لماذا لا يلقونهم في البحر؟!
مجدداً وبالترافق مع الترويج لاحتمال إغلاق مضيق هرمز هدد أحد كبار المسؤولين الإيرانيين وعلى غرار تهديدات سابقة للرئيس محمود أحمدي نجاد بأن ايران ستلقي إسرائيل في البحر وأنها ستلغيها من الوجود إن هي لجأت الى أي عمل عسكري ضد الجمهورية الإيرانية وإن أي هجوم على طهران سيعني نهاية الدولة الإسرائيلية ولقد قال نائب رئيس الأركان الإيراني مصطفى أزادي في هذا الصدد أيضاً :النظام الصهيوني لا يستطيع أن يفعل أقل القليل ضدنا لكن إذا كان هذا النظام لا يزال يفكر في أي هجوم عسكري على بلادنا فإنه سيتسبب في نهايته وإنهياره.
ومثل هذا الكلام كان قاله عدد من المسؤولين الفسطينيين من خارج إطار منظمة التحرير فكل مرة تتأزم فيها الأوضاع في منطقة القطاع ويبدأ الإسرائيليون بحشد جيوشهم حول غزة نسمع تهديدات :«بأننا سنزلزل الأرض من تحت اقدام إسرائيل» وهذا الكلام كان قيل بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين ،رحمه الله، وكان قيل بعد اغتيال كل قائد من قادة المقاومة الفلسطينية الذين اغتالهم الإسرائيليون إن في غزة وإن في الضفة الغربية وإن في عدد من الدول العربية وإن في بلاد الله الواسعة.
آخر التهديدات بإفناء اسرائيل وزلزلة الأرض من تحت اقدامها كانت بعد اغتيال القائد في حركة «حماس» كمال غناجة ،الذي اغتيل في دمشق قبل أيام والذي تحدثت بعض المعلومات عن انه خضع لتحقيقات طويلة وعنيفة قبل اغتياله وان «العدو الصهيوني» لا علاقة له باغتياله مع أن هذا العدو قد غاص في الجرائم حتى رقبته وأن أيدي قادته ملطخة بدماء قادة أبناء الشعب الفلسطيني وكانت هناك تهديدات مدوية وبأن الرد سيكون عنيفاً ومدوياً بعد اغتيال محمود المبحوح في دبي في تلك العملية التي حشد لها «الموساد الإسرائيلي» أعداداً كبيرة من عدد من الدول الغربية.
وهنا فإن المعروف أن الشيخ حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني كان قد أطلق بعد اغتيال عماد مغنية في دمشق في أحد معسكرات المخابرات السورية تهديدات قال فيها بأن رده سيكون صاعقاً وأنه سيزلزل الأرض من تحت أقدام إسرائيل لكن أي شيء بالطبع لم يحدث وبدل ذلك لجأ الى ذلك الاحتلال المخزي لمنطقة بيروت الغربية ولجأ الى إرهاب المواطنين اللبنانيين من طوائف معينة يرفض بعض زعمائها بقاء هذا الحزب بأسلحته وميليشياته دولة داخل الدولة اللبنانية.
والسؤال هنا هو :لماذا ياترى لا تبادر إيران الى إلقاء إسرائيل في البحر وإزالتها من الوجود إذا كانت قادرة على ذلك بالفعل ولماذا تنتظر الى أن يوجه «نظام العدو الصهيوني» ضربة الى طهران كي تلقنه درساً لن ينساه.. ثم لماذا الانتظار الى أن يعتدي الاسرائيليون على غزة كي تتم زلزلة الأرض من تحت أقدامهم.. لقد سمعنا في ستينات القرن الماضي أحمد سعيد وعبر أثير صوت العرب يقول ويردد :«تجوّع يا سمك» واكتشفنا أن صواريخ القاهر والظافر التي كان يهدد الدولة الإسرائيلية بها أشكال كرتونية وأن سمك البحر الابيض المتوسط لم يتجوع وأن الاسرائيليين لم يلقوا لا في هذا البحر ولا في غيره..والمثل يقول :إن من يكبر حَجَره لا يضرب!.