"مجابهة التطبيع" تستنكر مشاركة ضباط أردنيين في احتفال اسرائيلي
اخبار البلد
زار عدد من الضباط الأردنيين المتقاعدين الذين قاتلوا في معركة القدس عام 1967 وضباط صهاينة شاركوا في ذات المعركة مواقع القتال السابقة، في المدينة المحتلة حيث روى زملاؤهم بدمائهم هذه المواقع.
وأجريت بحسب صحيفة هاآرتس العبرية مراسم تذكارية بين الضباط الذين قاتلوا بعضهم البعض قبل 45 عاما في منطقة تلة الذخيرة، احد ابرز مواقع حرب حزيران عام 1967.
وشملت الزيارة التي استغرقت يومين وبرعاية فريدريش إيبرت شتيفتونغ والتي نظمتها مؤسسة التعاون الاقتصادي (الإسرائيلية) (ECF) ومركز عمان للسلام والتنمية (ACPD) في الأردن، اجتماعات بين الضباط الاردنيين المتقاعدين ونظراؤهم الصهاينة.
وجرى خلال الزيارة تكريم بعض الضباط من الجانبين وتبادل الهدايا التذكارية.
رئيس اللجنة العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع حمزه منصور اتهم القيادة السياسية في البلاد بمحاولة الغاء ذاكرة الاردنيين و”اخفاء حالة العداء بيننا وبين الاحتلال الاسرائيلي”.
واكد منصور لـ"وكالات إخبارية" ان الزيارة "مدانة بكل الاشكال ولا يمكن تبريرها"،مستهجناً ان يقوم جنود "قاتلوا في معارك ضد الاحتلال بزيارة اعداء الاردن والامة الذين دنسوا المقدسات وانتهكوا الاعراض وقتلوا زملائهم العسكريين والمدنيين" .
واشار الى ان هذه الممارسات "تسيء لسمعة العسكري الاردني" وهي "بالتأكيد صفحة غير مشرقة يجب ان يحاسب القائمون عليها" .
وطالب منصور العسكريين المشاركين في الزيارة الى الاراضي المحتلة باعادة النظر في موقفهم من التعامل مع "عدو كان وما زال يكن كل شر للأردن وفلسطين والأمة العربية والإسلامية" .
وفيما يلي المادة كما نشرت في هاارتس:
شهدت العلاقات العربية الإسرائيلية حدثا تاريخيا الأسبوع الماضي. على الرغم من بساطة هذا الحدث وبعده عن أضواء الإعلام تمكن من التأثير على كل من حضره حتى ذرف الدموع.
تمثل هذا الحدث بقيام قدامى الحرب الأردنيين والإسرائيليين بزيارة مناطق القتال الذي كان دار بينهما قبل 45 سنة، حيث ألقوا التحية على بعضهم البعض وألقوا كلمات تكريم لزملائهم الذين قتلوا.
وفي مقالة خصصتها صحيفة "هآرتس" لهذا الحدث أعادت إلى الأذهان محطات من التاريخ: في اليوم الثاني من حرب العام 1967 سيطرت قوات المظلات الإسرائيلية على موقعة "تل الذخيرة" في القدس التي كانت بأيدي المشاة الأردنيين.
وبعد أربع ساعات من القتال العنيف الذي أودى بحياة 36 جنديا إسرائيليا و71 جنديا أردنيا فضلا عن إصابة العشرات بجروح من الجانبين تمت السيطرة على الموقعة.
أمام شجاعة الجنود الأردنيين ومثابرتهم في الدفاع عن الموقعة حتى آخر جندي، ارتجل الإسرائيليون جملة رثاء صغيرة وضعت على رأس بندقية أردنية وتقول:" الجيش الإسرائيلي: دفن في هذا المكان 17 جنديا أردنيا شجاعا. 7 تموز/يوليو 1967". ومنذ ذلك الحين أصبحت معركة "تل الذخيرة" إحدى المحطات الشهيرة في الحروب التي خاضتها إسرائيل.
وبعد 45 عاما، أي في الشهر الجاري زار جنود أردنيون شاركوا في هذه الحرب أرض المعركة إلى جانب "أعدائهم السابقين".
وشملت هذه الزيارة التي تستمر لمدة يومين برعاية فريدريخ إيبرت ستيفتونغ وتنظمها مؤسسة التعاون الاقتصادي الإسرائيلية ومركز السلام والتنمية في عمان، لقاءات بين قادة سابقين إسرائيليين وأردنيين ورحلة مشتركة إلى مواقع القتال تنتهي بمراسم ذكرى معركة موقعة "تل الذخيرة".
ويقول عساف دافيد، كاتب المقالة، إنه رافق المجموعة طوال اليوم الأول للزيارة، مشيرا إلى أن المشهد كان أكثر من رائع.
وقال:" نرى محاربين قاتلوا في السابق يجلسون اليوم في دائرة ويروون ذكريات عن القتال".
وأضاف ان ضابطا أردنيا كان قد انضم إلى الجيش بعد أن قتل والده في حرب 1956، أصيب بدهشة خلال هذا اللقاء الذي كشف له أن الضابط الإسرائيلي الجالس أمامه كان هو من قاد الوحدة الإسرائيلية في اشتباك قتل أبوه فيه.
وفي أجواء من المزاح طالب الجنود الأردنيون بعملية ثأر أو مصالحة قبلية بين العائلتين.
وتبادل الجنود من الجانبين لحظات من هذه المعركة ومحطات في حين قرأ الشاعر الإسرائيلي حاييم غوري، وكان قائدا عسكريا عام 1967، أشعاره على الحضور وأكثرها شهرة قصيدة "ها هي أجسادنا جثيمة".
من الجانب الآخر قام قائد اللواء الأردني بقراءة أسماء الجنود الذين سقطوا في المعركة تلاه القائد الإسرائيلي الذي بدوره قرأ على الجميع أسماء الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في موقعة "تل الذخيرة".
هذا الحدث هو أول ذكرى مشتركة بين الإسرائيليين والعرب.
في هذه الذكرى سلم الإسرائيليون الجنود الأردنيين صورة عن جملة الرثاء التي كتبوها عام 1967 وانتهت المراسم إلا أن المظليين الإسرائيليين أصروا على أن يقوم كاتب المقالة بترجمة جملة أخيرة رغبوا بنقلها إلى الأردنيين:" كنا في الواقع أسودا إلا أنكم كنتم نمورا".
وفي لحظة النهاية وقف مظلي إسرائيلي وجها لوجه أمام قائد الوحدة الأردنية وعرف كل منهما أنهما التقيا منذ 45 عاما في هذا المكان وتقاتلا بالسلاح الأبيض، في هذه اللحظة قال القائد الأردني:" وحدهم من يقاتلون بعضهم في هذا الشكل قادرون على فهم معنى السلام".