خالد مشعل.. "يا فرحة ما تمّت"

أسارع للتذكير بأن هذه الزاوية معنية عادة بالموقف الشعبي من الأحداث.
فعلى مدار سنوات، وفي كل التجمعات الشعبية ذات الصلة بشأن الصراع مع العدو، تابعنا مدى انفعال ألوف الناس بالهتاف الشهير القائل: "يا للعار يا للعار، خالد مشعل برّا الدار، والسفير جوّا الدار". والمقصود بالسفير هنا هو سفير العدو الصهيوني.

هذا الهتاف متكامل العناصر، وهو يعني أن الناس عندما يرددونه ينظرون الى خالد مشعل بصفته قائداً للمقاومة ضد العدو، ولهذا فقط يشعرون جماعياً بالعار لأنه ليس بينهم فيما بعكس سفير هذا العدو.

اليوم تعالوا نتابع الأخبار التي رافقت زيارة مشعل إلى الأردن وماذا تداول الناس عنها سواء ما يتعلق بجانبها الرسمي وغير الرسمي.

هل استطاع أحد أن يرصد في الكلام المرافق للزيارة أي ملمح لحضور خالد مشعل القائد المقاوم؟ إن جميع الكلام المتداول تركز حول ترتيبات ووساطات من شتى الأصناف في شؤون داخلية بعضها يخص تنظيم الاخوان، وفي الشأن الفلسطيني تركز الكلام المتناقل على شؤون المصالحة أو الصراع مع فتح والسلطة، وباختصار غاب العدو وغابت مقاومة العدو عن الحضور في كل ما قيل عن وحول الزيارة، والى درجة تثير القلق.

يخطئ من يعتقد أن الشعوب، وخاصة الشعب الفلسطيني، يمنحون الثقة للقادة بالمطلق، فقضية الصراع مع العدو عمرها حوالي قرن، وقد مرت خلاله قيادات كثيرة، كانت الشعوب تبدي حساسية عالية تجاه القادة، ويمكن لمن يرغب أن يستعرض في ذهنه الآن عشرات القادة الذين مروا على الشعب الفلسطيني بالذات.

في الأردن كان من المحزن أن الناس الذين طالما أفصحوا عن شعورهم بالعار عندما كان خالد مشعل "برّا الدار"، لم يظهروا المشاعر النقيضة المفترضة عندما لم يعد كذلك. في أحسن الأحوال اقتصرت المشاعر على الشكوك والاحباط.