ناهض حتر يفتح النار على جهاد الخازن
اخبار البلد_ أبرز الانجازات السياسية في مصر، هو تبلور الكتلة السياسية الاجتماعية الثالثة التي تمثّل القوميين ( الناصريين) واليساريين والديموقراطيين والمثقفين والفنانين والفئات الوسطى الوطنية والمتنوّرة. وسوف تكسر هذه الكتلة ( التي حصلت على حوالي ثلث أصوات الناخبين لمرشحها حمدين صباحي) الثنائية الاستقطابية الخانقة بين جناحيّ النَظْمة المسيطرة من الفلول والعسكر، والإخوان والسلفية. وسوف تظهر قوة هذه الكتلة في الانتخابات البرلمانية المصرية المقبلة.
وربما تحصل هذه الكتلة على أكثر من ثلث المقاعد في مجلس الشعب، خصوصا إذا ما توصلت إلى لغة مشتركة مع ملايين المصريين المتحضرين من أتباع الطرق الصوفية. فالصراع يشتد اليوم بين الإسلام السياسي والإسلام الشعبي الصوفي. وفي تمبكتو في مالي يشن الأصوليون حملة مصممة لتدمير مقامات الصوفية وتشتيت أنصارها وتجمعاتها، مما يثير القلق لدى الصوفيين في العالم العربي والإسلامي.
ليث شبيلات، القيادي الأردني المحبوب من قبل ألوان الطيف الشعبي والقومي واليساري في الأردن، هو، بالأساس، ذو نزعة صوفية . وهي النزعة التي ميزته عن الأصوليين، إخوانا وسلفية، بمنهج المحبة اللاطائفي واللامذهبي، ومنهج الصدقية السياسية والسعي إلى الربط الجدلي بين القيم الإسلامية والسياسة المدنية ـ وليس استخدام التحشيد الديني لخدمة أغراض سياسية دنيوية انتهازية متناقضة في جوهرها مع روح الإسلام ومعانيه الكونية المطلقة المتجسدة اليوم في مبادئ التحرر الوطني والاجتماعي.ـ ويتميز شبيلات، بسبب ذلك، بحسه الديموقراطي والتوحيدي وبأردنيته المتجسدة في ولائه العميق للدولة الأردنية.
ولطالما أملتُ أن يقود شبيلات، الكتلة الثالثة في بلدنا. وقد عملتُ معه على ذلك، سنوات، لكنه ظل، دائما، أسيرا لقيود متعددة تمنعه من القيام بالدور المأمول منه. ولن أعدّد تلك القيود هنا، ذلك أن شبيلات ذهب بعيداً جداً عن موقعه الوسطيّ بانضمامه الواقعي إلى الكتلة الإخوانية.
قام شبيلات بزيارة الجماعة لتهنئتهم بفوز محمد مرسي برئاسة مصر. وهو، بحد ذاته، خطأ. فالتهنئة، إذا كان هناك ما يوجب التهنئة، فينبغي تقديمها لجهة مصرية، وليس للإخوان المسلمين الأردنيين، بما يوحي بأن الانتخابات الرئاسية المصرية هي، كما صورها الإخوان، شأن إسلامي وإخواني، وليست شأناً مصرياً ومتعلقاً بحسابات سياسية مصرية.
شبيلات نفسه لاحظ في كلمته في مقر الجماعة، أن فوز مرسي لم يكن مؤزراً. وإنما هو فوز على الحافة، تحقق بفارق أقل من 2 بالمئة من الأصوات التي جاءته خمسة ملايين منها على الأقل من الكتلة الثالثة القومية اليسارية. وترى تيارات يسارية الآن، أن إنقاذ مرسي بأصوات اليسار كان خطأ سياسياً استراتيجياً بالنسبة للثورة المصرية. فربما كانت الأخيرة، قد احتدمت مجدداً لو فاز أحمد شفيق، وتمكنت ، بالتالي، من الوصول أسرع إلى أهدافها. لكن مرسي فاز، في النهاية، بالصوت الذهبي للعسكر في صفقة واضحة للشراكة في السلطة على حساب الثورة.
الخطاب الرئاسي لمرسي كشف ـ كما لاحظ مثقف أردني متوقد الانتباه ـ عن تلك الصفقة، بأكثر مما يمكن لكل التفاصيل الإجرائية وأسرار الكواليس أن تكشفه. ففي ذلك الخطاب تودد مرسي ثلاث مرات للإمبريالية والصهيونية، مؤكدا على التزامه بالمعاهدات والاتفاقيات ـ ومن بينها، غير كامب ديفيد، اتفاقيات أمنية مع تل أبيب وعسكرية وأمنية وسياسية، أي استراتيجية مع واشنطن ـ ولم يذكر العرب ولا الأمة العربية ولا العروبة. وبينما صمت عن إسرائيل ـ التي قبل تهنئة حكامها بالرئاسة ـ توعّد سورية بالويل منسجما مع النيتو والخليج وتركيا، وبينما صمت عن السياسات الاقتصادية النيوليبرالية ـ التي يحبّذها في الحقيقة ـ صرف الكثير من الكلام العاطفي المموه حول نهضة مصر، وكأن مصر يمكنها النهوض من دون التحرر الوطني والتنمية الوطنية المستقلة بقيادة القطاع العام .
