غياب التيار الوطني والأحزاب

اخبار البلد 
لا زالت الساحة العامة تعاني من حالة فراغ حزبي وسياسي في منافسة حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي للإخوان المسلمون . لقد بحثنا سابقا الأسباب المختلفة الكامنة خلف حالة الإحجام العامة عن المشاركة في الأحزاب الوسطية والمعتدلة والوطنية .
وبالطبع ليس السبب هو التخوف من الهاجس الأمني من المشاركة والانخراط في الأحزاب ، لان الأحزاب الإسلامية المختلفة العقائد والمرجعيات هي الأكثر جذبا للعامة والخاصة رغم ملاحقتها وسريتها ومناوأتها للأنظمة والأجهزة الأمنية والأنظمة العالمية ورفضها وإدراج بعضها على القائمة السوداء .
يعرف الجميع أن الباشا عبدا لهادي ألمجالي رئيس حزب التيار الوطني هو السياسي الأردني الوحيد الذي تمكن من خلق حالة وجلب مؤيدين من مختلف الشرائح والجغرافيا ، كما وكان الأقدر على إقناع واستقطاب الشارع العام والنخب ، حتى إن بعضهم تندر بان إسلاميين اخذوا يفكرون جديا في الانخراط كأعضاء في حزبه ، بينما تمكن الباشا من ابتكار أفكار ومبادئ لافتة تكيف الحالة الأردنية وتواجه متطلباتها وتحدياتها .
سبق وان حاولت السلطة النفخ وتضخيم حالة الحزب وصورة الباشا لمواجهة حالة الإخوان والإسلاميين في الشارع ، وكانت قد نجحت السلطة في تفعيل دور التيار ورئيسه ، لمواجهة نفوذ الإخوان وانبهار الشارع فيهم ، وقد تطلب الأمر عملية التفعيل والدعم ، لأن حزب التيار حزب فتي شانه كشأن غيره من الأحزاب التي تأسست حديثا بثوب وحلة وفكر أردني داخلي بعيدا عن العقائد التي بدأت بعيدا منذ عدة عقود مضت من الزمان ، وكانت قد ركزت دعائمها وقواعدها واستقطبت ونظمت كوادرها بالاستناد على الفكرة القومية والدينية .
تمكن الحزب من إقناع شخصيات وازنة من شتى المنابت والاصوال للانضواء تحت شعار الحزب ورايته من أمثال الدكتور صالح أرشيدات وسامي قمو وفايز الطراونة ومنير صوبر ، كما وتمكن من تأسيس كوادر مثقفة وواعية في كل المحافظات واستقطاب أشخاص من ذوي الدرجات العلمية والخبرات في كل المجالات .
مرت عملية تقعيد قواعد الحزب وتأسيسه في مراحل ارتفاع وهبوط من ذالك الارتفاع تكوين اكبر كتلة نيابية داخل البرلمان ، فرضت ما تريد واعتبرت معادلة صعبة لا يمكن تجاوزها في أي حال من الأحوال ، ومن ذاك الهبوط استقالات بالجملة وانسحابات بالجماعات من الحزب وكوادره .
لا شك إن الباشا هو الأعظم كاريزما في تركيبة الحزب حتى اعتبر البعض إن الحزب حزب الرجل الأوحد ، لذا اعتبر غياب الباشا ومروره بالوعكة الصحية تسبب في حدوث نكسه في وجود الحزب على الساحة وغيابه ، وقفز الاسلامينن وحراكات إلى الساحة وحيد القادر علفي حالة من غياب التيار إلى تحطيم أسطورة سيطرة الإسلاميين .
قبل أيام جرت انتخابات التيار وأظهرت تواجد وبروز العديد من الوجوه الجديدة وترك الحزب تشكيلة فسيفسائية ، في الطريق نحو خوض الانتخابات النيابية المقبلة وفق برامج تتعاطى مع الواقع وتحاكيه ، وهم الحزب الوحيد القادر على المنافسة في ظل ظروف الربيع العربي وقد يشكل صمام الأمان والاستقرار لترجيح الكفة في مواجهة قوى مختلفة .