توتر بجلسة المؤتمر الوطني للثقافة بعمان

اخبار البلد_ شهدت الجلسة الأولى للمؤتمر الوطني للثقافة، الذي انطلقت فعالياته صباح اليوم تحت عنوان "الثقافة والمتغيرات"، توترا وانسحابات، ووصف الفنان جميل عواد في كلمته المؤتمر بأنه فاشل وغير شرعي ويسعى إلى تزوير الحقائق وتكريس الانحراف، كما طالب فنانون باستقالة وزير الثقافة.

وتساءل عواد عن سبب عقد المؤتمر في وقت يعتصم فيه الفنانون منذ 22 يوما، وعدم توجيه دعوة لهم للمشاركة، وتهميش دور نقابة الفنانين، وحضور وزير الثقافة صلاح جرار لخيمة اعتصام الفنانين بصفته الشخصية، ووصف موظفي وزارة الثقافة بالمرتزقة، "وهل هذا المؤتمر هو مؤتمر الوزير وأتباعه والمحافظون على رواتبهم؟".

وأكد عواد أن مطالب الفنانين وطنية، وخاطب وزير الثقافة بالقول "لسنا ممّن يلطمون الخدود" -ردا على ما جاء في كلمة الوزير- مستطردا "لقد حصلنا على وعود اكتشفنا أنها كاذبة ومجرد أوهام". كما طالب في حديث خاص للجزيرة نت باستقالة الوزير.

وشهدت الجلسة انسحاب المتحدث الرئيسي في الجلسة الدكتور خالد الجبر احتجاجا على كلمة عواد، معتبرا أن ما قاله يشكل إهانة، وقال "لسنا مرتزقة، وإن توزيع الاتهامات غير جائز"، لكن تدخّل بعض الحاضرين أعاد الجبر مرة أخرى إلى منصة المتحدثين.

كما رفض عدد من موظفي وزارة الثقافة اتهامات عواد حيث قاطعه الشاعر محمد سمحان عواد بقوله "حديثك ليس صحيحا، فقد شارك فنانون في اللجنة التحضيرية للمؤتمر".

وفي كلمة الافتتاح، وصف وزير الثقافة صلاح جرار المثقفين بأنهم سراج الأمة وعليهم تقع مسؤولية النهوض بالثقافة ووضعها في خدمة القضايا المركزية.

وأشار الوزير إلى أن الشكوى ولطم الخدود على سوء الوضع وتراجع المجال الثقافي لن تغني شيئا، وأنه من الأجدى تقديم مقترحات ومشاريع ومبادرات تمكن الثقافة من تجاوز مشكلاتها ووضعها في خدمة التنمية والتقدم.

من جانبه أكد نقيب الفنانين حسين الخطيب أنه عبر لوزير الثقافة أثناء الاستراحة عن استيائه وخيبة أمله، واعتبر كلمة الوزير عن "الذين يلطمون الخدود إهانة لنقابة الفنانين". وقال "لسنا من الذين يلطمون الخدود أو يحاولون ابتزاز الدولة الأردنية، وسيكون لنا رد مباشر يؤيد ما جاء في حديث عواد". وانسحب جميع الفنانين من القاعة احتجاجا.

من جهته قال نائب نقيب الفنانين ساري الأسعد للجزيرة نت إن مؤتمرات الثقافة "مجرد وهم يضحكون به على عقول من المفترض أنها النخبة الواعية"، مشيرا إلى أنه قبل سنتين عقد مؤتمر مماثل وما زالت توصياته في الأدراج. وقال "آن الأوان لاستقالة وزير الثقافة.. ولو كانوا يريدون ثقافة وفنونا لعالجوا اعتصام الفنانين في خيمتهم".

واعتبر الدكتور باسم الطويسي -الذي تحدث بالإنابة عن المشاركين- المؤتمر نقطة ارتكاز في إعادة الاعتبار للثقافة الوطنية، مشيرا إلى أن الحلول الابتكارية لأزمات التنمية والخروج من كآبة الاقتصاد هي حلول ثقافية بالدرجة الأولى.

وفي حديث للجزيرة نت وصف القاص عدي مدانات المشهد الثقافي بأنه يبعث على الأسى رغم وجود مثقفين على سوية عالية بمجالات الإبداع، لكن جهودهم لا تحظى بأية رعاية، مشيرا إلى أن الثقافة تحتاج لحاضنة ودعم وتعميم.

ودعا إلى اتحاد إرادة الدولة والمثقفين لرسم سياسة ثقافية "تتولى إدارتها هيئة ذات صفة قانونية، وعلى الحكومة سن قوانين وأنظمة لتكليف الشركات والبنوك الأجنبية التي تستثمر في ثرواتنا الوطنية بدفع ضريبة تخصص لتنمية الثقافة التي تعتبر مصلحة وطنية".

أما الأديب مفلح العدوان فرأى أن هناك ملاحظات على المشهد الثقافي، وأن الوضع الحالي يحتاج إلى كثير من المراجعة من أجل تطويره وإعادة تشكيله.

يذكر أن المؤتمر يناقش على مدى ثلاثة أيام ثمانية محاور هي "الثقافة المجتمعية" و"الخطاب الثقافي في ضوء متغيرات الواقع العربي" و"اقتصادات الثقافة وصناعتها" و"نحو إستراتيجية وطنية للثقافة" و"الثقافة الرقمية" والثقافة والآخر" و"الأمن الثقافي" و"اللغة العربية ومتغيرات العصر".