فجرت فضائية "الجزيرة” قنبلة من العيار الثقيل، وأعادت عرفات الى سطح الاحداث من جديد، بكشفها عن أسباب موته، من خلال تحقيق استقصائي، أثبت أن الزعيم الفلسطيني الابرز، اغتيل بمادة البولونيوم.
نتائج التحليل التي أعلنها مختبر سويسري مختص بالكشف عن "الجرائم النووية” أكدت وجود مادة مشعة "البولونيوم” في ملابسه الداخلية، والطاقية التي كان يرتديها، وفي فرشاة الاسنان التي كان يستعملها.
هذا الاكتشاف المذهل، فك لغز موت الختيار، وأكد ان شكوك الشعب الفلسطيني كانت صحيحة، "بأنه مات مسموما بفعل الموساد”، الذي تمكن من الوصول اليه أخيرا، وهذا ما شعر به الختيار، وهو يصارع الموت، فاسر الى المقربين منه "بانهم تمكنوا منه أخيرا”.
نتائج التحليل هذه تستدعي المتابعة، وخاصة بان هذا المختبر هو الذي اماط اللثام عن اسباب موت العميل الروسي "الكسندر ليفتنكو” والذي ثبت أنه اغتيل بنفس المادة،التي اغتيل بها عرفات، مادة "البولونيوم” والتي لا تملكها الا الدول التي تملك السلاح النووي، وبالاخص اسرائيل وروسيا وأميركا.
وهذه المتابعة الجادة تقتضي تحليل عينات من الرفات، قد تحتوي على تركيز مكثف من مادة الاشعاع دخلت جسمه عن طريق الاكل والشرب، وهي بالتأكيد موجودة، ما دام الاشعاع لا يزال موجودا في ملابسه الداخلية، وفرشاة اسنانه، وبقايا شعر رأسه.
ما هو رد فعل القيادة الفلسطينية؟؟ وما هي السبل التي ستسلكها لكشف الجريمة التي ارتكبها العدو الصهيوني، بواسطة عملائه الموجودين في المقاطعة؟.
ناصر القدوة، ابن شقيقة عرفات، يعتبر أن النتائج التي توصل اليها المختبر السويسري، كافية لاثبات ان الرئيس الفلسطيني السابق اغتيل مسموما، مشيرا الى أن تقرير الاطباء الفرنسيين الذين أشرفوا على علاجه في مستشفى بيرس بباريس،أشار الى أنه مات لاسباب غير معروفة، ما يعزز الاعتقاد بانه مات مسموما، وهذا ما أكدته تحاليل المختبر السويسري.
وفي هذا الصدد فلا بد من الاشارة الى ان العدو الصهيوني، وعلى لسان الارهابي شارون اعلن أكثر من مرة، بانه معني بالتخلص من عرفات، وهذا يستدعي التأكيد على مسألتين هامتين وهما:.
الأولى: ان تبادر القيادة الفلسطينية بتشكيل لحنة تحقيق جديدة، في ضوء النتائج التي توصل اليها السويسريون، للكشف عن العناصر الفلسطينية المخترقة من الموساد، والمتورطة في دس السم لعرفات، في طعامه أو شرابه أو دوائه، وهي بالتأكيد عناصر من الحلقة الضيقة جدا المحيطة بالرئيس، اذ ان هذه المادة، كما يقول الخبراء لا تؤثر في الانسان الا اذا دخلت جسمه عن طريق الطعام أو الشراب، حيث يبدأ بالمعاناة لمدة ما بين ثلاثة الى اربعة اسابيع قبل ان يدركه الموت، وثبت أن ما تعرض له جسم عرفات من اسهال وتقيؤ، وفقدان للصفائح البيضاء، ثم تعطل اعضاء الجسم بالتدريج، كان بفعل مادة "البوليونيوم” السامة المشعة.
الثانية. التوجه الى "الجنائية الدولية” عن طريق الجامعة العربية، والاستعانة بخبراء ومحامين دوليين مشهود لهم بالكفاءة، لكشف الجريمة الصهيونية، والتي لا تقل بشاعتها عن جريمة اغتيال الحريري.
باختصار.. الكرة في ملعب القيادة الفلسطينية، لكشف جرائم العدو، وتعريته امام العالم اجمع، وتعرية المتعاونين معه؛ انها لحظة الحقيقة.