أبطال المواقف الخاسرة


حالة من الذهول أو الصدمة أحيانا تصيب المواطن الأردني جراء تلقيه جرعات من الأخبار التي يراد من خلالها إبراز نظافة اليد والوطنية عبر فتح ملفات في الوقت الضائع تعكس حالة الأزمة والإفلاس التي يعانيها من فقدوا الكراسي والامتيازات أو الطامحين إلى تحقيق مكتسبات شخصية على حساب المواقف العامة.

يوما يطل علينا الكثير ممن كانوا يوما في السلطة وتنعموا بأموال الدولة هم وذويهم واستفادوا من المنح والبعثات الدراسية واستخدموا سيارات الحكومة واخذوا لقب معالي ومدراء عامين وحصلوا على رواتب تقاعدية لا يستحقونها واليوم يتخندقون في صفوف الحراك بغية لفت الأنظار أليهم علهم يتمكنوا من العودة إلى النعيم الذي فقدوه من خلال الضحك وممارسة سياسة الدهلزة على ظهور الأبرياء والانقياء .

هولاء العينات الذين إن جاز التعبير أن نطلق عليهم بأنهم خانوا أمانة المسؤولية يحاولون اليوم التلون مع إفرازات المجتمع شأنهم شأن الحرباء التي تتلون وتتماهى حسب الظروف البيئية التي تعيش فيها دون أدنى مسؤولية واعتبار لمنظومة قيم الأخلاق .
لقد حان الوقت للفظ مثل هذه الطحالب شعبيا ورسميا وتعريتهم ومحاسبتهم لان إقدامهم على فتح ملفات الدولة التي ائتمنوا عليها تعادل جريمة الخيانة العظمى .

فالرجل الشريف هو من يحسم الموقف في بدايته من خلال عدم الاستمرار في العمل أما أن يتقاعد برواتب مغرية ودرجات عليا وسبق أن استثمر العمل الوظيفي للغايات الشخصية فانه أمر لا ينطلي على العقلاء والحكماء القادرين على التميز بين من يريد مصلحة الناس وبين من يريد الصعود على أجسادهم .