اخبار البلد_ تحت عنوان منظومة الأمن والإصلاح أقامت جمعية
الثقافة العربية الإسلامية ندوة حوارية بالتعاون مع مركز الملك عبدالله الثاني بن
الحسين الثقافي في الزرقاء يوم السبت الماضي الموافق 7-7-2012.
شارك في الندوة كل من الدكتور وليد السمامعة
دكتوراه في الشريعة الإسلامية تخصص تصوف إسلامي، والدكتور محمد عواد دكتوراه في
التربية تخصص إرشاد نفسي وتربوي ومحاضر مشارك في الجامعة الأردنية، بالإضافة لرئيس
فرع جمعية الثقافة العربية الإسلامية في الزرقاء ورئيس تحرير مجلة منبر الثقافة
السيد خالد مشاقبة، وأدار الحوار الأستاذ عبدالله سويلم.
تحدث الدكتور وليد السمامعة عن أهمية الأمن
ضمن احتياجات الفرد والأسرة والمجتمع، وبيّن ما يوليه ديننا الإسلامي الحنيف من
أهمية لهذه الركيزة مستشهدا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:( من أصبح آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت
له الدنيا بحذافيرها )، فالأمن مقدم على الصحة والغذاء، فإذا فقد
الأمن حل مكانه الخراب والدمار والفوضى، مما يوفر مرتعا خصبا للتطرف و نشر العنف
المذموم، فقد يتخذ المتطرفون عناوين محاربة الفساد وفقدان الوظيفة والإصلاح ذريعة
لمحاربة الناس في أرزاقهم وتخريب البلاد وتكفير الناس تكفيرا شموليا .
وأوصى الدكتور السمامعة أنه على المجتمعات أن تكون واعية
لما يخطط لها من أعداء الدين، وأن تفوت الفرصة عليهم من أن يبذروا الخلاف و الفتنة
وتعبئة أبناء المسلمين بالحقد على أوطانهم وحب الانتقام، فيسوقون الجهلة تحت عنوان
الإصلاح ولكن يكون من وراء ذلك هدف الوصول الى السلطة، وبعد ذلك يكون حكمهم على ما
تهوى أنفسهم وبعيدا عن حكم الشريعة السمحاء .
هذا وقد أكد الشيخ خالد مشاقبة على أنه ينبغي للعائلة
والأفراد أن ينقلوا إهتمامهم بأمنهم وأمانهم داخل بيوتهم والى أطفالهم و يعوه على
مستوى أوسع يشمل كافة ربوع الوطن، وذكّر بحال أهل البلاد في السابق وكيف كان الامن
متحققا ومتجذرا في حياتهم اليومية، كما شدد على أن الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر يتحقق بعد معرفة وتمييز المعروف والمنكر، وهذا يتأتى بالعلم والتعلم،
فالجاهل قد يؤيد كلاما باطلا مخالفا للشريعة وهو لا يدري، و بيّن أيضا أن المحرضين
للتخريب والتدمير يحضون اليوم على أساليب خبيثة كحرق النفس ومحاولة الإنتحار بسبب
الفقر وفقدان الوظيفة لإستعطاف الناس، وهذه سنة سيئة بعيدة عن تعاليم ديننا
الحنيف، فينبغي الحذر ممن يروج لها.
وعن الجانب التربوي وضح
الدكتور محمد عوّاد أن أسباب ما نشهده اليوم من مظاهر النزاع والعنف المذموم في
التعبير عن الرأي تبدأ من الحلقة الأولى في المجتمع، ألا وهي العائلة والأسرة ،
فالوالدان عليهما دور كبير في زرع العقائد الصحيحة و النهج السليم في الأولاد، كما
أن علاقة الود و التفاهم والتوافق بينهما تؤثر إيجابا على الولد نفسيا و اجتماعيا
و عاطفيا و سلوكيا، فهما يعتبران النموذج والقدوة لولدهما، فإذا كانت هذه العلاقة
يشوبها النزاع والشحناء، انعكس ذلك سلبا على الولد بل وعلى مجتمعه شيئا فشيئا في مراحل حياته، بدءا من البيت ثم
إلى المدرسة فالجامعة وصولا للمجتمع، وأشار إلى أنه ينبغي على الجامعات أن تكون
منارات لنشر الفكر المعتدل، وأن تقف موقفا إيجابيا ضد إتجاه الفكر المتطرف المتغلل
بين طلابها، ونبه على أنه يجدر بالجامعات أن تعيد النظر في بعض المساقات التي تدرس
فيها، والتي تكون أحيانا تبث بعض الأفكار الهدامة المتطرفة وتبلورها لدى الطلبة.
كما بين الدكتور
السمامعة أن الجماعات التي تتبنى فكر التكفير الشمولي ظهرت منذ عهد الصحابة رضوان
الله عليهم واستمرت إلى يومنا الحاضر تحت مسميات مختلفة، و التي تحاول الآن إظهار
أسماء رموزها وتلميعهم لنشر أفكارهم بين الناس، وحث على أهمية مقابلة هذه الحملات
بنشر الفكر الإسلامي المعتدل، وتمكين من يتحدث بهذا الخطاب من المنابر، حتى لا
يستغلها أصحاب التطرف لنشر دعواهم الباطلة.
و شدد الدكتور السمامعة
على أهمية تعظيم الإيجابيات في البلاد وتقدم مسيرة الإصلاح والتطور فيها والذي بدأ
وما يزال مستمرا، بتوجيهات و قيادة من رائد مسيرة الإصلاح جلالة الملك عبدالله
الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.