"ﯾﻤﻜﻦ أن ﻧﻘﻮل ﻓﻲ اﻃﻤﺌﻨﺎن إن اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﻤﺼﺮي ﻻ ﺗﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﻗﻮاﻋﺪ اﻹﺳﻼم، وﻟﯿﺴﺖ ﺑﻌﯿﺪة ﻋﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻻ ﻏﺮﯾﺒﺔ ﻋﻨﮫ، ﺑﻞ إن واﺿﻌﻲ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﻤﺼﺮي رﻏﻢ أﻧﮭﻢ وﺿﻌﻮه ﻋﻠﻰ أﺣﺪث اﻟﻤﺒﺎدئ واﻵراء اﻟﺪﺳﺘﻮرﯾﺔ وأرﻗﺎھﺎ، ﻓﻘﺪ ﺗﻮﺧﻮا ﻓﯿﮫ أﻻ ﯾﺼﻄﺪم أي ﻧﺺ ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺻﮫ ﺑﺎﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ، ﻓﮭﻲ إﻣﺎ ﻣﺘﻤﺸﯿﺔ ﻣﻌﮭﺎ ﺻﺮاﺣﺔ؛ أو ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻔﺴﯿﺮ اﻟﺬي ﯾﺠﻌﻠﮭﺎ ﻻ ﺗﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ" (ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ: ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ).
ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻛﺘﺎﺑﺎت ﻣﻨﺸﻮرة ﻟﻺﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ اﻷردن وﻗﺎدﺗﮭﻢ وﻛﺘﺎﺑﮭﻢ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﻌﺮض أﻓﻜﺎرھﻢ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ واﺿﺢ وﺻﺮﯾﺢ. وﻟﻜﻦ واﻗﻊ اﻟﺤﺎل، وﻣﺎ ھﻮ ﻣﻌﺮوف ﻋﻦ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺸﻔﺎھﻲ اﻟﻤﺘﺪاول ﻓﻲ وﺳﻂ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ واﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﻘﻠﯿﻠﺔ اﻟﻤﻨﺸﻮرة، ﺗﺆﻛﺪ ﺑﻮﺿﻮح أن اﻹﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ اﻷردن ﺑﻌﯿﺪون ﺟﺪا ﻋﻦ ﻓﻜﺮ ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ. وﻻ أﻇﻦ ﻣﻦ ﯾﺆﻣﻦ ﺑﻌﺒﺎرة ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ اﻟﻤﺜﺒﺘﺔ ﻓﻲ أول ھﺬه اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ، إﻻ ﻋﺪد ﺿﺌﯿﻞ ﻣﻨﮭﻢ
ﻋﻠﻰ ﺧﻮف وﺧﺠﻞ؛ ﯾﺬّﻛﺮ ﺑﺎﻵﯾﺔ "وﻣﺎ آﻣﻦ ﻟﻤﻮﺳﻰ إﻻ ذرﯾﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﮫ ﻋﻠﻰ ﺧﻮف ﻣﻦ ﻓﺮﻋﻮن وﻣﻠﺌﮫ".
ﻟﺪﯾﻨﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻛﺘﺎﺑﺎت ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ ﻓﺎرس أﺣﺪ ﻗﺎدة اﻹﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻣﻨﺬ اﻟﺴﺒﻌﯿﻨﯿﺎت، وﻋﻀﻮ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب اﻷﺳﺒﻖ ﻟﺪورﺗﯿﻦ. وﺑﻤﺎ أن اﻹﺧﻮان ﻗﺪ أﺑﻌﺪوا وﻓﺼﻠﻮا ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﺪدا ﻛﺒﯿﺮا ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻘﺎﻻت أو آراء ﻓﻜﺮﯾﺔ وﺳﯿﺎﺳﯿﺔ، وﻟﻢ ﯾﻔﻌﻠﻮا ﺷﯿﺌﺎ ﺑﺤﻖ ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ ﻓﺎرس، وﻟﻢ ﯾﺼﺪر ﻋﻦ اﻹﺧﻮان وﻗﯿﺎدﺗﮭﻢ ﻣﺎ ﯾﻨﻔﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺘﮭﻢ ﻵراء أﺑﻮ ﻓﺎرس اﻟﻤﻨﺸﻮرة، ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻛﺘﺎﺑﺎت ﯾﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎرھﺎ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، وإن ﻛﻨﺖ
أﻋﻠﻢ ﺷﺨﺼﯿﺎ أن ﻋﺪدا ﻛﺒﯿﺮا ﻣﻦ ﻗﺎدة اﻹﺧﻮان وأﻋﻀﺎﺋﮭﺎ ﯾﺨﺎﻟﻔﻮن ﻣﺎ ﻛﺘﺒﮫ أﺑﻮ ﻓﺎرس، وﻟﻜﻦ ﯾﺼﻌﺐ ﻃﺮح وﺗﺪاول ھﺬه اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ إﻻ ﻓﻲ ﺟﻮ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﻼف واﻟﺘﻌﺮض ﻟﻼﺗﮭﺎم واﻟﻌﻤﺎﻟﺔ. وﻟﺪﯾﻨﺎ أﯾﻀﺎ ﻓﻜﺮة واﺿﺤﺔ وﻣﺆﻛﺪة وﻣﺘﻮاﺗﺮة أن ھﻤﺎم ﺳﻌﯿﺪ ﯾﺆﻣﻦ ﺑﻤﺎ ﯾﻘﻮﻟﮫ ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ ﻓﺎرس، وھﻨﺎك ﻏﯿﺮھﻤﺎ ﻋﺪد ﻛﺒﯿﺮ ﻣﻦ ﻗﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ وأﻋﻀﺎﺋﮭﺎ ﻣﺜﻠﮭﻤﺎ.
