الجناة"!!، وكأنّ "تامر" شارك مثلا في قتل المتظاهرين في ميدان التحرير، ففي حين لا يختلف إثنان على أن "تامر" أساء للثوار" في البداية"، إلا أن لا أحد ينكر أنه نال جزاؤه من العقاب، فطرد من الميدان حين حاول المشاركة في الثورة، وكما هاجمته الجالية المصرية خارج البلاد خلال إجرائه لبعض الحفلات الغنائية في أمريكا وغيرها، عدا عن حملات مقاطعته ومهاجمته عبر "فيس بوك" و"تويتر" وهذا كله كان كافيا ليسدل الستار على هذه الحكاية وعدم زج إسم مطرب مبدع مثله في قائمة"الجناة" وقتلة الثوار!!، خاصة وأن "تامر" عقب أيضا في هذا الإتجاه، وخلال رده على الصحفي عينه" مهما كان رأيي فأنا أحب بلدي، ومن الطبيعي أن الثورة قامت لتعزيز الحريات، وعلى كل من يحب بلدنا أن يعطي الآخر فرصة الإدلاء برأيه، والتحاور لنعرف أي الآراء كانت صائبة وأيّها خاطئة".
مهادنة أخرى أظهرها "تامر" في رده على سؤال"للحياة نيوز"عن علاقته بالمطربة شيرين عبد الوهاب، التي هاجمته بقوة منذ بضعة شهور في مجلة عربية شهيرة، متهمة أياه بالنفعية ونكران الجميل، ليدلي برأي مغاير تماما" شيرين رفيقة المشوار وصديقة وأخت عزيزة عليّ،،، يمكن في فترة معينة دخلوا ناس بيني وبينها وصارت حكايات، لكنها عزيزة جدا عليّ، وأتطلع لتكرار تجربة الغناء الثنائي/ الدويتو/ معها مستقبلا".
"الإتهام بالإسفاف والتسطيح والإستناد للإيحاءات الجنسية"، الذي سبق وأن وجهه الملحن عمار الشريعي له، كان محور سؤال أحد الإعلاميين، ممن أعاد السؤال على "تامر" مرارا و تكرار" ما رأيك؟"، ليرد بدون نفي للتهمة عن نفسه" أنا لست ملاكا"!.
غير أن "تامر" كان أكثر ملائكية من اللازم حين رد على سؤال حول علاقته بالمطرب عمرو دياب، بشكل صادم للصحافيين" يا جماعة فيه رموز لا ينفع أن تقارن نفسك بها، وهل يعقل مقارنة التلميذ بالأستاذ؟،، لا ينفع ذلك فهؤلاء عمالقة وصعب أن نصلهم"!.
الإجابة كانت بمثابة "الصعقة"، خاصة وأن محاولات عمرو دياب لمحاربة نجومية "تامر" عبر مساندة منافسيه من بعض مطربي جيل الشباب، أمثال رامي صبري ومحمد حماقي وغيرهم غير خافية على أحد، ما حدا بأحد الإعلاميين المتواجدين لسؤال "تامر" بتهكم وسخرية " طيبّ من تقصد بالأستاذ ومن تقصد بالتلميذ؟"، هنا صمت النجم الذي كان الأجدر به أن لا يقلل من شأنه إلى هذا الحدّ، ولم يردّ على الصحفي إلا بإبتسامة مرتبكة، وتهرب سريعا نحو سماع السؤال التالي، ليخرج من أجواء السؤال الملغوم، ومع ذلك ظلت هذه الإجابة صادمة للإعلاميين، ممن علق أحدهم" لا يجوز أن يقول تامر هذا الكلام، فهو في بلده نجم صف أول ويكاد يشاطر عمر دياب المرتبة الأولى في نجومية الغناء".
"الإرتباك" كان واضحا في إجابات"تامر حول ثلاثية فيلم" عمرو وسلمى"، فبينما ردّ على صحفي "متفذلك" يتعمد دائما حضور المؤتمرات الصحفية الفنية لمهاجمة الفنانين من منطلق" خالف تعرف"، بالقول أن "عمرو وسلمى" ناجح في أجزائه الثلاثة بدليل أنه حصل على أعلى الإيرادات في جميعها"، عاد بعد دقائق ليقول لنفس الصحفي" يمكن معك حق لأنني كنت (مركّز) في مسلسلي( آدم) في فترة عمر وسلمى(3)، ما أثر على مستواه".
