برقية عاجلة من النمسا إلى وزارة الداخلية الأردنية

اخبار البلد : ناصر الحايك _ السادة المحترمين في وزارة الداخلية الأردنية
كل من ذهب إلى هناك حيث يرفرف علم مألوف، أثنى عليهم وعومل كما يجب أن يعامل عربيا كان أو سائحا أجنبيا .

وجوه باسمة أو من سماتها التبسم أو ليس من شيمها التصنع !! موظفون لا يضيقون ذرعا بمراجع ذى حاجة ، هم يعلمون وعلى قدر من الفطنه بأنه لم يعد مستساغا أن يجابه من وطأت قدماه هذه الأمكنة الرسمية بفوقية واستعلاء ، ولى ذلك العهد إلى غير رجعة ولى ، أو ربما لم يكونوا يوما كذلك !!
قهوتهم أيضا لها نكهة يفوح منها عبير مجد عمان تلك المدينة المنبثقة من تاريخ يعود إلى الألف السابع قبل الميلاد ، مدينة تجاوزت الوديان والجبال ، الرابضة في سكون وطمأنينة لا يعكر صفوها شيئا . أمان باسط لنفوذه بلا رياء .

المدينة القديمة وشموخ مسجد الحسين وعظمته وآذان يصدح كلما آن الأوان ، تراث محاط بأسوار من الهيبة والوقار ، الباعة والتجار وحرفيتهم ،المارة غير عابئين بشمس الظهيرة !! مقاهى تعج بسائحين ورواد ينهلون من نبع الأصالة، حتى صوت عربة بائع أسطوانات الغاز صار مستحبا .الانتظار بشغف وبلا تذمر للفوز بكوب عصير قصب منعش يقيك شر "الكولسترول" ، يا لها من أيام تعج بذكريات مآلها الخلود ، لن نفضي بكل ما عايشناه...فالمقام لا يتسع للاسترسال.

هي المرة الأولى لنا في رحاب السفارة ، سفارة المملكة الأردنية الهاشمية في عاصمة النمسا-فيينا، لا حراسة ولا أمن في الاستقبال 
استوضحنا من قبل الأشخاص المكلفين برعاية شؤون المراجعين عن حاجتنا، لم نستقرىءفي عيونهمإلا رغبة في التلبية ، لا بل كلماتهم الودودة وردودهم المهذبة وحسن الضيافة دلت على رغبة ملحة في المساعدة ، قالوا هذا واجبهم ونحن في بيتنا ...

السادة المحترمين الساهرين على أمن المواطنين والوافدين والزوار

لن نطيل عليكم فوالدنا الكريم الحامل لجواز سفر فلسطيني رقم (3043475)تقدم بطلب منذ أكثر من شهر لدى سفارة المملكة في فيينا للحصول على تأشيرة تخوله زيارة المملكة وهو الذي زارها عشرات المرات ، إلا أنه وإلى حد كتابة هذه السطور لم يردنا أي رد !!

نحن على علم بحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقكم ، لكننا وعبر المنابر الحرة نناشدكم و نطمح بالاستحواذ على اهتمامكم ولو لبرهة وكلنا ثقة بأنكم لا تردون طارقا لأبوابكم خائبا ...هكذا عهدناكم يا أهل النشامة .