اغتيال عرفات بقنبلة نووية ؟!

الشكوك بان وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كانت غير طبيعية هي شكوك كانت قوية جدا في اذهان الناس منذ لحظة مرضه المفاجئ الى لحظة الاعلان رسميا عن وفاته، وكانت اصابع الاتهام ومنذ اللحظة الاولى موجهة الى اسرائيل التى لم تكن تخفي رغبتها في القضاء على حياة عرفات، حيث جاهر ارييل شارون مرات عديدة في اعلان رغبته بالتخلص منه.

منذ وفاته وحتى يوم الثلاثاء الماضي حيث كان قد مضى على وفاته ثماني سنوات لم نسمع مسؤولا فلسطينيا واحدا يحتل موقع المسؤولية يطالب بفتح تحقيق رسمي بوفاة عرفات بل على العكس فان السلطة ورئيسها تحديدا لم يتوقفا لا اعلاميا ولا سياسيا عند الشكوك التى كانت تسيطر على اذهان الشارع الفلسطيني والمتمثلة بان زعيمه قد «قتل» وان السم ربما كان وسيلة القتل، وهو امر يبعث على مزيد من الشكوك تجاه موقف السلطة حيال هذا الملف الخطير، واليوم وبعد الجهد المضني والرائع والمتميز لقناة الجزيرة الفضائية التى مارست ما كان يجب ان تمارسه المؤسسة الفلسطينية الرسمية نفسها، نسمع من الرئيس عباس تصريحا خطيرا عندما يقول سنطالب بفتح تحقيق رسمي بموت عرفات اذا لزم الامر، وانا هنا اتساءل ويتساءل معي الكثيرون، ماذا يعني الرئيس عباس باذا لزم الامر ؟ واذا لم يكن الامر ملزما وملزما جدا بفتح تحقيق في مقتل زعيم نضال الشعب الفلسطيني، فما هي القضية التى تستحق الالزام بالتحقيق اكثر من هذه الجريمة وخاصة بعدما اثبت تحقيق الجزيرة ان احتمالية اغتيال عرفات قد تمت عبر سم البولونيوم شديد السمية الموجودة اثاره في ملابسه وشعره وفرشاة اسنانه ؟

المطلوب من السلطة الفلسطينية ورئيسها منذ الان - الكثير - الكثير على صعيد العمل الدبلوماسي والسياسي من اجل حشد كل الجهود لتشكيل لجنة تحقيق دولية غاية في المهنية والحرفية من اجل التعرف على الجناة ومن تواطأ معهم من الجانب الفلسطيني من الناحية العملية وهو التواطؤ المتمثل في تسهيل عملية التسميم والوصول الى الرئيس الراحل، ومن تواطأ معهم في التغطية السياسية على الجريمة سواء من خلال التعتيم على الجريمة وعدم المطالبة بتشريح الجثة بعد الوفاة او عدم ممارسة الضغط على مشفى بيرسي الفرنسي لكتابة تقرير طبي رسمي يحدد اسباب الوفاة ورفض نص «اسباب الوفاة غير معلومة» وهي عبارة اقل ما يقال فيها انها غير مقبولة طبيا وعلميا، او من خلال تجاهل عينات الدم والبول وغيرها التى بقيت في المشفى حتى نهاية عام 2008 ولم تطالب بها السلطة الفلسطينية مما سوغ للمشفى تبرير اتلافها والتخلص منها !

لكي لا نتهم او لكي لا نقع في الخطأ، علينا انتظار ما ستقوم به القيادة الفلسطينية من خطوات في اتجاه فتح ملف اغتيال عرفات والخطوة الاولى الان هي فحص الرفات خاصة بعد ان بات الكل على قناعة بما توصلت اليه «الجزيرة» من ان عرفات مات بقنبلة نووية على حد تعبير احد الكتاب الفلسطينيين.