كلام في العلاقات الإجتماعية


لقد جرت العادة، أيام الزمن الجميل، أن يبدأ جميع الناس تقريبا صباحاتهم بأدعية متوارثة، يتقربون من خلالها الى خالقهم سبحانه و تعالى، و يُحصّنوا أنفسهم من شر بني آدم الذي كان حجمه صغيرا في تلك الأيام بالقول: (اللهم كفّ عنا شر بن آدم).

من النادر سماع تلك الأدعية بالذات هذه الأيام لأن معظم الذين كانوا يرددونها قد رحلوا الى دار الحق.

يأتي شر بني آدم من مخابئ الغيرة، الحسد، الأنانية، غريزة الإنتقام، عدم الإستقرار النفسي بسبب تراكم العقد النفسية، نقص فيتامينات عزة النفس و المروءة، تمكن الشيطان، التعالي، الفوقية و الجهل، و جميعها تشكّل أسبابا قوية تجعل حسن إدارة العلاقات الإنسانية مهمة شبه مستحيلة خصوصا إذا كان الإنسان نقيا، تقيا، صادقا، شفّافا، و لايؤمن بمدخل التمثيل و إرتداء الأقنعة.

يضاف لما سبق ذكره: سوء تفسير السلوك بسبب نقص الخبرة أو ضعف الإدراك، وعدم النضوج ، والإبتلاء بما يُعرف بإطلاق الأحكام المسبقة وأخيرا و ليس آخرا سوء الظن.

إقتربوا من الناس بتحوّط شريطة أن لا تغفلوا عن الدعاء لأن هناك من هم على إستعداد لشراء الشر بغية إشباع حاجة نفسية تقلقهم.