اعتصام الفنانين إلى أين ؟

قرار مجلس ادارة نقابة الفنانين بنقل خيمة الاعتصام من مقر النقابة الى المدرج الروماني أثار العديد من التساؤلات: لماذا هذا القرار والتغيير؟ هل اراد الفنانون اعادة الحياة لمنطقة المدرج بعد ان ماتت وتوقفت بسبب التصليحات؟ ام انهم ارادوا ان تصل الرسالة الى عدد اكبر من الجمهور والناس او انهاهناك عملية ربط للفنان بتاريخ بلد وابداعات وطنه وتاريخه أم ان مجلس النقابة وصل لنتيجة ان خيمة الاعتصام امام النقابة لم تحقق الاهداف التي أقيمت من اجلها بسبب تجاهل الدولة مطالب الفنانين التي يعتبر جزء منها حقا مشروعا وبعضهم الآخر يحتاج لنقاش بعيدا عن الانفعالات والمزايدات ...

فالفنان من حقه ان يحيا حياة كريمة كمبدع حتى يستطيع تقديم ما عنده وان ابسط الامور هو التأمين الصحي والضمان الاجتماعي. وبالنسبة للتأمين الصحي فإن الحكومة وعلى لسان وزير الثقافة د. صلاح جرار اعلنت اكثر من مرة استعدادها لمنح الفنانين المتفرغين غير الموظفين تأمينا صحيا من الدرجة الاولى، وهذا ما لم يأت عليه رد من مجلس النقابة بالرفض او القبول وان كان النقيب الصديق حسين الخطيب قال في الكلمة التي القاها يوم الخميس الحادي والعشرين من حزيران في خيمة الاعتصام بحضور النائبة ريم بدران حيث قال لن نفرق في المطالب بين الموظفين والمتفرغين ..

وهذه الاجابة لا نعرف إن كانت رفضا من النقابة أم انها مجرد لحظة انفعال. على العموم الكرة الآن في ملعب مجلس النقابة لتبين مدى صدق الحكومة في هذا الوعد بالذات بأن تصدر قرارا رسميا بالموافقة وتنشره في وسائل الاعلام وبعدها ستنكشف الحقائق، ومدى صدق الدولة في كلامها .. خاصة ان الجميع يعرف انه لا يجوز منح الموظف تأمينا صحيا آخر وهذا ما اشرنا اليه في "العرب اليوم" منذ فترة وقبل الاعتصام بأشهر وكان يغضب بعضهم رغم اننا كنا نتكلم الحقائق والواقع.


اما بالنسبة للمطالب الاخرى فإن علاوة المهنة حق طبيعي لكل موظف نقابي يجب ان يحصل عليها وهذا مطلب شرعي لا يختلف عليه اثنان، وبالنسبة لفرص العمل فهذا موضوع يجب ان تعمل على حله عدة جهات منها الدولة والقطاع الخاص سواء كان اتحاد المنتجين او شركات ومؤسسات القطاع الخاص والاستثمار وبالنسبة لحكاية صندوق الدراما ومبلغ خمسة ملايين دينار توضع للانتاج في شركة او مؤسسة تكون النقابة طرفا في ادارتها فإنه لا يوجد اي نقابة فنانين في العالم تشرف او تشارك في الانتاج وانما يمكن ان تراقب من بعيد حتى تضمن حقوق اعضائها، لذلك فانه يتطلب إعادة النظر في هذا المشروع والبحث عن حلول بديلة لتأمين عمل للفنانين الاردنيين خاصة المتفرغين منهم من دون وظائف.

على العموم ان الامر يحتاج الى عقلانية وتريث وتفكير بعيدا عن العصبية والتشدد والشعارات والمزايدات وان كانت الخيمة قد حصلت على تأييدات كلامية وعاطفية لكنها بعيدة كل البعد عن الواقع العملي. 

وقد اثبتت فكرة التلويح بمقاطعة مهرجان جرش ان العقلانية تكون دائما هي الحل الأسلم.
اننا نريد ان يعود الفنان الاردني لألقه وتألقه وان يكون سفيرا لبلده كما كان دائما وان لا يغيب عن الشاشات لانه يحتاج كل احترام وتقدير وعناية .