إلغاء (درع اليد) تحت ضغط الأندية يتقاطع مع مساع التطوير
اخبار البلد : جاء قرار اتحاد كرة اليد الاثنين
الماضي بالغاء بطولة الدرع في الاتجاه المعاكس لمساعي تطوير اللعبة
ويتقاطع مع كل التمنيات والطموحات في استرداد اللعبة هيبتها التنافسية على
الاصعدة كافة.
اتخذ الاتحاد القرار تحت ضغط الاندية
التي طالبته بالغاء البطولة وهي احدى المسابقات الثلاث التي يقيمها على
مدار العام من اجل زيادة مساحة التنافس.
لم يكن قرار
الاتحاد بالانصياع لرغبة الاندية التي مارست شتى الضغوطات في ذلك الاتجاه
مفاجئا، لكن ما كان مفاجئا في الامر رغبة الاندية التي يفترض ان ذلك ليس في
مصلحتها لانه يقلص من مساحة التنافس لفرقها ويحد من فرص التطور للاعبيها
وقد كان الاجدر بها ان تتمسك باقامة البطولة وتدعو اتحاد اللعبة الى اقامة
بطولات اخرى تحت مسميات مختلفة من اجل تطوير لاعبيها.
في
السياق ذاته، نجزم بأن الاندية نجحت في فرض ما تريده على الاتحاد ،
فتقاسمت معه المخصصات المالية التي تصله من اللجنة الاولمبية للانفاق على
شؤون اللعبة وتطوير المنتخبات الوطنية وفي الوقت ذاته تضامنت فيما بينها من
اجل الغاء احدى بطولاته السنوية بدلا من زيادتها بعد حصولها على دعم مالي
افضل بكثير من العام الماضي.
نسأل الاتحاد: هل سيقبل
في المستقبل الغاء بطولة الكاس او بطولة الدوري اذا طلبت الاندية منه ذلك
ترشيدا للنفقات المالية؟ ، والا يتعارض ذلك مع المهام المناطة به التي ينصب
اغلبها في ادارة شؤون اللعبة بما يؤدي الى تطورها لتصل الى مستوى طموحات
الوطن واسرته الرياضية؟.
نرى بان الاتحاد ما كان عليه
ان ينصاع لضغوطات الاندية وكان عليه كما انتزعت منه الاندية الحوافز
المالية والدعم المالي ان يطبق سياسة العقوبات المالية على الفرق التي لا
تشارك في البطولة وحسمها من قيمة الدعم السنوي المقدم لها وكان عليه ايضا
ان يغير في نظام البطولة بحيث يجعلها مفتوحة امام فرق كافة الدرجات بدلا من
حصرها بفرق الدرجة الاولى.
واجب الاتحاد وفق النظام
الذي يحكم العمل الرياضي الاردني ان يبادر الى تنظيم البطولات بما يؤدي الى
تنفيذ برامج التطوير المستدام وهو احد شعارات اللجنة الاولمبية في وقت
سابق، لا ان تبقى رغبة الاندية تحكم اطار عمل الاتحاد وتمضي به الى الاتجاه
المعاكس.
في سياق اخر، نسأل الاندية اين هي مساعيها
لتطوير اللعبة ما دامنا نشاهد رعاية متواضعة للغاية لفرق الواعدين
والناشئين ؟! ، ففوز القوقازي على الفجر 32/7 في مباراة ضمن بطولة الاشبال
يجعلنا ندرك حجم الفارق في المستوى الفني وشكل المنافسة بين الفرق في مثل
هذا الدوري ، فالاصل ان يكون اعداد جيل الواعدين بشكل يؤدي في المحصلة الى
تطوير اللعبة ومثل هذه النتيجة لا تطور الفريق الفائز ولا الخاسر سواء
بسواء.
شعار توسيع القاعدة
عندما
تتقدم الاتحادات الرياضية بخططها السنوية الى اللجنة الاولمبية لمناقشتها
ومن ثم اعتمادها نسمع من ممثليها اجراءات لتنفيذ شعار توسيع القاعدة من
خلال اقامة مراكز الواعدين والى غير ذلك الحديث الذي لا يعدو كونه من قبيل
الاستهلاك المحلي!!.
