جرش تنتصر

مضى عامان أو أكثر وقلب مدينة جرش مصاب بجلطة الاكتظاظ في الشريان الرئيســي للمدينة الممتد بين دواري القيروان والمتنزة ، تسبب به تراكم وتزاحم بسطات الباعة المتجولين وسائقو بكبات الخضار،وقد استعصى على سكان المدينة في ظل ذلك الوضع المأساوي دخول السوق والوصول إلى محالهم التجارية والبنوك حتى وصل الأمر إلــى تعذر الصلاة في مساجدها القديمة نتيجة تفشي ظاهرة احتلال كامل الأرصفة وغالبيــــة شوارع قلب المدينة من قبل مجموعة لا تتجاوز أصابع اليدين سعت لفرض واقع أجج مشاعر المواطن والزائر للمدينة واستمرأت تلك المجموعة بتلك الممارســـات تعظيـــم صورة مصالحها الفردية وتقزيم مشهد الصالح العام . 

وبعد معاناة كبيرة وطويلة تكبدها مواطنو وزائرو المدينة من فوضـــى الســــوق تنفس الجرشيون الصعداء عندما بادر محافظ جرش ومعه مختلف الأجهزة الإدارية والأمنيــة باتخاذ قرار استثنائي جرئ وغير مسبوق وفي ظرف استثنائي يقضى بضــــرورة إزالة البسطات وإبعاد الباعة المتجولين من الشريان الحيوي لمدينة جرش ، الأمر الذي أعاد للمدينة هيبة زهوها وألقها وأمن مُشاتها ومركباتها وزوارها في آن . 

ويُثمن المواطنـــون حيال المشهد الجديد الجميل في مدينتهم تظافر وتكاتـــف مختلــف الأجهزة المحلية في تعاطيها مع هذه الظاهرة الغريبة ودور الإدارة الحصيفة الحريصة على امن وراحة المواطن وسلامة عيشه الكريم .
ويؤكد كل مواطن منتم ومخلص وقوفه خلف كل جهد وقرار يحقق هيبة الصالح العام ويمكن ارتقاء قوة القانون على قانون القوة والفوضى والعبثية ، لتبقى مدينة جرش عريقة في حاضرها ومستقبلها كما هو تاريخها .