القادم لا يبشر بخير أبداً.يوزارة التربية


كانت هذه البداية... بداية من آلاف البدايات التي جعلت طلابنا آلات صماء،عمياء، لا يهم إلا أن تختزن ما يملى عليك أو ما تنقراه في في الكتاب المدرسي أو الجامعي المقرر نعم ، لا خروج عن الخط ولا على النص هي الابيض والاسود لاغير وبذلك تحقق أعلى المعدلات في الثانوية العامه او في الامتحان الجامعي الجامعة و المطلوب منك ان تردد دون زيادة اونقصانم وكانك تقسم ولايجوز لك ان تبدع

ما جعلني كتب عن هذا ان طالبا بالثانويةالعامه ظل يتردد على مكاتب وزارة التربية والتعليم ي عمان دون ان يياس ولا كل ولامل يريد ان يعاد النظر ثانية باحد ى المواد التي تقدم فيها للامتحان فجاءت النتيجه غير ما تامل احدهم قال انا من المصححين لاوراق الامتحان، لماذا تظن أنك مظلوم؟!‏
وتنهد الطالب وقال .... لأنني اجبت بشكل جيد لايحتمل فيه الخطا واعتمدت على المراجع والمصادر التي تعنى بهذا الموضوع ، وقد أثريت الإجابات بالأدلة والشواهد... ويمكن أن ترى ذلك.‏
صمت مستمر لثوانٍ انكسرجداره أمام جواب مباغت غير متوقع أبداً... ومن الذي قال لك يابني إن المطلوب من خارج المقرر...؟ أليس لديك كتاب والا تعلم ان الاجوبةتوضع امامنا ونصحح بموجبها ولانحيد عنها وكانها دستور لايجوزالخروج عليه
كانت هذه البداية... بداية من آلاف البدايات التي جعلت طلابنا آلات صماء،عمياء، لا يهم إلا أن تختزن ما يملى عليك أو ما في الكتاب المدرسي، أو الجامعي، لا خروج عن الخط وبذلك تحقق أعلى المعدلات في الثانويةاو في الجامعة وتدخل إلى حيث تريد.‏
هل نحن الآن خارج إطار هذا الحال..؟!‏
لماذا تحولت مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا إلى مصنع تسجيل لا مدارس ومراكز وجامعات إبداع..؟‏
لماذا لم تعد قاعات المحاضرات والمكتبات الجامعية مكاناً للبحث والدراسة والإبداع...لماذا لانشجع على العلم والبحث والابداع والتميز ...لماذا لانقيم نشاطاً ثقافياً لماذا لانشجع على زيارة المكتبات العامة والخاصة ,ونجعلها تضج بالطلاب الباحثين عن كتاب هنا ومرجع هناك..؟!‏
حلقات بحث حقيقية وطلاب حقيقيون وأساتذة جامعيون ينشرون دراسات وأبحاثاً جديدة يثيرون حراكاً علمياً حقيقاً... أين أصبح ذلك كله..؟!‏
بالتأكيد يبدأ الأمر من المنزل، فالأسرة المشغولة بهموم الحياة ومشاغلها وبحثاً عن رغيف الحياة لم يعد يهمها أن تكون المكتبة المنزلية ركناً أساسياً في البيت، ومع أن غالب الآباء والأمهات ليسوا أميين، فإن الأبناء افتقدوا مشهد رؤية أحدهم يمسك كتاباً أو صحيفة، افتقدوا نصيحة أن يطالعوا هذا الكتاب أو ذاك... الكل متسمر أمام شاشة التلفاز متابع لمسلسل تركي او مصارعة او الكرتون أويعمل على الكمبيوتر لمحاكاه احدهم اوالتسلي بالالعاب

وفي المدرسة ليس الحال بأُفضل مكتبات مدرسية لم تعد تحمل من اسمها شيئاً الا الاسم تحول أمين المكتبة إلى خازن كتب مدرسية ورفوف الكتب علاها الغبار وانكفأت قائمة الكتب الجديدة... وفي المدرسة لا يهم المدرس أو الطالب إلا أن يكون الحفظ الصم المقياس للوصول إلى أعلى الدرجات.‏
هل نذهب أبعد من ذلك... هل نسأل بعد لماذا تضيع أجيالنا، وتهدر الإمكانات التي توفرها الدولة لأبنائنا..‏ لماذا لم يثمر نظامنا التربوي كما يجب؟‏
أعيدوا للعلم مكانته، أعيدوا للمدارس دورها... أعيدوا للمدرس مكانته، للأستاذ الجامعي موسوعيته، مع تخصصة أعيدوا للكتاب مكانته، وهي الأذل لدينا.... هل تعاد هذه الأشياء بأوامر...؟ بالتأكيد لا...
الاستراتيجيات التربوية والتعليمية والثقافية والحقيقية كفيلة بذلك، وليس بين ليلة وضحاهاأبداً.... ليتواضع من يهمهم الأمر ويلتقوا لبحث ذلك(وزارة التربية/ الثقافة/ التعليم... ومن معهم)‏
حصادنا مر، وفيه زؤان كثير، لا تتركوا حقول المستقبل تملأ بالأشواك...‏
هل نفعل شيئاً هل نتحرك، قبل أن يصبح الكتاب والأجيال مجرد ركام... صحيح أن الكتاب. قد صار ركام ورق ولكن ماذا عن الأجيال..‏