تفجر الأزمة بين الصقور والحمائم يضع «الاخوان »على مفترق طرق

اخبار البلد_ يبدو ان الازمة داخل البيت الاخواني بين تياري الحمائم والصقور  تتدهور بشكل دراماتيكي ، لتنذر بتطورات مثيرة خلال الايام المقبلة لها تداعياتها المؤثرة  على المشهد الاخواني خاصة وان تفجر هذه الخلافات  خرجت  الى العلن في مواقيت تواجه فيها الحركة استحقاق الحسم في ملفات جوهرية خاصة البت في شان المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة او مقاطعتها .
التطورات  التي شهدتها الايام الاخيرة في داخل الجسم الاخواني ، تشي بان مسالة تجاوز الازمة التي بدأت بسيطرة الصقور على مقاليد الحركة الاسلامية وقيادتها واذرعها السياسية والاعلامية والميدانية ، لم تفلح بان تصل الى تسوية داخل اجنحة الحركة بل بقيت خلال الاشهر الماضية تمر في مرجل ساخن في اروقة الجماعة   لم تنجح  محاولات تبريده او حتى تسكينه بما كان يسمى في السابق في ادبيات الجماعة ب» اجتهادات « صحية يستوعبها التنظيم .
 شكلت  اتصالات قيادة الجماعة التي  يسيطر عليها التيار الصقوري مع بعض  مؤسسات  الدولة ،  صاعق الانفجار  ، لتحول المشهد الاخواني  الى ازمة تبدو مفتوحة بين التيارات المتصارعة على نهج الجماعة واسلوب قيادتها .
هو صيف ساخن تمر به  الحركة الاسلامية بشقيها الجماعة وذراعها السياسية حزب جبهة العمل الاسلامية كما يصفه المراقبون لتطورات المشهد الاخواني ، اختار له تيار الحمائم توقيت اشعال المعركة بعناية ، لبدء هجمة اعتراضات جوهرية و منسقة على تيار الصقور ، منطلقين من حجة الاعتراض على لقاء قيادة الجماعة بمدير المخابرات العامة مؤخرا.
 التداعيات  التي اعقبت هذا اللقاء دارت فصولها بشكل أساسي خلال اجتماع مجلس شورى الجماعة الذي عقد قبل ايام ، والذي تفيد المعلومات ان  تيار الحمائم وجه خلاله  انتقادات شديدة لحضور اللقاء كونه يخالف وفق رايهم  سياسة الجماعة رافضين بشدة تبريرات  قيادة الجماعة لهذا اللقاء .
يبدو ان الازمة بين تيارات الحركة كانت في طريقها الى الانفجار لا محالة ، بانتظار حدث مهم وتوقيت مناسب  ، ليكون بوابة تدشين علنية الازمة ، لا سيما وانه تم في السابق اكثر من مرة وفي مفاصل اساسية ، اجراء تفاهمات مع مؤسسات الدولة ، كان على الدوام دائرة المخابرات العامة  ومديرها ركنا اساسيا فيها خاصة في العلاقة مع الحركة الاسلامية .
الحركة الاحتجاجية العارمة التي بداها تيار الحمائم في الحركة الاسلامية ، تبدو  شاملة على كل ما تراه استفرادا لتيار الصقور على القرار والنهج للحركة ، وتظهر خلافات جذرية في مفاصل مهمة ، ما عادت ترغب بتسكينها او السكوت عنها ، وهنا يظهر بوضوح ان عاملا جوهريا اخر دخل على خط اثارة حفيظة تيار الحمائم تمثل بما يراه  تدخل قيادة حماس لدى قيادة الجماعة لحثها على المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة .
يرجح المتابعون للشان الاخواني ان المداخلات  الصحفية للقيادي البارز في تيار الحمائم الدكتور ارحيل غرايبه التي ظهرت في عدد من المقالات الصحفية له خلال الايام الماضية تعبر عن هذا السياق فهو ان صحت القراءة لمفردات ومضامين تلك المقالات يتهم صراحة وبلغة قوية ارتباط الصقور مع قيادة حماس .
يقول الدكتور الغرابية في احدى مقالاته « فريق يرى الاولوية بان يكون التنظيم مسخرا لمشروع القضية الفلسطينية وكيفية خدمته ويرتبط بالتأكيد باصحاب السيادة الشرعية عليه ، الذين اصبحت حاجتهم الى الساحة الاردنية اكثر ضرورة في ظل الاوضاع السياسية اقليميا «.
يصعد  الدكتور الغرايبة  الوتيرة الى ما يبدو انه اكثر من تصعيد بلاغي بقوله « اذا بقينا مستمرين بالاصرار على اخفاء معظم الحقيقة والاستمرار بالمنهج القائم على الاستخفاف بالطرف الاخر عن طريق الاستعانة بالاغلبية الضئيلة ، فلا بد عند ذلك من استخدام مشرط الطبيب «.
هذه اللغة غير المسبوقة  من قيادي بارز في الحركة الاسلامية بحجم الدكتور الغرابية ، في نقده واعتراضة على النهج الذي تقاد به الحركة ،  وهو صوت يعبر عن تيار عريض  فيها ، يصعب مع قراءة مفاصلة وسياقاته وفق مصادر اخوانية تسوية الامر بسهولة خاصة وان هذه التحذيرات تقع على اذان صماء لدى القيادة الصقورية للجماعة ما يرجحه البعض ان يتطور الامر الى حدوث انشقاقات عنها .
المشهد الاخواني بتطوراته الراهنة على صعيد بيتهم الداخلي ، تلقى اهتماما لافتا  في مختلف الاوساط السياسية والاعلامية ، التي ترى ان هذه التطورات والخلافات التي ظهرت الى العلن  ، تطرح اسئلة وسيناريوهات عديدة عنوانها ان جماعة الاخوان المسلمين هي الان على «مفترق طرق» يغيب او يغيب  فيه صوت  ما كان يسمى في السابق « الحكماء « في الحركة الذين حافظوا على وحدتها وتجاوزا خلافات  كبيرة كانت تواجهها في السابق .