المحروسة .. وأبجديات الخضاب الأزرق ..



اخبار البلد 

..هكذا التحقت المحروسة بكوكبة البلاد التي تعتمد صندوق الأنتخاب قاعدة الحكم السياسي الأساس ، ونصبت اول رئيس جمهورية ــ من خارج نادي العسكرــ ونال قرابة 13 مليون صوت مصري ــ بشحهمهم ولحمهم ــ من مجموع 25 مليون مصري أغمدوا اصابعهم بالحبرالأزرق باراتهم الحرة ، تلك الصورة الجديدة دفعتني للتفكير باستغراق ، والتساؤل.. عن كمية الحبر الأزرق الذي احتاجه المصريين والمصريات لتخضيب اكثر من خمسين مليون خنصر على مدى اربعة ايام انتخاب الرئيس في الجولتين ؟! 

اذن هي بعينها .. الديمقراطية ، التي تنقل الشعب من تابع لفرعون لا يخس ولا يسيس ، الى متبوع يتهافت على نيل ود صوته كل من سول له قدره الترشح لمنصب الرئيس !.. ديموقرسي ، قدسية الأولمب واعمدة الأكروبولس وبرلمان اثينا، كلمة السر لكرامة الفرد في وطنه .. الوطن ،جغرافية وتاريخ وشعب له كل الحق في العيش وحرية وكرامة اجتماعية ، وطن وليس وكالة استيراد وتحليب للفرعون والفلول .




من القلب اهنئ السيد رئيس جمهورية مصر العربية بالثقة الغالية التي منحها لك ــ اجدع ناس ــ والتهنئة موصولة لنساء ورجال جماعة الأخوان ومن ناصرهم ، على الانجاز الأهم الذي حققوه في استعادة سيادة هبة النيل ..كخطوة من مسيرة الألف ميل التي قطعها الشعب المصري وقواه الحية في خلع المخلوع وقطع الطريق على اعادة تدوير الفرعون في صورة لتابع من الفلول .




لكن ، دائما هناك لكن ، للأخوان في مصر.. واخواتها، الآن الشوط الأصعب في ممارسة السلطة وسط غابة افعوانية متشابكة التعقيد ، والبداية في شطب مفردات الأستحواذ والفردية والشللية والتكفير والتخوين والتسخيف من قاموس تشكيل الحكومة، والشروع في بناء شراكة حقيقية لتحمل عبء صعوبة المهمة .. وازالة القلق والتوجس لدى كل مكونات الشعب المصري صاحب الصولجان الذي اوصل سيادة الرئيس محمد مرسي الى سدة حكم قلب العروبة النابض.




واحسب انه من اهم الدلالات التي افرزتها جولات الأنتخاب المتعددة في مصر هو تكتل لافت لتيارات سياسية/ اجتماعية صاعدة ليست مستقطبة ــ اسلامية او فلول ــ لديها رؤى حداثية في التعاطي الأيدلوجي والبرامجي مع متطلب مصر المستقبل في الأقتصاد والسياسة التي تعيد صياغة دور المواطن المصري في بلده ومحيطه العربي والاسلامي ، وهو ما ينبغي الالتفات له من قبل الرئيس والجماعة والبناء عليه من قبل مؤسسة الحكم .




كحقيقة بديهية واقعة .. من لايراها نظره قاصر ، ان صدى هتاف ميدان التحرير وصل بالفعل من القلب الى الأطراف في آيات متشابهات تؤشر بإصرار العربي على استعادة كرامة الإنسان وسيادة الأوطان ، للصعود بأمة العرب الى مراتب الأمم التي تملك خبزها وعزها ومستقبلها ...

ويحدوني الأمل في ان يحتفظ المصريين لاجلنا ببواقي الحناء .. ليخضب الأردني خنصره في ايقوناتها .. املي انشاء الله في محله، ومن لا يوافقني.. اقول : "اصله ماعداش على مصر".

كاتبة صحفية اردنية / تورنتو