ﯾﺮى ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ ﻓﺎرس ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ "ﺣﻜﻢ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻮزارة ﻓﻲ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ" أن اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﺑﺎﻟﻮزارة ﺗﺤﺮم ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "وﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ أﻧﺰل اﷲ ﻓﺄوﻟﺌﻚ ھﻢ اﻟﻜﺎﻓﺮون"، وأﻧﮭﺎ آﯾﺔ ﺻﺮﯾﺤﺔ وواﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﯾﻢ اﻟﻮزارة وﻻ ﻣﺠﺎل ﻟﻼﺟﺘﮭﺎد ﻣﻊ اﻟﻨﺺ. وأﻣﺎ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﺑﺎﻟﻨﯿﺎﺑﺔ، ﻓﮭﻲ ﺟﺎﺋﺰة ﻷﻧﮫ أﻓﺘﻰ ﺑﺠﻮاز ذﻟﻚ!
اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ﻋﻨﺪ أﺑﻮ ﻓﺎرس وﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻹﺧﻮان ﻓﻲ اﻷردن، وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺘﻜﻔﯿﺮﯾﺔ واﻟﻤﺘﺸﺪدة ﻓﻲ اﻷردن وﺧﺎرﺟﮫ (ﻓﺼﻠﻮا ﻣﻦ اﻹﺧﻮان ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ إﻻ ﻓﻲ اﻷردن)؛ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﻓﺘﺮة ﺗﺎرﯾﺨﯿﺔ (ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻹﺳﻼم)، وﻟﻜﻨﮭﺎ ﺗﻌﻨﻲ ﻣﺎ ﻟﯿﺲ إﺳﻼﻣﺎ، وﺗﺸﻤﻞ اﻷﻓﻜﺎر واﻟﻤﻌﺘﻘﺪات واﻟﺴﻠﻮك واﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ (ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ دﻻﻟﺔ ھﺬا اﻟﻤﻔﮭﻮم ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﺟﺎھﻠﯿﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﻗﻄﺐ). وھﻮ ﻣﻔﮭﻮم
ﻣﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ اﻵﯾﺔ اﻟﻘﺮآﻧﯿﺔ: "أﻓﺤﻜﻢ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ﯾﺒﻐﻮن وﻣﻦ أﺣﺴﻦ ﻣﻦ اﷲ ﺣﻜﻤﺎ ﻟﻘﻮم ﯾﺆﻣﻨﻮن". ﻓﮭﻨﺎك ﺣﻜﻢ اﷲ، وﯾﻘﺎﺑﻠﮫ ﺣﻜﻢ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ؛ ﻓﺈﻣﺎ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ "ﺣﻜﻢ اﷲ"، أو ﺗﻜﻮن "ﺣﻜﻢ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ". وﯾﺆﻛﺪ ھﻨﺎ أﺑﻮ ﻓﺎرس أﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺟﺎھﻠﯿﺔ وﺣﻜﻢ ﺟﺎھﻠﻲ ﻻ ﺗﺠﻮز ﻣﻌﮫ ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ.
ﻻ ﻓﺮق ﺑﯿﻦ ﻣﺎ ﯾﻘﻮﻟﮫ أﺑﻮ ﻓﺎرس وﯾﺆﯾﺪه ﻓﯿﮫ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ ﻗﺎدة اﻹﺧﻮان وأﻋﻀﺎﺋﮭﻢ، وﺑﯿﻦ ﻣﺎ ﯾﻘﻮﻟﮫ أﺑﻮ ﺳﯿﺎف وﻻ ﻣﺎ ﯾﻘﻮﻟﮫ أﯾﻤﻦ اﻟﻈﻮاھﺮي وأﺑﻮ ﻣﺼﻌﺐ اﻟﺰرﻗﺎوي. وأﻣﺎ أﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻤﻘﺪﺳﻲ وأﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻻدن، ﻓﮭﻤﺎ أﻛﺜﺮ اﻋﺘﺪاﻻ ﺑﻜﺜﯿﺮ!.. ﻟﻤﺎذا ﯾﺸﺎرك أﺑﻮ ﻓﺎرس واﻹﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن إذن ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﯿﺎﺑﯿﺔ "اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ"؟
وﯾﺒﯿﻦ ﻧﻮاﯾﺎك ﺗﺠﺎھﮭﻢ، وﻟﻢ ﯾﺴﺒﻘﻚ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻻ اﺛﻨﯿﻦ اﺣﺪھﻢ ﻓﻲ ... وھﺎ اﻧﺖ اﻟﯿﻮم ﺗﻜﻤﻠﮭﺎ
اﻧﺖ ﺗﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺪﯾﻢ اﻻﻣﻮر ﺗﻄﻮرت (اﺧﻮﻧﺠﻲ ﻣﻨﻔﺘﺢ - اﻷردن)