وربما تحصل هذه الكتلة على أكثر من ثلث المقاعد في مجلس الشعب، خصوصا إذا ما توصلت إلى لغة مشتركة مع ملايين المصريين المتحضرين من أتباع الطرق الصوفية. فالصراع يشتد اليوم بين الإسلام السياسي والإسلام الشعبي الصوفي. وفي تمبكتو في مالي يشن الأصوليون حملة مصممة لتدمير مقامات الصوفية وتشتيت أنصارها وتجمعاتها، مما يثير القلق لدى الصوفيين في العالم العربي والإسلامي.
ليث شبيلات، القيادي الأردني المحبوب من قبل ألوان الطيف الشعبي والقومي واليساري في الأردن، هو، بالأساس، ذو نزعة صوفية . وهي النزعة التي ميزته عن الأصوليين، إخوانا وسلفية، بمنهج المحبة اللاطائفي واللامذهبي، ومنهج الصدقية السياسية والسعي إلى الربط الجدلي بين القيم الإسلامية والسياسة المدنية ـ وليس استخدام التحشيد الديني لخدمة أغراض سياسية دنيوية انتهازية متناقضة في جوهرها مع روح الإسلام ومعانيه الكونية المطلقة المتجسدة اليوم في مبادئ التحرر الوطني والاجتماعي.ـ ويتميز شبيلات، بسبب ذلك، بحسه الديموقراطي والتوحيدي وبأردنيته المتجسدة في ولائه العميق للدولة الأردنية.
ولطالما أملتُ أن يقود شبيلات، الكتلة الثالثة في بلدنا. وقد عملتُ معه على ذلك، سنوات، لكنه ظل، دائما، أسيرا لقيود متعددة تمنعه من القيام بالدور المأمول منه. ولن أعدّد تلك القيود هنا، ذلك أن شبيلات ذهب بعيداً جداً عن موقعه الوسطيّ بانضمامه الواقعي إلى الكتلة الإخوانية.
قام شبيلات بزيارة الجماعة لتهنئتهم بفوز محمد مرسي برئاسة مصر. وهو، بحد ذاته، خطأ. فالتهنئة، إذا كان هناك ما يوجب التهنئة، فينبغي تقديمها لجهة مصرية، وليس للإخوان المسلمين الأردنيين، بما يوحي بأن الانتخابات الرئاسية المصرية هي، كما صورها الإخوان، شأن إسلامي وإخواني، وليست شأناً مصرياً ومتعلقاً بحسابات سياسية مصرية.
شبيلات نفسه لاحظ في كلمته في مقر الجماعة، أن فوز مرسي لم يكن مؤزراً. وإنما هو فوز على الحافة، تحقق بفارق أقل من 2 بالمئة من الأصوات التي جاءته خمسة ملايين منها على الأقل من الكتلة الثالثة القومية اليسارية. وترى تيارات يسارية الآن، أن إنقاذ مرسي بأصوات اليسار كان خطأ سياسياً استراتيجياً بالنسبة للثورة المصرية. فربما كانت الأخيرة، قد احتدمت مجدداً لو فاز أحمد شفيق، وتمكنت ، بالتالي، من الوصول أسرع إلى أهدافها. لكن مرسي فاز، في النهاية، بالصوت الذهبي للعسكر في صفقة واضحة للشراكة في السلطة على حساب الثورة.
الخطاب الرئاسي لمرسي كشف ـ كما لاحظ مثقف أردني متوقد الانتباه ـ عن تلك الصفقة، بأكثر مما يمكن لكل التفاصيل الإجرائية وأسرار الكواليس أن تكشفه. ففي ذلك الخطاب تودد مرسي ثلاث مرات للإمبريالية والصهيونية، مؤكدا على التزامه بالمعاهدات والاتفاقيات ـ ومن بينها، غير كامب ديفيد، اتفاقيات أمنية مع تل أبيب وعسكرية وأمنية وسياسية، أي استراتيجية مع واشنطن ـ ولم يذكر العرب ولا الأمة العربية ولا العروبة. وبينما صمت عن إسرائيل ـ التي قبل تهنئة حكامها بالرئاسة ـ توعّد سورية بالويل منسجما مع النيتو والخليج وتركيا، وبينما صمت عن السياسات الاقتصادية النيوليبرالية ـ التي يحبّذها في الحقيقة ـ صرف الكثير من الكلام العاطفي المموه حول نهضة مصر، وكأن مصر يمكنها النهوض من دون التحرر الوطني والتنمية الوطنية المستقلة بقيادة القطاع العام .