ديمقراطية التجويع والشعب العظيم


كنا نسمع مقولة " لا ديمقراطية مع الجوع " , الان للأسف اصبحت مطبقة على ارض الواقع حيث اصبح الشعب العظيم يبحث عن المال وإكفاء نفسه ماديا وفي نهاية اليوم يذهب إلى النوم دون التفكير بالسياسة وإن البعض يقوموا بمتابعة الاخبار ليس لشيء , فقط لكي يكونوا على علم بما يدور حولهم .
منذ أن بدأت الثورات او كما يسميها البعض " الربيع العربي " اصبح الشعب العظيم يعرف بالسياسة وشغله الشاغل لكن عندما تكون حقوقهم يكتفون بمقولة " الامن والامان " حتى مع اقتراب الربيع الاصلاحي لأبواب شعبنا تركوا قضيتهم وقضايا امتهم .
هنا اصبح الشعب العظيم على مركب واحد في وسط الثورات ولهذا المركب ليس قائدا واحدا وإنما عدة وهؤلاء العدة لا يكترثون للشعب العظيم فلقد طبق تلك المقولة , بالامس كان المركب في ميناء العزة والكرامة حيث لا يرتضي الشعب العظيم أي زيادة مهما كانت قليلة , أما اليوم فنحن نرسو إلى اكثر من ميناء وفي كل ميناء نرتضي بالمعونات والمساعدات فقط لننعم بنهايته بنومه هنيئة تحت ظل الامن والامان .
الان اصبحت جميع الجهات والدول بعد تطبيقنا لتلك المقولة يعتقدون ان شعبنا العظيم وما يقوم به من مسيرات وإعتصامات إنما هي لتأمين حاجته المادية فقط , وليس للمطالبه بحقوقه السياسية وكافة الحقوق المغتصبة , والمبكي المضحك أن النخب من شعبنا العظيم تبحث عن شعارات إقتصادية كي تجمع اكبر عدد حولها على تلك المركبة , لا اقلل من الشأن الاقتصادي لكن ليس لدرجة القداسة وبإعتقادي هذا خطأ كبير يؤدي إلى خرق المركبة حيث يموت كل من عليها .
أما غرفة القيادة فيتزاحمون القادة بداخلها والتي ما زالت تبحر ظناً منها انها ستصل على البر المناسب وتجدهم منهمكون في رسم الطرق والخطط لنجاة انفسهم قبل نجاة الشعب العظيم , الشعب العظيم كان يضرب به المثل في الثوريه وعدم قبول المهانة او تقبيل الايادي , اصبح الان يرضى بالفتات وينتظر الزيادات قبل رمضان واثناء الاعياد في المقابل ترتفع اسعار السلع والحاجيات الاساسية .
لا ادري هل وضعنا ثوريتنا جانباً حتى نمتلك المال أم نكتفي بالامن والامان ونحن نقبل الايادي ونُلمع الاحذية .

م.مراد جلامده
Murad.saleem@gmail.com