وما يدلل على أن"تامر" لم يكن جاهزا كفاية للرد على التهم غير الفنية،ما كانت صرحت به إدارة مهرجان جرش قبل أيام من بدء فعالياته بأن" لا مؤتمر صحفي سيعقده تامر حسني"، وحتى يوم إنعقاد المؤتمر كانت الإجابة على سؤالات الصحافيين عن إحتمالاته تجد الرد" لا نظن بأنه سيعقد مؤتمرا صحفيا"، لتصل رسائل بريدية إليكترونية للإعلاميين قبل موعد المؤتمر بساعة ونصف الساعة فقط تؤكد إنعقاده، وما أن بدأ مقدّمه في المؤتمر الصحفي، الإعلامي صالح أسعد بالحديث حتى قال "يا أخوان أرجو أن تكون الأسئلة فنية بحته تبتعد عن الموضوعات السياسية والشخصية"، ما أكد فرضية أن تامر ربما يكون" وجد كفايته من الهجوم والتجريح" بسبب مهاجمته للثوار، غير أنه لم يكن يدرك أن هذا الشرط الذي طلب من مقدّمه إستهلال الحديث به كان ربما مستفزا للفضول الصحفي عند البعض، ومثيرا لهواة الصدام منهم.
ولم يدع الصحفيون موضوعا إلا وتطرقوا إليه، فكانت ردود "تامر" متأنية و"متجنبة للصدام"، فنفى خلافه مع الفنانة هيفاء وهبي وقال أن "مشروعهما الفني المشترك تأجل بسبب إنشغال كل منهما بمشروعه الخاص"، وكما نفى أن "يكون توجهه للعالمية من باب فشله محليا وخسارته لجمهوره بعد الثورة"، معللا ذلك بأن "نجاحه محليا مهد له للخطوة العالمية التي يطمح لها كل فنان"، ومذكرا أن" نجاحه محليا تؤشر عليه إيرادات أفلامه العالية، وحجم الإقبال على صحفته على فيس بوك وتويتر".
" تامر" أظهر إستخفافه بتهمة" مطرب الشائعات"، مشددا على "أنها شيء كوميدي، مثلا الشهر الماضي سمعت أربع مرات بأنني توفيت، و سمعت إشاعة أنني تزوجت ثماني مرات، وكأنني الحاج متولي، بل إن أحدث شائعة كانت أن إسمي الحقيقي ليس تامر حسني!". مبينا أن" شائعة إستئجاره للمعجبين في الدول التي يسافر إليها غير حقيقية" مستدركا" أنا نفسي لم أكن مصدقا لما أراه أثناء سفري ما يظهره لي الناس من حب وإعجاب، لكن هذا دليل على أنني أقدم لهم شيئا جيدا".
وللحقيقة أن نجم الشرق" تامر حسني" لم يكن بحاجة لنفي هذه الشائعة قولا، ، خاصة وأنه عمليا وجد تفاعلا جماهيريا منقطع النظير خلال حفله الغنائي، هذا الحفل الذي أظهر فيه براعة فائفة في جذب الجمهور عبر غناء إستعراضي، وحركة رشيقة وخفة على خشبة المسرح، وكان لسان حاله لمن يشاهده يقول" أنا لا أجيد الردّ على التهم والشائعات إلا عبر فني".
وما يدلل على ذلك تهافت المعجبين عليه ومحاولاتهم المحمومة صعود المنصة والوصول إليه بكل السبل، وكان أبرزهم شاب صعد قوس المسرح وقفز من إرتفاع خمسة مترات مخاطرا بحياته ليصل إليه ويحتضنه ويشاركه الغناء والرقص.
بقي أن نقول أن الحفل الغنائي الناجح الذي أحياه" تامر" على "الجنوبي" سرّه كما فسره سلفا في مؤتمره الصحفي بإبتسامه ساخره ممن يهاجمونه ويحسدونه النجاح والنجومية" رضا الوالدين وعملي المضاعف لساعات طويلة وإلتزامي وإنضباطي بمواعيد عملي، وقبل كل ذلك توفيق ربي،،، هذه ضمانات إستمراري ونجاحي، رغم كل محاولات إفشالي".
ولا شيء أبلغ تدليلا على نجاح "تامر" من وقوفه على خشبة مهرجان عريق كجرش، والذي سارع للسجود فوقه، وتقبيله، ومن ثم النهوض ومخاطبة الجمهور قائلا"مش قادر أعبر لكم عن مدى فرحتي الليلة، والله كانني أمسك الميكرفون لأول مره في حياتي"،،، وهذه ولادة جديدة لنجم الشرق من جرش التاريخ والحضارة والأصالة.

نقلاً عن الحياة نيوز - بثينة السراحين