رسالة من طالب في السابع الى جلالة الملك

رسالة من طالب في السابع إلى جلالة الملك

جلالة الملك:
ارفع إليك واقعاً ربما أعيشه في قادم الأيام، فربما اصح من قيلولة نومي لأجد الأردن قد ذاب وهو ألان في الطريق للذوبان منذ إن سقط العراق مغشياً عليه وانأ أقول لوالدي إن في الأمر أمر حتى ثبتت الرؤيا فتغيرت الشعوب، وأصبحت ثائرة، وصمت الحكام بعد قبضاتهم الحديدية، وأصبحوا يفاوضوا رضاء الرعية ،والرعية ترفض إلى إن يستقيم العدل .

جلالة الملك:من كان يصدق إن يسقط رجال كبار في قفص القضبان كانوا يديرون الأردن كشركة لهم لبيع الوطن كانت تخدمهم منظوماتهم التي طوعها في خدمة الأخر لكي يبقى الوطن رهينة في أيادي الغزاة تحت الطلب ليساوم بعدها على شرفه وعرضه وأرضه.

اعرف انه من غير اللائق إن أخاطبك ،وانأ ابن الثلاثة عشر لكن أصابعي الخمسة أصرت إلا إن تشير إلى مواطن الخلل، ولم يفوت طلاب صفي الذين أصبحوا يرددوا ما يقوله الشارع كل يوم وحدث إن صدعنا في شعارات لامست الخطوط الرمادية كنا نرددها كطرب أرهبت الحضور، وان كنا نفعلها عن غير قصد مجرد تقليد إلى إن أصبح الاعتصام، والتعبير، والتعرض للفساد ثقافة لدينا تكبر، و نكبر معها ليصبح جيلنا الصاعد أكثر عناد من جيل إباءنا ، وان سألتني لماذا مؤكد إننا تأثرنا بما نسمعه من الإخبار والأهل والمدارس أومن اختلاس السمع من معلمينا ليتبين إن الأمر صعب إذا لا يعقل إن أعيش إنا ابن الثالث عشر مرهون لعشرات السنين اشد الاحزمه على بطني كما شدها والدي ،وجدي، وبقية أسرتي ، كيف لي إن اضمن حياتي ودراستي ومأكلي ومشربي ومصروفي الذي تأثر بعد كل هذا هل تضمن حكومتكم بقاءنا إحياء نحن والأجيال القادمة ،سيدي يراودني الشك في ذلك حينما شاهدت المعلمين الذين نعتبرهم القدوة يقفون على الطرقات ليالي يطلبون الضمان لحياتهم إلا تعلم سيدي أنهم غرسوا فينا ثقافة الاعتصام والتمرد على الظلم !! وكنا معهم وان كانوا قد حرمونا التعليم في فترة غيابهم لكن قلوبنا معهم وصدق من قال إن كل ضارة نافعة .

جلالة الملك : ما يزعجني حقاً هو الذين يعتبرون إن نهاية الأردن قد بدأت من خلال التشكيك في الثقة المتبادلة بين الوطن ،والمواطن، التي وقع فيها الوطن ضحية (حرمنه) قل نظيرها ليعلم كل الذين صنعوا الفخاخ إن الأردن باقي ،وهو القائم قبل الرصاصة الأولى ،والتاريخ لن يعيد نفسه ثانية بان نلعن الأتراك ،ونخابر الأعداء والأردنيون جزء لا يتجزأ من ألامه العربية ،هم فيه قبل إن تسكنه قبور دابوق، أو الضفادع الصلع خريجي هارفارد ، وأكسفورد ، وكامبردج الذين يدرسون على نفقة الوطن وعلى حساب دمنا ودم أجدادنا وانأ لا أجد في مدرستي حمام أو مدفأة أو ماء نظيف اشربه أو شباك يحميني حرارة الشمس وبرودة الشتاء أيعقل هذا كيف تريدني إن انشىء وانأ أرى كل النظريات في (مدرستي )تفصل لغيري ويضيع فيها الحق لغير صاحبه .

جلالة الملك : تخلو كل رسائلكم الموجه للحكومة من الاهتمام بالطفولة والتي لم أمر فيها قط أو اعرفها
كغيري هل تعلم جلالة الملك إنني بدأت أتقن فن المقارنة والحجة والواقع بين اقتصاد الحكومة ومقصفي المدرسي الذي ادفع له عشرة قروش ولمرة واحدة في السنة هل تعلم كم اقبض إرباح نهاية السنة ثلاثة دنانير أوفرها لنفسي لأنني أيضا قد عملت جمعية بين زملائي العشرة لكي اخفف شد الاحزمه على البطن التي مر فيها جدي ووالدي وانأ من بعدهم ومع هذا اعرف إن المشوار طويل والقادم إلي مرعب ومخيف لكني أقولها بسيطة لكنها مدوية من طفل زرع فيه الخوف يغار على مستقبله والوطن وها انأ أكررها ببساطتي من باع الوطن سيحاسبه الله والتاريخ والشعب .
أيهم نايف النوافعه
السابع الاساسي/ مليح