لم يعد هذا الشعار مجديا فقد مرت
دورتان اولمبيتان مدتهما ثمان سنوات في العهد الجديد للرياضة الاردنية الذي
دشنته اللجنة الاولمبية بعد توليها المسؤولية الكاملة عن الرياضة الاردنية
وستمر دورات اولمبية اخرى لنسمع نفس الكلام ،.. وهنا نسأل الى متى ستبقى
الاتحادات الرياضية تتجمل بهذا الشعار، الم يحن الوقت لتتخلى عنه وتقطف
ثمار جهدها من خلال احتدام المنافسات المحلية ودخول المنافسات العربية
والاسيوية بقوة ليرتفع علم الوطن في اجوائها.
معظم
الاتحادات الرياضية ما زال مستواها الفني بعيداً عن تحقيق طموحات طرق
بوابات المنافسات المختلفة بقبضة فولاذية ،.. ورغم ذلك تريد تلك الاتحادات
ان تقنعنا بان فوزها ببطولات هامشية وفي منافسات المشاركة فيها محدودة
وضعيفة للغاية انجازُ يسجل لها ، تتغنى به طويلا وتقيم حفلات التكريم من
اجله وهي بذلك تمارس اسلوب ذر الرماد في العيون ليس إلا، « لان الشمس لا
تغطى بغربال « كما يقول المثل والانجاز الحقيقي هو من يتحدث عن نفسه وليس
من يسارع صاحبه للترويج الاعلامي له !!.
يفترض بنا ان
نتوقف كثيرا عند حجم الانجاز الذي تعلنه بعض الاتحادات الرياضية فمن غير
المقنع في رياضة تعنى بالارقام والازمان ان نعتبر لاعبنا متطوراً رغم فوزه
بميدالية لا اهمية لها في الوقت الذي تجد فيه رقمه القياسي بعيدا جدا عن
الارقام العربية على اقل تقدير.
تعديلات نظام الاتحادات
نستشعر
حالة القلق الموجودة عند أفراد الاسرة الرياضية من عدم وصول التعديلات على
نظام تشكيل الاتحادات الرياضية الى مستوى طموحاتهم، فالقسم الاكبر من
هؤلاء يتخوف من بقاء المتنفذين في الاتحادات الرياضية الحالية في مواقعهم
!!.
كنا نتطلع ان يتقلص عدد الاعضاء الممثلين لفئة
المميزين الذين يقتربون من النصف وهم في مجلس ادارة الاتحاد البالغ عدد
اعضائه (11) إلى خمسة وفي الاتحاد البالغ عدد اعضائه (9) إلى اربعة وفي
الاتحاد البالغ عدد اعضائه (7) إلى ثلاثة.
وكنا نرى ان
تحسين سوية اداء الاتحادات يكمن في زيادة عدد اعضاء فئة اركان اللعبة التي
تضم المدربين المعتزلين والحكام الدوليين المتقاعدين ويكمن في زيادة عدد
اعضاء فئة اللاعبين الدوليين ، «فأهل مكة ادرى بشعابها» كما يقول المثل ،
فلا يعقل ان يكون داخل مجلس ادارة الاتحاد معقد واحد لاركان اللعبة ومقعد
مماثل للاعبين الدوليين بينما تمنح فئة المميزين خمسة اضعاف هذا العدد!!.
وكنا
نرى ان اللجنة الاولمبية يفترض ان يصدر عنها تعميم يتضمن وصفاً للعضو
المميز ، فليس بالضرورة ان يكون كل من قدم دعما بسيطا او كان ضمن لجنة
منبثقة عن الاتحاد مميزا ، فالاصل ان يمر تميزه عبر فكره وعطائه وقدراته
وتفرغه وحبه للعمل وانتمائه له وقدرته على التخلي عن المصلحة الشخصية.
بصراحة..
لسنا متفائلين بأن تكون للتعديلات التي ستطرأ على نظام تشكيل الاتحادات
الرياضية لعام 2004 وتعديلاته لعام 2008 القدرة على تغيير الواقع الحالي
للرياضة الاردنية بما يؤدي في المحصلة الى تحقيق النقلة النوعية للرياضة
الاردنية ، لان النظام برمته يحتاج الى احداث تغيير بدرجة كبيرة ان لم يكن
شاملا ، .. يكون للخبراء رأي ودور فيه ،.. فيقينا تحتاج الرياضة الاردنية
الى ثوب جديد وليس الى رفوٍ وترقيع له وهذا لا يتم الا باجراء تعديلات
واسعة ومجدية على نظام الاتحادات الرياضية.