على ذمة أصدق الرواة وأنقاهم،أقصد الرفيق الصديق الأستاذ عماد ملحم(طبعا)، فإن اسالب الغش المتطورة لطلبة التوجيهي وصلت الى بيع الإجابات للطلبة عن طريق الرسائل النصية على الموبايل. لكن هذه الإجابات لن تحول الطالب الغبي الى طالب شاطر ، بدليل ان احد الطلبة الغشاشين من الذين وصلته الإجابة منقوصة وفي آخرها عبارة (جزء من النص مفقود)..كتب هذه العبارة ، كما هي، على ورقة الإجابة ، لأنه اعتقد بأنها جزء من الإجابة.
كما الطالب النجيب ، كذلك الطالب الطنجير (الطشي) فهو اردني ايضا بجدارة ، وهذان الطالبان هما انعكاس ميكانيكي للمجتمع الذي يعيشان فيه ، ونظرية (جزء من النص مفقود) تتسرب في خياشيم الوطن بأكمله وتسبح بدمه ودمعه وشحمه ولحمه وكامل جسده.
(جزء من النص مفقود) ،لا تستثني أحدا، فهي في مفاصل الدولة وأظلاف الحكومات المتعاقبة ومخالب المجالس التشريعية من الأقل نزاهة الى المعدومة النزاهة وما بينهما. وهي ايضا في احزاب المعارضة وكافة القوى الشعبية ومنظمات المجتمع المدني والريفي والبدوي.
الحكومات تحاول استدراج الأحزاب الى حضنها الدافئ، فتنجح تدريجيا وتجلب البعض قبل الآخر، ولكن في اللحظة الأخيرة يختلفون على تفاصيل بسيطة، مثل فئة النقود التي يدفع بواسطتها المعجل، وملابس الرقاصة في الحفل، وأول اغنية يشدوها ال(دي جي) لحظة دخول العريسين الى الصالة ..وفجأة وبلا مقدمات ولا مؤخرات مفهومة تظهر عبارة (جزء من النص مفقود).
لجان التنسيق الحزبية ..ترى قادة الأحزاب من اول اليمين الى اخر اليسار ، يمشون متكاتفين في المسيرات والاعتصامات ، واحيانا يشبكون ايديهم ببعض ويتعانقون ويتباوسون، وبعد اعتصامين ومظاهرة ومسيرة، وفجأة ومن دون سابق انذار تظهر عبارة (جزءمن النص مفقود) ويختفي معها التنسيق، ويشرعون في الردح لبعضهم البعض.
الحراكات في مختلف المحافظات ، تتجمع بالألاف وتطلق الشعارت ويسير معها الناس ،ثم تتجمع مرة ثانية وثالثة ، وفي المرة الرابعة ، ومن دون اي سابق انذار ،تظهر عبارة (جزء من النص مفقود) و يتقلص العدد وتتفرق الشعارات .
لا اعرف اذا كان المصححون في التوجيهي الاردني سوف يضعون صفرا للطالب الذي يكتب عبارة جزء من النص مكتوب ، أم انه سينجح في المادة، ولن يتهم بالغش لعدم كفاية الأدلة.
لكني اعرف أن علينا في المعارضة الاردنية احزابا وحراكات ومنظمات مجتمع مدني وناسا، ان لا ننسخ تجارب الآخرين في حراكات الربيع العربي المظفرة حرفيا ، بل علينا ان نبتكر وسائلنا واساليبنا من اجل تحصيل حقوق المواطن ومكافحة الفساد والسير نحو الديمقراطية الحقة، وغير ذلك لن تتوج جهودنا بالنجاح قط ، لأننا سنتفاجأ كل مرة بعبارة: (جزء من النص مفقود)!!