لَوْ أنَّ الْمَحْسُوْبِيَّة أَو الْوَاسِطَة رَجُلاً لَمَا سَبَقَنِي أحْدٌ فِي ِقَتْلِهِ !!!


كم من فرد قهرته الواسطة والمحسوبية ؟
وكم من فرد سـعــد على حســــاب غــيره ؟
وكم من فرد نال أمــــــــراً لا يستحقــــــــــــه ؟
وكم من فرد قـــال وتفـــوه بسيــف غــيره ظلماً وزوراً وبهتاناً؟
وكم من فرد ظُلِمَ وخسر حقه لتدخل أعوان الشر والشيطان ؟
وكم من فرد مؤهل خفق في البحث عن وظيفة ونجح آخر غير مؤهل لها ؟
وكم من فرد نال حق غيره "خاوة" وبدون وجهاً شرعي لأن حضرة الباشا أو البيك أو الرئيس أو المدير قرابته ؟
وكم .. وكم ... وكم .... إلخ ...

فإلى متى هذه الظاهرة السيئة تغزو مجتمعنا الأردني وتدنس حياتنا وتقهر أبناءنا الأوفياء المخلصين لوطنهم الغالي بأرواحهم وأموالهم وبأغلى ما يملكون من غالٍ ونفيس ... حتى أصبحت الواسطة أو المحسوبية في كل شي كالدم الجاري في جسم الإنسان كيف لا وقد وصلت الواسطة والمحسوبية في المعاملات الدينية والدين بريء منها وخاصة في الحصول على تأشيرة "العمرة والحج" لا بل حتى في الحصول على وظيفة خادم مسجد أو حتى مؤذن أو إمام تحتاج إلى واسطة كيف لا والمحسوبية وصلت حتى للحصول على "سكن عيش كرم" فبدل أن يستحقه من هم ذوي الدخل المحدود يذهب لمن هم فوق ذوي الدخل المحدود فالكثير من أبناء الوطن يحتاجون إلى مساكن تأويهم هذا ناهيك عن القبول في الجامعات وحتى النقل من مدرسة إلى أخرى وبالحصول عل الوظائف سواء الحكومية أو الخاصة وأيضاً إستفحلت بإنجاز المعاملات الإجتماعية على إختلاف أنواعها وإلى غيرها الكثير الكثير في أمور حياتنا ...

نعم فالواسطة أو المحسوبية أصبحت " كرت أحمر مدعوم " وكما يقول البعض "كرت غوار" ، وهي آفة متفشية ومرض عضال ينخر العظم عند البعض وعند البعض الآخر تعتبر فيتامين "واو" لا بل عند أخرين كرت أخضر ويحتاج لرشوة بسيطة لتسييره كيفما أراد الراشي والمرتشي وهي في الوقت نفسه حياة لمستقبل مشرق لمنتهزي الفرص والمتسلقين والأنانيين ...

فكل مسؤول سواءاً كان صغير او كبير، يحابي ويجامل أقربائه واصدقائه وأحبابه، ويسعى لتوظيف نفوذه سواء كان العام أو الخاص لنيل مقاعد ووظائف وحتى تسيير معاملات لهم دون وجه حق ، بل وعلى حساب اخرين لهم أهلية ويتمتعون بكفاءة فمن وجهة نظري أن هذا المسؤول هو فاسد ويجب إنتزاعه من هذه الوظيفة ووضع آخر أمين وصادق مع نفسه ومع ربه ويتقي الله عمله والإخلاص للوطن وخدمة الشعب ....

نعم .. إن الواسطة بمختلف تسمياتها هي فساد وجب مكافحتها بالإصلاح بدءاً من أسفل الهرم ، وبإعتبارها مرض إجتماعي عضال يجب إستئصاله ونزعه من الجذور حتى يكون هناك عدالة في كل شيء وحتى لا يكون للحرمان مكان في مجتمع ديمقراطي متين أساسه مبدأ المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص في كل شيء ...

وصدقاً هنا أجد نفسي من المرارة التي أحسستها وأحسها البعض لا بل ذاق مرارتها الكثيرون من أبناء شعبنا الأردني الأصيل لأن أقول " لو أن الواسطة والمحسوبية رجلاً ما سبقني أحد في قتله " .

فهل من الممكن أن نقف جميعاً صفاً واحد لإستئصال هذه الظاهرة من جذورها في مجتمعنا الأردني ؟

عاشق تراب الأردن
سميح علوان الطويفح / الفوسفات