فن استخدام ( الكندرة ) ؟!
للمرة
الثانية على التوالي يفشل احد النواب باصابة زميل سابق له بعد ان قام
بقذفه بـ " الكندرة " وذلك بعد ان شاركه الحوار في برنامج تلفزيوني !
حيث كانت المرة الاولى قبل فترة بسيطة جدا عندما حاول نائب اخر اصابة زميل
له ايضا ب " الكندرة " بعد ان احتدم الحوار بينهما داخل المجلس .. لكنها هي
الاخرى اخطأت هدفها مع ان مقاسها لا يعطيها العذر ابدا بأن تنحرف عن
مسارها ولاتصيب الهدف المحدد لها !
لكن الامل مازال يحدو الاردنيين بأن تكون ( الثالثة ثابتة ) وتصيب في المرة
القادمة هدفها وذلك حتى لا يتسبب ذلك في انتكاسة لاعضاء المجلس نحن في غنى
عنها خاصة ان بين ايديهم مجموعة من القوانين الهامة التي ستحدد مصير
البلاد والعباد .
مسألة ان ينتهي ( الحوار ) بتطاير ( الكنادر ) مسالة ليست غريبة على
المجتمع الاردني فعادة ما ينتهي الحوار بين الاب والابن باستعمال مثل هذا
النوع من ( الاسلحة ) والذي يعتبر استخدامه غير مناف للمواثيق والاعراف
الدولية .
لكن الغريب في الموضوع هو ان ( الاب ) ابدا لا يخطئ الهدف وتجد ان (
الكندرة ) اصابت صباح ( الابن ) بدقة متناهية مع انها صناعة صينية .. بينما
( النائب ) لغاية الان عاجز عن اصابة الهدف المحدد له مع انه يملك ( كندرة
) صناعة ايطالية ..
يقول احد الخبراء في تحليله لهذه الظاهرة الغريبة : اعتقد ان العيب ليس في (
الكندرة ) بل في المستخدم نفسه .. ( الاب ) لا يخطئ الهدف كونه لديه شرعية
لا احد يشكك بها لذلك في اللحظة التي يقذف بها ( الكندرة ) يكون الخصم
عادة قريبا جدا من هذه ( الشرعية ) فتصيبه ( الكندرة ) بدقة متناهية ..
بينما بعض ( النواب ) هناك بعض الشكوك تدور حول ( شرعيتهم ) لذلك تجد (
الخصم ) غير مؤمن بهذه الشرعية من الاصل ويقف بعيد جدا عن مرماها فتجد هناك
صعوبة بالغة في اصابته!
السبب الاخر في رأي الخبير هو ان ( الاب ) لا يبحث عن الاضواء من وراء قذف (
الكنادر ) بل يبحث عن تصحيح مسار ( الابن ) لذلك هو يرمي بهدوء اعصاب
وبعيد عن اعين العدسات فيصيب الهدف المحدد له .. بينما تجد ان ( النائب )
هدفه من ذلك كسب الاضواء لذلك هو يرمي باتجاه ( الكاميرا ) لا باتجاه (
الخصم ) فتجد من المستحيل اصابتة ومن السهل جدا اصابة ( المصور ) .. وهنا
لا بد وان نحذر الزملاء ( المصورين ) من ضرورة الانتباه لهذه المسألة وأخذ
الاحتياطات اللازمة .
السبب الاخير في رأي الخبير هو ان ( الاب ) يرمي دون سابق انذار فلا يكون
امام ( الابن ) أي فرصة للهروب فتصيبه القذيفة اقصد " الكندرة " على الفور
.. بينما النائب قبل ان يرمي يقوم ( بالزوبعة ) فيعطي الخصم فرصة للاختباء .
عزيزي النائب : قد تنجح في الطبطبة على ( فاسد ) وقد تبدع في اعطاء ( الثقة
) وقد لا يسبقك احد في سرعة طوي ( الملفات ) فكل ذلك ليس بحاجة سوى لاتصال
او وعد بالتعيين ..
اما مسألة ان تستخدم ( الكندرة ) في المواجهات فلا اعتقد انك ستنجح فيها
لانها لعب وفن وتكتيك .. وانت متعوّد على ثقة وبراءة وموافق .. فدشرك من
هالسولافة !