اخبار البلد_ عمر عياصرة_ الاستنكاف السياسي المفتوح للأستاذ طاهر المصري رئيس مجلس الأعيان في هذا التوقيت الدقيق، له كثير من الدلالات والإشارات المهمة.
طاهر المصري رجل دولة، صحيح أنه متردد ومتأخر في اتخاذ المواقف، إلا انه لا
يتصور عنه أن يكون شاهد زور معمق على مرحلة يرسم معالمها آخرون مراهقون في
معرفة المخاطر وحدودها.
هذا الحرد السياسي لطاهر المصري لا يمكن عزله عن تحسس الرجل لاحتمالات فشل
المشروع الإصلاحي، الذي يتبناه الحكم بطريقة نهائية غير آبه –أي الحكم- بكل
أصوات التحذير وألوان الإشارات.
يقال إن المصري بذل جهوداً جبارة؛ من أجل إقناع دوائر الحكم بضرورة استبعاد
وصمة «الصوت الواحد»، الذي لن تكون إعادة إنتاجه إلا معادلاً موضوعياً
لعدم الإصلاح وغيابه.
المصري كان رئيسا للجنة الحوار الوطني، «المدعومة في حينها من الملك»، وقد
بذل جهدا توفيقياً في حينه؛ للخروج بصيغة معقولة لقانون الانتخاب.
ثم جاء التراجع السافر عما تعب من أجله الرجل، وهذا التراجع واصل انحداره
إلى حد العودة إلى «الصوت الواحد»، وإلى مرحلة من التمرير القهري المسلوق،
الذي مورس على مجلس الأمة.
هنا يجب أن ننتبه إلى أن ثمة محاولات من بعض خصوم طاهر المصري، تحاول إظهار
الرجل بمنطق المغضوب عليه من المرجعيات؛ ربما كمحاولة استباقية لطي
تداعيات رفضه القانون.
السؤال هنا، ونحن نعلم حجم القيمة المضافة إلى وطنية الأستاذ طاهر المصري:
إلى متى سيبقى «أبو نشأت» متردداً وصامتاً وقانعاً بمجرد الحرد، وبمجرد
المحاولات من داخل البيت؟
من ماذا تخاف يا أستاذ طاهر؟ أليست هذه لحظة الصفاء الوطنية التي يحتاج
إليها البلد؟ أتخاف أن يقال عنك أنت إقليمي مثلا؟ من سيصدق! كلنا نعرف أن
وطنيتك الأردنية أعمق من أعمقهم.
اخرج علينا، وصارح الأردنيين بحقيقة ما يحدث في غرف الحكم، وكيف أن ثمة قوى «شد للهاوية»، تسير بنا إلى الحائط الزجاجي الصلب.
أنا أُشكك في قدرتك على اتخاذ خطوات حاسمة انعطافية؛ فبنيتك «النفس سياسية» تقول ذلك، وهذا لا يقلل من وطنيتك وحرصك.
رغم ذلك أنت لست في الساحة لوحدك، فقد سبقك احمد عبيدات، ومن هنا أدعوك إلى
أن تضع يدك في يده ومع كل الشرفاء؛ لتنقلوا المشهد من أزمته إلى بعد آخر
أقل خطراً.