«طشي»

أريد أن أكتب عن الأغاني مرة أخرى ...أعرف أني اسرفت في الكتابة عن الأمر , ولكن هذا الصباح كنت استمع لأغنية تقع في أطار (الطشي) وتقول كلماتها :- ( يا أردنيه علو الهوية) .

شويعني ؟ ...هل يقصد هوية الأحوال المدنية؟ انا اعرف اننا من الممكن ان نقول (علو العلم ) ...أو (علو الجبهة) أو (علو الراية) ولكن (علو الهوية) غير مقبولة أو كما يقال باللبنانية (مش مهزومة) .

أنا أقترح على صاحب الأغنية وبما أن هناك صنفا من المطربين ركز على القطاعات فمنهم من غنى عن الجمارك ومنهم من غنى عن الدرك واخر غنى عن سكة الحديد ...أن يتوسع في مسألة الهوية وأن يتعدى الأمر ذلك الى جواز السفر , شهادة الميلاد وشهادة الوفاة ...وحصر الأرث , بمعنى أن تشمل الأغنية مجمل الخدمات والقطاعات التي تقوم بها دائرة الاحوال المدنية .

من الممكن ان تصبح الأغنية مثلا :- (يا اردنيه علو الهوية ...وفي الأحوال المدنية ...الهمة قوية )...ومن الممكن أن يتم تصويرها عبر (الفيديو كليب)...ويظهر موظف من دائرة الاحوال وهو يقوم باصدار جواز سفر جديد وشطب التالف .

ثمة مصطلح عامي كنا نستعمله في طفولتنا هو (الهترش) ..وهو ينطبق على جيل من المطربين الان وعلى مجموعه من الاذاعات التي تبث كلام (طشي) لمجموعات من (الهترش)....ولو كان المطرب يعي أزمة الهوية التي نعيشها لما كتب هذا الكلام ..لو كان يعي أزمة الهوية الوجدانية وأزمة الهوية الورقية ..لما تجرأ بالهدير علينا كل صباح ..لو كان يدرك ماذا يعني شطب الهوية الجغرافية ومحاربة البداوة ..وأزمات الانتماء التي نعيشها لما تفوه بكلمة مما قاله .

ولكنه كلام عابر ولو قدر لمحمود درويش أن يقول «عابرون في كلام طشي» لقالها وما تردد .
يا اردنية علو الهوية ......في بالي سؤال عن اية هوية يتحدث يا ترى؟